جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 06:10 صـ 18 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

د . محمد الأشقر يكتب : جمعيه.. أم مشمش..!!

طبيب الأسنان.. محمد الأشقر
طبيب الأسنان.. محمد الأشقر

هي جمعيه شعبيه اجتماعيه.. أنشأتها منذ عشره أعوام.. سيده مصريه في الخمسين من عمرها.. مقر الجمعيه.. معظم شوارع وازقه وحواري حي بولاق الدكرور.

فكره الجمعيه..

فكره تكافليه اجتماعيه بسيطه.. تقوم علي مبدأ التعاون المشترك بين جيران الحي.. في إغاثة من يحتاج مالا بسرعه لسداد مصروفات المدرسة.. أو شراء بوتجاز بسيطأو ثلاجه في عفش العروسه.. أو تشطيب مطبخ خشبي.. مركون عند النجار من شهور. أو المساهمه في تكلفه اجراء عمليه لازمه لأحد المرضي.. لايملك المريض تكلفتها الان.

كل مشترك في الجمعيه يدفع كل شهر مائتان جنيه.. وعدد المشتركين يتراوح بين ال 15 و ال20.. ومع كل شهر.. وتبعا لظروف المشتركين يتسلم كل مشترك المبلغ الإجمالي.. نهايه كل شهر.. وإذا حدث خلاف في تحديد الادوار.. يتم اللجوء إلي القرعه الشفافة.. لتحديد الادوار بحياديه مطلقه. مسؤله الجمعيه.. أم مشمش.. ذات وجه خمري مصري جميل.. يشبه لون جذع شجره كافور.. استقرت علي ضفاف النيل منذ مائه عام... ورغم سنوات عمر أم مشمش التي تعدت الخمسين.. تجد الوجه باشا مبتسما... رغم صراعها مع الحياه منذ عشره أعوام لتربية الأولاد.. بعد موت زوجها.. بالمرض اللعين. أم مشمش مشهورة في معظم حواري وازقه بولاق الدكرور.. فهي باب الامل.. لبعض اللاهثين الذين.. اغلقت عليهم أبواب الكسب والعمل... ليقترض منها.. أو إن يحظي بأول دور في الجمعيه. أم مشمش مشهوره بين قطاع كبير في حي المهندسين.. فهي بائعه أجمل جبنه قريش وفطير بلدي.. وبرطمانات عسل النحل.. في جلستها اليومية امام مسجد مصطفي محمود.. في الحديقه الجانبيه للمسجد. أم مشمش أصابها إلهم والحزن... منذ عده شهور.. بعدما عجزت عن الاستمرار في تدوير الجمعيه... البعض توقف عن سداد ما عليه.. والبعض رفض الاستمرار.. بعدما ارتفعت أسعار أي شئ مطلوب إلي الضعف خلال شهور.... ماان يدخر الفرد مبلغ البوتجاز.. حتي يفاجأ إن السعر قد زاد الثلث أو النصف.. واصبح مبلغ الجمعيه.. رقما هزيلا امام المطلوب شرائه. لام مشمش.. أراء شعبيه بسيطه.. لكنها عميقه معبره عن واقع الحياه.. وكل ما يشغلها هو.. إن يرزقها الله وأولادها الستر والصحه.. وإن يجد أولادها عملا.. بعد الدبلوم.. وإن تزوج البنت الأخرى لابن الجيران.. فني لصق السيراميك.. الحاصل علي بكالوريوس تجارة منذ عده أعوام. أم مشمش تضحك مع زبائنها عندما يعترضون علي زياده سعر الجبنه و الفطير.. كل عده أسابيع.. وتقول لهم... السعر زاد من بيت الفلاح.. و الفلاح صرخ من ارتفاع أكل البهايم.. ودقيق الفطير.. الحكومة تغني ونحن نرقص... وكلما زاد اهتمام الحكومة بالفقير...تجد إن الفلوس بتطير... ومن كان يشتري بمائه جنيه.. يشتري ربع الكميه بخمسين جنيه.. صارت جلسه أم مشمش في الزقاق مساءا.. امام حجرتها.. بعد المغرب... مكانا لالتقاء نسوه الزقاق.. يحكن فيما بينهن عن المشاحنات التي تتم يوميا في البيوت بين الرجال والنساء.. حول مصروف البيت الذي طار بعد أسبوع.. ومااصاب البيوت من ارتفاع نسبه الطلاق... وعوده الالاف من دول كثيره حولنا أصحابها الخراب بيد ابنائها أو جيرانها. أم مشمش تقول لابنها يوميا... لاتعمل أو تصدق كلام سيد البلطجي... عن قدرته في فرض السيطرة... واتيان المال... بل انزل للعمل.... وقريبا ستجده مقيد في الاغلال. أم مشمش... نموذج.. لمئات الحالات التي تتكرر في احياء مصر العتيقه... و شوارع المحروسه... وأم مشمش تجدها دائما تصارع موج الحياة... قد ترقص يوما مع غناء أهل الغناء والرقص... تراقب معسول الكلمات.. ولكنها دوما... هي صاحبه المبادرة في ضبط وتغيير الايقاع.