جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 11:38 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محمد الفضيل جقاوة يكتب : لصنعاء عندي حنينْ


بعيد ملادي القريب
أضعتك أنتِ حبيبةَ قلبي
أضعت ابتساماتك العابقات
تدغدغ ـ رغم امتداد الخمود ـ حنيني
و حين ارتحلتِ ..
أضعت بعينيكِ بوصلتي ..
و استعدتُ بجوف الليالي شجوني ..
أضعت بهاء الشروق ..
اضعت بهاء الغروب ..
و لمّا تزلْ فحمةً فوق هدبيّ شمسُ يقيني ..
أنا كومة من ضياع ..
لِمَ يا حبيبة قلبي تُرَى تهجريني ؟؟
أنا مذ رحلتِ ..
صريع جنون أجوب الفيافيّ
من غير ماء ..
و من غير زاد ..
و لا ليَّ في الأفْق نجم به تهتدي
إنْ جنحتُ عيوني
أنا .. من أنا يا حبيبة قلبي ؟؟
بربّك رحمى اخبريني
نصال الشتات تمزّق ذاتي
و تملأ من أدمعي الهاتنات دنانا
تنادم في ردهات الليالي انكساري
و تشرب نخب ظنوني ..
و ذاكرتي لم تعد مثلما كنتُ قبل ضياعك
تسعفني بفضاءات أصلي البعيد البعيد
لقد كنت يوما بصنعاء أزهو بمجدي التليد
و كنت أهيم بسيفي و ترسي
و أعشق مهري يطيرا شهابا
إذا ما ادلهمّت بساحي الخطوبْ
يطير شهابا
يصدّ عن اليمن الحر كلّ الكروبْ
تعالي .. أعيدي على مسمعي قصص المجد
في سيّر الأولين ..
أعيدي على مسمعي صَوَلات ابن ذي يزن
يقهر المعتدينْ ..
تعالي ارسميه لمظناك حلوا جميلا
على فرس من ضياء ..
فتى أسمر اللون عالي الجبينْ
اذا ما انتضى السّيف أشرقت الشمس قبل الأوان
و ولّى الظلام لصبح جديد ..
تعالي .. فما عدتُ أذكر أسماء من كان يحكمهم
سيدا لا يلينْ
من الجنّ ..
من زمر الماردينْ
لصنعاء كانت مواويل ليلي ..
لصنعاء كانت لحوني ..
فصنعاء كانتْ هي الكون يمتدّ شرقا و غربا
و لم يكُ إلاّ هواك هواها ..
ألا تذكرينْ ؟؟
أنا حيث كنتُ لصنعاء عندي حنين
و أي حنينْ ..
هي الجذع منّا ألأ تعلمين ؟؟
و في كلّ ربع لها ألف فرع و فرع
لها رحم من ألوف السنينْ
لقد بحتِ لي ذات يوم بهذا
و نحن نشدّ الرحال إلى الشام ..
ننجب كنعان قسورة
يملأ الشام منتشيّا بالبنينْ
و في مصر كان له ألف صهر ..
و كانوا له سندا مخلصين
لقد طاب لي ذات ليل بنجد المقام
فاوقدتُ ناري ..
و غنّيت للعشق أحلى المواويل ..
أرحل في مقلتيك إلى وطن عبقري
يدثّره ربّه بالسلام
ويعلي السلامَ النبيُّ الكريم الأمين
يلملم فينا الجراح
و يجمع ـ بعد الشتات ـ الشتات
و ينفخ روح المحبّة في المحبطينْ
و يرسل منهم هداة
تجوب المواطن حبّا و نورا
تردّ الى الله في شغف زمر الضائعين
و بارك صنعاءَ ربّ السماء ..
و بارك شام العروبة ثغرا
إلى آخر الدهر لا يستكين
و بارك كل تقيّ نقيّ أمين
أنا لم أكن لسوى الله في مذهبي انتمي
و منه تعلّمت حبّ الخلائق طرّا ..
تعلمت ـ صنعاءَ ـ حبّ بنيك الأباة
همُ السّمر أعرفهم حيث كانوا ..
و أهوى مضاربهم عاشقا
شفّه لثراهم غرامْ
لعينيك كلّ المذاهب عندي ضلال
فلم نجن منها سوى طعانات التشرذم
خزي الشتات ..
لعينيك كل المذاهب محض افتراء على الله
ليّ لآياته الطاهراتْ
لعينيك كلّ دعاة التّفكك أبناء عاهرة
زرعتهم بأرض العروبة ليلا ..
و ولّت تصيخ لأناتنا المنهكات ..
لصنعاء كنّا نلبّي جميعا ..
نكون يدا تردع المعتدين
فما كان يجرؤ روم و فرس على غزونا آمنين
ألم تك يوما بذي قار صولتنا تقصم المتعتدين ؟؟
لصنعاء كان بكلّ الربوع حنينْ
أيضربها عربيُُّ أبي كريم ..؟؟!!
و ربّك هيهات ذلك يوما يكونْ
همُ اللقطاء
همُ الخائنون
همُ الخزي و العار
همْ معشر مجرمون
لعاهرة كلهم أجمعون ..
و مازالت الضاد تفضحهم ناطقين
أَلا تسمعين الرطانة في ألسن العاهرين ؟؟
لصنعاء من مغربي العربي سلام
لصنعاء من كلّ نجد سلام
لصنعاء من مصر الف سلام
لصنعاء من بردى قبلة
في شذاها ختام الكلام