جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 11:27 صـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
التنمية المحلية تتابع تنفيذ ”مشروعك” وتوفير رؤوس الأموال وفرص عمل للشباب بالمحافظات .. ”اسيوط” مواصلة تفقد وكيل التعليم بدمياط لسير العملية التعليمية بمدارس دمياط الجديدة وزير الشباب والرياضة يشارك ذوي الهمم بمراكز التخاطب في إفطار جماعي احتفالاً بيوم زايد الإنساني المجلس التنفيذي لليونسكو يصدر قرارا بدعم الدول أعضاء المنظمة لمبادرة AWARe لتقديم المساعدة الفنية للدول الأكثر تأثرا من ظروف الشح المائي وتغير... وكيل مديرية تعليم الدقهلية” تفقد سير العملية التعليمية بإداراتى ميت غمر وأجا” المحافظ ورئيس حزب الوفد في إفطار الحزب بميت فارس محاولات تحفيز وخصومات مختلفة من شركة بيبسي بعد مقاطعتها في مصر مدير التعليم الفني تفقد مدارس إدارة غرب المنصورة التعليمية البحوث الفلكية: الأربعاء 10 أبريل أول أيام عيد الفطر المبارك لمسات إنسانية من محافظ دمياط .. كرمت الأمهات المثاليات على مستوى المحافظه وشاركتهن بمائدة الإفطار الجماعى إيقاف ضابط شرطة عن العمل لتعديه على سائق «توك توك» بالجيزة السكرتير العام المساعد يتفقد قافلة المواد الغذائية المقدمة من جمعية الأورمان والشركة المصرية للاتصالات we

نفين عبيد تكتب .. قبلة شيطان

نفين عبيد
نفين عبيد

عندما رأته أول مرة ظنت إنه حلم ، سيستمر لبضع دقائق و يتوه و يضل طريقه مع باقي الأحلام ، و لكنه طال ، و شعرت بحقيقة لمساته ، فقد أحببتها ، و رغبت ان تطول أكثر فأكثر ، استسلمت لها كاملة ، حتى طبع على شفاها قبلة الحياة ، فقد رغبتها منه ، عندما رأته يقتحم حلمها ، فهو شاب وسيم يغطي رأسه شعر بني طويل تجمع خصلاته رابطة من أغصان الزعفران ، ملتحي بذقن خفيف ، طويل القامة ، عريض الكتفين ، سواعده شديدة ، شعرت بقوتها عندما ضمها لصدره ، عندما أقبلت إليه ، وسط الحدائق الغناء ، فقد أخذها من يدها ، و سار بها بين المروج ، تحت أشعة الشمس الدافئة ، وسط الثلوج المتساقطة على الشجر ، و ألوان الطيف تلون سمائهما ، و كان مطلع الحديث بينهما نظرات مولعة بالشوق ، فقد كانت عند مقتبل العمر ، و لم يسبق لها معرفة للغة الحب ، و كانت تنظر إليه بعينيها تنتظره يبدأ الحديث ، لتتعلم منه لغة العشاق ، و لكنه كان صامت دائما ، لم يتحدث إليها ، كانت نظراته إليها تحمل في طياتها كل معاني الحب و الشوق ، كانت رسائل حب لم يكتبها قبله العشاق في منتدياتهم ، كانت سهام تخرق قلبها و تلينه ، كان يأتيها ليلا عندما يسكن الظلام الدامس الأرجاء ، و يمتنع الصوت من الدار ، حتى لا يكون هناك غيرهما ، فيمسك بيديها ، و يأخذها من تلك العتمة إلى جنة من الأشجار ملتفة الأغصان و الأزهار و الاخاديد و آبار المياه تتجمع ، صارت تغاريد العصافير لحنا لحبهما ، و أطياف الشمس الدافئة تدفئي قلبهما ، و تعطره الأزهار ، و تسقيه قطرات الثلج ، أخذ يقص لها بعينيه عن عالمه البعيد قصص العشاق حتى عشقتها ، و كانت عندما تضع رأسها على كتفه الأيسر تستمع لدقات قلبه تحدثها بمعاني الشغف ، و عندما يقيدها بين سواعده تطير معه إلى جنة العشق الممنوع ، و كل قبلة يطبعها على شفاها تأخذها منها الحياة ، و تشعر بخلودها في الجنة ، حتى أتى يوم عليها و غاب عنها و اختفى ، و كانت تجلس طيلة الليل تنتظر عودته دون أمل منها ، فصار الليل يطول و يطول دون رجاء مكتمل ، حتى اعتقدت انه حلم النسيان ، كان و غاب ، و ما حدث لم يكن من الحقيقة بل كان خيال كل فتاة ، و لكن القبلة كانت أقوى من كل الأساطير و القصص فما زالت طابعة على شفاها ، و هذا ما منحها حق الرجاء ان يعود الاتصال و الوصال ، و لكن دون أمل ، فقد مرت الأيام و سابقتها الشهور و السنون حتى غطى عليه النسيان ، و تيقنت من كونه محال ، و واصلت طريقها و الحياة أمامها تصارعها ، و أحيانا تحتضنها ، و كانت دائما في سباق معها ، حتى نسيت الحلم و الحب و ضاع في بحر الحياة ، و غاصت و تعمقت و بدأت تتلاشى مع العمر ، و كانت أحلامها دائما ما تتلاشى عند اكتمال القمر و تضيع ، أكملت جامعاتها و التحقت ببعثة الدكتوراه لخارج البلاد ، و عاشت كل تجارب الحياة ، فكانت ماهرة في التفاعل و الاختلاط و الغوص في كل فنون الحياة ، و تختفي دائما وسط الزحام ، قبل أن يكتمل لديها الحلم ، فلم تنجح ابدا في إكمال حلمها ، و لكنها كانت تتعمق و تتوه و تغيب ، و عند بداية حلمها و وصوله للقمة ، ظهرت رغبتها في الاختفاء مرة أخرى ، فكان لا بد لها من الارتباط و الزواج حتى تكون مثل باقي الفتيات و تكمل حلمها بالانجاب ، و لكن كالعادة قبل ان يكتمل الحلم ، ظهر أمامها ملاكها مرة أخرى او كما اعتقدت انه هو ، و بدأ يقترب منها فتذكرت لمساته و نظراته ، و أقبلت عليه ، كأن الحياة تعود إليها من جديد ، فسحرتها عينيها ، و أرتها صورة عاكسة من حلمها ، سمحت له أن يقترب و ينخرط في حياتها ، حتى ذاب فيها و ذابت في حياته ، بدأ قلبها يتسع له اكثر و يتسلل إلى أعماقها ، و منحها تلك القبلة التي افتقدتها فكم طاقت إليها ، و بدأت في رحلة الغرام معه ، و الحب الشيطاني حتى جعلته يسلبها شرفها ، فقد جاءت إليه برغبتها ، فقد منحته حبها ظننا منها أنها قدسية الحياة ، و انقلبت لديها كل المعاني و المبادئ ، فكان واقعا أمامها لم يكن ذلك الحلم ، فرفضت أن ترفضه و تبعده ، فزاد الشوق إليه ، حتى تملك منها ، و صارت جارية لرغباته ، و بدأ الشيطان يخرج منه إليه ، طلب منها قربانا فمنحته حياتها ، و لكنه بدأ يطمع و يطلب اكثر فمنحته عملها و فكرها و عقلها ، و لكنه لم يقف و يتراجع بدأ الطمع يفوق توقعاتها فكانت تخسر حياتها معه بقربه ، حتى طلب منها برهانا يكون عقيدة حبهما ، حتى يدخلها الجنة مرة أخرى ، فكان طلبه يفوق عقلها و قلبها ، القربان زوجها و ابنها ، فلم تتاونى عن منحه ، و صارت له مسلوبة الحياة و العقل ، و بدأ يكشف لها عن أنيابه و يختفي و يظهر كما يحلو له ، فهي صارت جارية لرغباته ، بدأ الموت يقترب منها ، و تنكشف الغيوم من أمام عينيها ، و لكن الحياة ضاعت منها ، و مع ذلك بقى الأمل لديها و لو خيطا رفيعا ، و عندما ظهر لها من جديد و اقبل عليها ، و هي وقيعة ما بين استسلامها لخداعه او محاربته ، عندما اقترب إليها و أراد أن يلمس شفاها مرة أخرى ، صرخت في أذنها حياتها التي اضاعتها ، فضمته إليها ، و أخذت تسلبه الحياة ، و اشتدت يديها حول عنقه ، فرأت روحه تخرج أمامها ، و تسكب عليها شريط ذكرياتها الذي اضاعه ، و كأنها ولدت من جديد ، في ثوب الطهارة و نسيان الماضي ، و اغتسلت برحيق اغتيالها لقبلة الشيطان ،،،، للحديث بقية لم تنتهي بعد ،،،،،،،،