جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 03:33 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

العلاقات اليونانية المصرية من أنجح النماذج الثنائية بين الدول

نائب رئيس نادي التجديف اليوناني بالقاهرة مع المحرر
نائب رئيس نادي التجديف اليوناني بالقاهرة مع المحرر

► مصر تعد واحدة من أهم محطات السياحة العلاجية على المستوى الدولي

السياحة البينية بين مصر واليونان تعد نموذجا فريداً في طبيعية العلاقات الثنائية بين البلدين

► السائح اليوناني الذي يزور مصر لا يشعر على الإطلاق بإحساس غربة عن بلده لما يكونه من إنطباعات أثناء زيارته والشاهد في ذلك تكرار الزيارات من السائحيين اليونانيين


تمثل العلاقات المصرية اليونانية واحدة من أنجح العلاقات الثنائية بين دولتين يجمعهما شاطئ البحر الأبيض المتوسط إضافة إلى تاريخ عريق ضارب بجذوره لأعوام سحيقة شاهدة على مدى التأثير البيني في علاقات الشعوب.

كما أن هذا التاريخ الممتد كان ولايزال يعكس حجم الترابط الذي يجمع الشعبين والدولتين وهو ما ترجمته مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي أطلقها تحت عنوان (العودة إلى الجذور) والتي لاقت ترحيباً كبيراً وصدى واسع في كل من مصر واليونان وقبرص، وبطبيعة الحال لما كانت السياحة تعد تجسيداً حقيقياً لمفهوم الثقة والإطمئنان وحب زيارة المكان.

إتجهت "الديار" في هذا العدد لتسيلط الضوء على طبيعة العلاقات المصرية اليونانية من خلال حوارها مع "جورج أنطوان ركتسينس، نائب رئيس مجلس إدارة نادي التجديف اليوناني بالقاهرة، لإستكشاف مدى العلاقة الجامعة بين البلدين وما يجمع شعبيهما من قواسم مشتركة ومدى التأثر الثقافي بينهما وكيف لعب ذلك كله دوراً في تنشيط حركة السياحة بين البلدين، فإلى نص الحوار...

- كيف ترى العلاقة بين مصر واليونان؟

-- تمثل العلاقات اليونانية المصرية واحدة من أنجح النماذج في العلاقات الثنائية بين الدول، فعلى مدار تاريخ علاقة البلدين كانت الروح والسمة الغالبة بينهما تذخر بالتعاون والاحترام المتبادل في طبيعة العلاقات التي جمعت الدولتين سواء على مستوى الحكومات أو على مستوى الشعبيين.

فبنظرة سريعة على التاريخ يمكن أن نكتشف بكل بساطة ويسر أن هناك العديد من القواسم المشتركة التي تجمع البلدين سواء من ناحية العادات والتقاليد أو الثقافة ومدى التأثر بها والتي يمكن أن تتشابه وتصل لحد التطابق بين شعبي الدولتين.

فمن المعروف أن اليونان ومصر هما من الدول التي لهما رصيد حضاري وثقافي ليس في محيط منطقة البحر الأبيض المتوسط وحسب بل يتخطى ذلك حدود البحر الذي يطلان عليه واصلاً إلى قارات ودول العالم المختلفة، ويعد فلاسفة العالم القديم خير مثال لمدى علاقة البلدين ومدى التأثير العالمي لهما، ويمكن مطالعة ما تركه أفلاطون وأرسطو وسقراط من كتابات ومدى تأثيرها على العالم حتى الآن فندرك أن رصيد اليونان الحضاري مازال حاضراً، وأيضاً كانت لزيارة هيرودوت لمصر وما سجله عنها سنة 455 قبل الميلاد هي واحدة من العلامات الهامة في تاريخ علاقة البلدين.

أما عن شكل العلاقات الثنائية بين البلدين في الوقت الراهن، فيكفي أن نتحدث على مبادرة - نوستس - العودة للجذور التي أطلقتها مصر تحت رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والتي لاقت ترحيباً يونانياً وقبرصياً، لما حملته من إدراك ووعي بمدى العلاقات القائمة والممتدة بين الدول والتي هنا بمعرض الحديث عنها فيما يخص اليونان ومصر.

فكثير من اليونانيين قابلوا هذه المبادرة بترحيب كبير لما وجدوه من عودة إلى جذور وماض لم ينتهي بمجرد عودة إلى وطنهم الأم - اليونان-، فمصر بنسبة لهم وطن ثان يحملون في قلوبهم وعقولهم له كل تقدير وحب وإحترام.

- ما هو شكل طبيعة السياحة بين مصر واليونان؟

-- في معرض حديثنا عن السياحة بين البلدين فيمكن القول أن مصر تمثل مقصداً سياحساً هاماً وحيوياً بالنسبة للشعب اليوناني، فزيارة المعالم التاريخية والأثرية المصرية بالنسبة لليونايين هي واحدة من أهم أولويات السائح اليوناني في مصر، فتاريخ مشترك وثقافة مشتركة وآثار مشتركة هي محرك للسائح اليوناني القاصد معرفة أصول وجذور التاريخ والحضارة، وهي أيضاً ذات الدوافع التي تحرك السائح المصري لزيارة المعالم اليونانية والمقاصد السياحية والأثرية.

فالسياحة البينية بين البلدين تعد هي الأخرى نموذج فريداً في طبيعية العلاقات الثنائية بين البلدين، فالسائح اليوناني الذي يزور مصر لا يشعر على الإطلاق بإحساس غربة عن بلده لما يكونه من إنطباعات أثناء زيارته لمصر والشاهد في ذلك تكرار الزيارات السياحية للعديد من السائحيين اليونانيين لمصر، فروح المودة التي يجدونها في الشعب المصري وصلت بالسائح اليوناني أن يطلق على المصريين صفة الكرم وحب الإبتسامة والطيبة، جعلت من مصر مقصداً سياحياً كبيراً يسعى اليونانوين لزيارته.

وكذلك الوضع بالنسبة للمصريين أثناء زيارتهم لليونان، فهم يجدون متاجر ومقاهي كثيرة تحمل أسماء مصرية تشعرهم بمدى دفء العلاقات بين الشعبيين وهو ما تترجمه طريقة التعامل التي يلقاها المصري عند تواجده باليونان.

وتمثل الأسكندرية، واحدة من أهم المحطات التي يحرص اليونانيون على زيارتها عند تواجدهم في مصر لأنها تحمل تاريخاً ممتداً في عقول وقلوب الشعب اليوناني، البطريركية اليونانية، بيت الشعر كفافيس، مكتبة الأسكندرية، قصر المنتزة، كورنيش الأسكندرية، المربع اليوناني - كارتي جرجك -، المقابر اليونانية، كلها معالم هامة وحيوية تحرك الشعب اليوناني شعورياً وعقلياً لزيارتها والتواجد بها وتقفي أثر تاريخها لما لها من قيمة وقامة في نفوس وعقول اليونانيون، هذا بالإضافة إلى باقي المعالم الأثرية والسياحية الموجودة في مصر سواء من الآثار المصرية أو اليونانية والإغريقية بصفة عامة.

أضف إلى ذلك منطقة البحر الأحمر، التي تحرك شغف السائح اليوناني لزيارتها وإكتشافها، فهي تعد واحدة من المقاصد السياحية المصرية التي يقصدها السائح اليوناني الذي يعشق رياضة الغطس والغوص.

- هل يمكن أن تكون السياحة الصحية نمطاً يستقطب السائح اليوناني لزيارة مصر؟

-- السياحة العلاجية والسياحة الصحية والسياحة الإستشفائية، كلها أنماط سياحية باتت منتشرة في العالم وتسعى الدول إلى الترويج لها والإهتمام بها لما لها من أثر كبير في زيادة السياحة.

ومصر تعد واحدة من أهم محطات هذه الأنماط السياحية على المستوى الدولي بما لديها من مقومات طبيعية وبشرية في هذا الصدد، وأتوقع أنه ومع الترويج لهذه الأنماط بصورة جيدة ستجد إقبالاً كبيراً وستحدث صدى عالمي كبير.

فمصر تمتلك الرمال التي يقصدها مرضى الروماتيزم والروماتويد بهدف الدفن بها إستشفائاً، وكذلك والمياة الكبريتية التي تعالج العديد من الأمراض الجلدية، إضافة إلى طبيعة الطقس المصري الذي يقصده العديد من السائحيين بهدف الإستشفاء، وهو ما يمكن أن يمثل دافعاً وسبباً جديداً من تلك الدوافع والأسباب التي تستقطب السائح اليوناني وهو ما أتوقع أن يلقى إستحسان كبير في السوق اليوناني أيضاً.