حزب الوفد:جامعة الدول العربية حلم الوحدة الذي حققه ”النحاس”

كان حلم وجود كيان عربي يضم الدول العربية، ولا سيما التي تسعى وتنالضل للحصول على استقلالها، حلم يرواد القوميين العرب، وفي مقدمتهم حزب الوفد في أربعينات القرن الماضي.
وبدأت فكرة إنشاء جامعة الدول العربية إثر إلقاء مصطفى النحاس باشا، رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت خطابًا في مجلس الشيوخ عام 1942 أعلن فيه أن مصر تسعى إلى عقد مؤتمر قادة للعرب لبحث شئوون الوحدة العربية.
دعم الملك عبدالله ملك الأردن قرار النحاس بشدة، وبعدها بدأت الجامعة وكان التشكيل يضم، مصر ولبنان والعراق وشرق الأردن وسوريا واليمن لمناقشة موضوع الوحدة.
عقدت الاجتماعات على امتداد أسبوعين في مدينة الإسكندرية وعرفت هذه المرحلة باسم "مشاورات الوحدة العربية"، ثم عاد بعدها وزير الخارجية البريطاني وأصدر بيان في عام 1943 يؤكد فيه مساعدة بريطانيا لإنشاء جامعة الدول العربية.
اجتمع النحاس مع جميل مردم بك رئيس الوزراء السوري، وبشارة ألخوري رئيس الكتلة الوطنية في لبنان في ذلك الوقت والذي أصبح رئيس للجمهورية اللبنانية بعدها، بهدف إنشاء جامعة تضم كافة الدول العربية وتناقش قضاياهم.
وفي عام 1944 تم توقيع بروتوكول في الإسكندرية من قبل رؤساء حكومات مصر ولبنان
وشرق الأردن وسوريا والعراق، نص على مبادئ تسير عليها دول الجامعة فيما بعد، ثم وقعت على الميثاق السعودية واليمن عام 1945.
كان الميثاق يضم 20 مادة تحدد مقاصد الجامعة، واقترح في وقتها ثلاث أسماء هما التحالف العربي، الاتحاد العربي، الجامعة العربية، وهو الإسم الذي تم اختياره.
تعد جامعة الدول العربية أقدم منظمة إقليمية في العالم حيث أنشأت في 22 مارس عام 1945، وتطورت عضويتها من سبع دول مؤسسة حتى وصلت إلى 22 دولة عربية في وقتنا الحالي (منها 12 دولة تقع في قارة آسيا و 10 دول تقع في قارة أفريقيا).
تهدف جامعة الدول العربية إلى توثيق الصلات بين دولها الأعضاء وتنسيق خططها السياسية تحقيقاً للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها، والنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها وتحقيق التعاون بين أعضائها بشكل وثيق حسب نظم كل دولة منها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
بينما جامعة الدول العربية تعتبر منظومة متكاملة تشمل الأمانة العامة بقطاعاتها المتعددة (سياسي، اقتصادي، اجتماعي، أمن قومي، قانوني، وغير ذلك) ويرأسها الأمين العام، ويشكل مجلس جامعة الدول العربية بمستوياته الثلاثة قمة المنظومة، إذ يعقد مجلس الجامعة على مستوى القمة (مستوى الملوك والرؤساء العرب) بشكل دوري سنويا، كما تعد المنظمات العربية المتخصصة، وعددها 14 منظمة، بمثابة الأذرع الفنية للجامعة العربية.
هذا وتمثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية العمود الفقري لمنظومة العمل العربي المشترك جنباً إلى جنب مع المنظمات العربية المتخصصة ومؤسسات العمل العربي المشترك والمجالس الوزارية المتخصصة.