جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 03:57 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

إضاءة سريعة… الرفاعي عيد يكتب: «سلسلة إدارة المحتوى» 1- صانع المحتوى

الكاتب الصحفى الرفاعي عيد
الكاتب الصحفى الرفاعي عيد

المحتوى العربي علي الإنترنت يحتاج إلى المحاكمة، فهو سيئ للغايه، وفى أفضل حالاته يدعو إلى الأسف، تلك حقيقة واقعة، وأمر جعل مخترعوا الشبكة العنكبوتية فى حالة دائمة مع الصراع الفكرى لابتكار حلول تعالج هذه الأزمة التي صنعناها نحن العرب.

إن بحثك على الانترنت مثلا بكلمة "الأهرمات" سوف يدهشك ما ستحصل عليه من نتائج.. فالأمر في المحتوي العربي تتخطى فيه النتائج وصولاً إلى 7 مليون نتيجة لهذه الكلمة.. وهو أمر أشبه بالجنون إذا ما علمت أن نفس الكلمة فى المحتوي الانجليزي لا تتتعدي 44 الف نتيجة بحث ..فهل تتصور معي حجم المآساة!

فى علاقتي بالمحتوي، والذي أعد نفسي أحد صناعه فى المجال الصحافى، أستطيع أن أجزم أن نسبة الجرم فى فى حق "المحتوي العربى"، تتخطى حدود العقل والجنون سويا، فلا قواعد فكرية، ولا أمانة نقلية تؤسس إلى فكرة الفرق ما بين صناعة المحتوى، ونقله منسوباً إلى جهته، وكثيرا ما كنت أردد مع الزملاء، أو في محاضرات عن المهنة، أننا في مصر مثلا.. يكتب صحافتها مالا يزيد عن 200شخص، بينما الآلاف ممن ينشرون "ويهيصون" هم الناقلون بلا ضمير مهنى، أعضاء نادي "كوبي بيست" الشهير.. ليست مزحة لكنها واقع مرير.

ومع تزايد حالة الإعتداء الجاحد بلا هوادة علي المحتوي العربي، وبدلا من إثراءه والعمل على ترتيبه وتدوينه بما يستحق، لم يجد صناع الشكبة علاجا لهذه الأزمة سوى فرض العقوبات، والاستعاضة عن فكرة حذف المحتوى من الأرشفة كحل أوحد، بل عملت مثلا جوجل علي تطوير خوازميات معقدة لاكتشاف المحتوي المكرر، والذي إن أمكن أرشفته لكنه يلقى فى "مذبلة" التأخير والإهمال وعدم المصادقة لمحركات البحث، فيتأخر ترتيب الموقع أو المدونة، ويعف الزائرين الذين يحظون لدي محركات البحث برتب مختلفة.. إلى الولوج لمثل هذا المكان.

ربما ما أود طرحه عبر مقالي، هو في المقام الأول موجه إلى كل الذين لهم علاقة بالمحتوى، وفي القلب منهم من يعمل في الحقل الصحفى، وهم الذين نسوا أهم ما في العمل وأقدسه علي الاطلاق - انت صاحب صانع محتوى، انت من يقيم محركات البحث ، انت يا صديقى موردها الأول وسبب وجودها..هل تفهمنى؟ .. وللحديث بقية