جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 02:02 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الثلاثاء.. انعقاد الدورة (46) للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان

شعار الجامعة العربية
شعار الجامعة العربية

تعقد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الدورة العادية (46) للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان خلال الفترة من 30 يوليو إلى 1 أغسطس 2019 بمقر الأمانة العامة.

يأتى ذلك بمشاركة ممثلي الجهات المعنية في الدول الأعضاء والمؤسسات الوطنية لحقوق ا لإنسان ومنظمات المجتمع المدني الحاصلة على صفة مراقب لدى اللجنة، فضلا عن القطاعات المعنية في منظومة العمل العربي المشترك.

من جانبها أكدت السفيرة د.هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد - رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، أن الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة تتصدر جدول أعمال الدورة، موضحه أن هذه الانتهاكات تمس حق الإنسان في الحياة، وحقوق جثامين الشهداء المحتجزين لدى سلطات الاحتلال في مقابر الأرقام.

يذكر أنه سيتم خلال الدورة النظر في صياغة خطط مرحلية للاستراتيجية العربية لحقوق الإنسان، والتي أقرها مجلس الجامعة على مستوى القمة في دورته العادية (30) التي عقدت في تونس في مارس 2019، علاوة على اختيار شعار لليوم العربي لحقوق الإنسان لعام 2020.

هذا بالإضافة إلي النظر في تحديث مضامين كل من "الخطة العربية للتربية على حقوق الانسان" المعتمدة على مستوى القمة عام 2008 بدمشق و"الخطة العربية لتعزيز ثقافة حوق الانسان" المعتمدة على مستوى القمة عام 2010 بسرت.

وقد قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته، في اعمال "المؤتمر الإقليمي العربي الثالث حول حماية وتعزيز حقوق الانسان" ، "أثر الاحتلال والنزاعات المسلحة على حقوق الانسان لاسيما النساء والاطفال"، أن خطاب حقوق الإنسان قد استقر في وعي المواطن العربي خلال العقود الأخيرة.

فصرنا نلمس تجلياته واضحة فيما يدور من نقاش سياسي وإعلامي وثقافي في الدول العربية، ومن المهم أن نُشير إلى أن تراثنا العربي، الأخلاقي والروحي والديني، لم يكن في أي وقت بعيداً عن مفهوم حقوق الإنسان أو معادياً له ، بل نقول إن هذا التراث، بمعناه الواسع، هو أصل هذا المفهوم ومنبته الأول، إذ مثلت الأديان والنظم الأخلاقية والروحية التي نشأت في الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط أول إشراقة لمفهوم الكرامة البشرية،والحقوق الأصيلة للإنسان، في ألا يُستعبد أو يُنتهك في جسده أو يؤذى في ضميره أو يُقيد في حريته. وأوضح " الأمين العام لجامعة الدول العربية"، أن الظرف الحالي الذي تمر به منطقتنا يُمثل تحدياً هائلاً أمام خطاب حقوق الإنسان، ذلك أن أول هذه الحقوق يتعلق بالحياة ذاتها.. حق الإنسان في أن يُحافظ على حياته، آمنا من الخوف والتهديد، مطمئناً إلى أن نفسه وعرضه وماله وكرامته مصونة ومحفوظة في إطار من القانون والأمن.

وتابع " أبوالغيط" لقد شهدت الفترة الماضية تصاعداً غير مسبوق لحالات الاحتراب الأهلي والإرهاب الدموي، سواء داخل الدول أو العابر للحدود.. وقد صاحبت هذه الصراعات انتهاكات -غير مسبوقة في مداها وحدتها ووحشيتها- لأبسط حقوق الإنسان في العيش الآمن.

ولقد تحمل النصيب الأكبر من هذه الانتهاكات الفئات المستضعفة، من نساء وأطفال.. فوجدنا جماعات الإجرام والضلال تبيع النساء في سوق النخاسة .. وتُعرِّض طائفة كاملة –هي الطائفة الإزيدية- لما يُشبه الإبادة الجماعية.. وشاهدنا الأطفال يُشردون بين الملاجئ ومواطن النزوح.. يقضون زهرة أعمارهم تحت رحمة القصف الجوي والبراميل المتفجرة، من دون تعليم أو رعاية صحية أو تغذية طبيعية .. وهي أبسط حقوق الطفل في هذا الزمن.

وأضاف "أبوالغيط" ولا ننسى أن هناك اليوم ما يقرب من 3 مليون طفل سوري خارج التعليم، ويعيش مليون منهم لاجئين في دول الجوار. إن هذه الأوضاع لابد وأن تنعكس على خطاب حقوق الإنسان في المنطقة العربية .. وأن تُسهم في إعادة ترتيب أولوياته وتوجيه اهتماماته الأساسية.. فمن الحق في الحياة تتفرع جميع الحقوق الأخرى.. وتشريد البشر، وبخاصة النساء والأطفال، لجوءاً ونزوحاً.. وتعريضهم لكافة صنوف الخطر والمعاناة والحرمان، هو انتهاكٌ لحقوقهم الأصيلة في العيش الآمن الكريم. وأشار "الأمين العام لجامعة الدول العربية" ، إلي أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي تتجاوز كل يوم مستويات جديدة في انتهاك حقوق الإنسان، بداية من حق الحياة وليس انتهاء بحق التعليم والسكن والوصول إلى الخدمات الأساسية. فمثلا منذ أيام هُدمت مائة شقة سكنية في صور باهر بجوار جدار العزل العنصري غير القانوني جنوبي القدس.. جرافات الاحتلال باشرت عملها المخزي في وضح النهار وأمام كاميرات التليفزيون.

مضيفا، إن التوسع في هدم المنازل ترافقه سياسةٌ ثابتة في توسيع الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة.. الواقع أننا صرنا الآن أمام نظامين منفصلين لحياة السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الأول للمستوطنين اليهود، والثاني للفلسطينيين أصحاب الأرض ..إن لم يكن هذا هو الفصل العنصري، فماذا يكون نظام الفصل إذاً؟ إنها جريمة العصر، وتجد للأسف من يبرر لها، ويدافع عنها، ويقدم لها الغطاء السياسي.

ويقول "أبوالغيط" إن الطفل الفلسطيني لا زال الضحية الأكبر لجريمة الاحتلال ويكفي أن نعرف أن نحو 20% من ضحايا وجرحى مسيرات العودة الباسلة هم من الأطفال.. ونسمع، مع هذا كله، من يريد أن يحرم نحو نصف مليون من الأطفال الفلسطينيين من اللاجئين من حقهم في التعليم الذي توفره لهم 700 من مدارس الأونروا ..فيحاول النيل من هذه الوكالة الدولية التي تقوم بمهمة إنسانية نبيلة عبر التضييق عليها في التمويل، والإفتئات على ولايتها القانونية المنشأة بموجب قرار دولي.

تجدر الإشارة إلى أن اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان هي جهاز جامعة الدول العربية المختص بمواضيع حقوق الإنسان في الوطن العربي، تحت إشراف مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، ومن أهم اختصاصاتها تقديم الرأي الاستشاري للدول الأعضاء في مواضيع حقوق الإنسان المختلفة، وإعداد تصور للموقف العربي تجاه قضايا حقوق الإنسان المطروحة إقليمياً ودولياً، وتعزيز التعاون مع الأجهزة الحكومية على مستوى الدول الأعضاء في نشر وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان، واقتراح مواءمة الاتفاقيات العربية ذات الصلة بحقوق الإنسان بما يتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان والالتزامات الدولية للدول الأعضاء في هذا الشأن.