جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 05:03 صـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ثقوب في الثوب الأبيض..!!

محمد الأشقر
محمد الأشقر

الثوب الأبيض للأطباء هو حلم كل شاب وفتاه في مرحله الصبا، أحيانا يتحقق الحلم، واحيانا ينجو الحالم من معاناه الطب، الدراسة والحياة بالتزامات إجتماعية وعلمية وحياتيه، وينجح في مجالات أخري، في سوق العمل. لكنه يظل دوما حلم جميل وراقي، كالمدرس والقاضي.

ثم نكتشف مع مرور السنوات، إلي تعدد الثقوب في الرداء الابيض، وهنا أشير بالتخصيص إلي مشروع علاج الأطباء، تحت مظله مشروعهم العلاجي الاجتماعي، المشروع بدأ فتيا قويا، منذ ثلاثي عاما تقريبا، بفكره وجهد عظيم من مجموعة من الأطباء أصحاب العلم والرقي الاجتماعي والمهني.

ونجحت الإنطلاقه الاولي لمشروع، واستمرت رغم عثرات عده واخطاء صاحبت العمل الاداري، والعجز المالي، لزيادة المصروفات عن الايرادات بنسبه كبيره، الان وبكل صراحة الصورة قاتمة، والمشروع يهتز، ويكاد إن يفشل رغم أضواء الزينه.

فالكثير من الأطباء الكبارلايلتزمون ببنود وجداول المشروع.، بدءا من القيمه المضافه للتذكره، وحتي تحديد اجره الطبيب في اجراء العمليات الصغيره أو الكبرى، أو متابعه الحالات، ويشترط لنفسه مبلغا كبيرا من المال خارج المشروع.

كثير من المستشفيات الكبيره والمتوسطة لا تلتزم ببنود المشروع، وتضيف إلي فاتوره العلاج أرقام بالالاف، قيمه فرق علاج في أمور هامه لازمة واحيانا يتعدى الأمرإلي السرقه من الطبيب المريض، بعمل فحوصات غير مطلوبه واشعات، أو مضاعفه تكلفه خدمه قدمت مره أو مرتين، فتجدها مضروبه في خمسه أو عشره، أو افتعال ازمه صحية ما للمريض، مثلما يفعل أهل السياسة.

ليتم أرهاب اهل المريض وأهله، ويبدأ اللصوص في سحب آلاف الجنيهات. تحت رعب الخوف، والأزمة الصحيه الكأذبه التي يتم إنقاذ المريض منها، وينجح اللصوص في سرقه كل جنيه من جيوب أبناء المريض..!!

تبقي بعض السطور اشير فيها سريعا ، إدارة مشروع العلاج تعلم صحه كلماتى وتعلم ماهو أسوء بكثير، وتقف عاجزه تماما وأحيانا تنشغل بالإنتخابات أو المكافات، أو بدل حضور الاجتماعات، أو تخجل من نشر الروائح المنفره، التي تصلهم يوميا. نعم هناك اطباء شرفاء و ملتزمين.

نعم.. وقابلت العشرات منهم وسط عشرات اللصوص وهناك قليل من المستشفيات الراقيه الملتزم وسط غابه من مراكز الاتجار بالمرضي والمرض. والعلاج و الدواء.

نعم أسعار كل مايمس الطب ارتفعت أسعاره إلي الجنون بعد إغراق الجنيه المصري واغراق الطبقه المتوسطه إلي قاع نهر النيل... اسمع صوت المزامير في السفن الفاخرة في النيل لكنها لا تستطيع أن تخرس اهات وصرخات البسطا.،

الذين يترنحون بين ضفاف ومنتصف النيل، نعم لآبد من تحريك أسعار خدمه الكشف للأطباء، واسعار العلاج بالمستشفيات لتتناسب مع جنون أسعار السوق، ولابد إن يضبط اقتصاد الوطن.. أهل علم وكفاءه وخبره.. وليس أهل التجريب، فحال معظم الاسر، هو المعاناة، من فاتوره التعليم والعلاج ومااتيح من طعام.

نعم.. هناك جهد واضح يبذل وتم بذله في علاج بعض الامراض، وتطوير بعض المستشفيات و المراكز في عده محافظات لكنها نقطه ما مقابل ماصرف في أماكن أخري.. كانت تستحتق بعض التمهل .

لكن الان اخاطب كل شرفاء الوطن، وكل رجال الوطن و نقابات الأطباء كيف يكون حال وطن ، يتسول فيه الأطباء والتمريض ، حقهم في العلاج عند ازمه مرضيه أو صحيه، وهل تصمد اعمده مجتمع لايوفر علاج حقيقي للمريض.. أيا كان المريض عامل أو فلاح أو مدرس أو طبيب، بعيدا عن طبقه النبلاء واهل السياسة والتطبيل.

ياوطني أنا حزين واتمزق بين حال طبيب يتسول الحياه والعلاج لنفسه وأهله، وبين طبيب يسرق المريض وطبيب يبذل نفسه وماله للمريض ويموت بدون إن يجد بدل علاج عدوي أو علاج. إن مرض الأطباء والتمريض وتمزق الرداء الابيض ،صار المجتمع عاريا، سقط المجتمع كله واولهم رجال السياسة والحكم، مع ابسط نزله برد تصيب ميدان التحرير.

هل نفيق..... هل نفيق... ؟؟ وتحيه واجبه.. لمن نشر أو شير هذه السطور.. لعلها تصل يوما إلي بصر وسمع وفكر صاحب قرار محب للوطن أمين.