جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 06:04 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

” دولت ابيض ” ...أشهر الأمهات القوية والارستقراطية في تاريخ السينما المصرية

الفنانة الراحلة دولت ابيض
الفنانة الراحلة دولت ابيض

تعتبر الفنانة الراحلة " دولت ابيض "من أشهر الفنانات اللائي جسدن دور الأم والجدة في السينما المصرية، هي المرأة القوية والارستقراطية في معظم أدوارها على الشاشة .

سماعها القران بصوت الشيخ محمد رفعت كان سببا فى دخولها الاسلام رائدة المسرح والسينما دولت أبيض واحدة من أشهر الأمهات في تاريخ السينما المصرية،خير من قامت بدور الأم قاسية القلب كما فى فيلم المراهقات مع ماجدة، غرام الأسياد مع أحمد مظهر، موعد مع السعادة فلن نجد سوى الفنانة القديرة دولت أبيض، الارستقراطية المتسلطة ملامح أوروبية ورثتها عن والدتها الأجنبية ووالدها ذو الأصول اللبنانية "دولت حبيب بطرس قصبجي"، هو الاسم الحقيقي للفنانة الراحلة التي ولدت في 29 يناير عام 1896 بأسيوط، وكانت والدتها روسية الأصل، وانتقلت الى السودان وهى طفله لعمل .

كان والدها مترجمًا بوزارة الحربية في السودان، وهناك تعلمت "دولت" بمدرسة الراهبات الفرنسية، وهناك نشأ حبها للمسرح الأوروبي والنهضة الحديثة للفنون المسرحية، فعشقت المسرح حتى الثمالة ولكنها مع ذلك لم تتخيل أن تكون أحد أركانه في يوم ما.

أما اسم "دولت أبيض" فلم تحمله إلا عام 1923 بعد زواجها من الفنان اللبناني "جورج أبيض"، وكان عمره وقتها 43 عامًا، اكتشفها الفنان عزيز عيد عام 1917 بإحدى الحفلات، وعُرض عليها الانضمام لفرقته، ولعبت الدور الرئيسى فى مسرحيات الكونتيسة وخللى بالك من إميلى وليلة الدخلة ثم انتقلت الى فرقة"أمين عطا الله" .

سافرت إلى سوريا مع فرقة أمين عطا الله عام 1920 ثم التحقت بفرقة منيرة المهدية، وفي عام 1921 مثلت في أوبريت (شهرزاد) لفرقة سيد درويش.

ثم انتقلت إلى فرقة نجيب الريحاني ومثلت "ريا وسكينة". ثم فرقة جورج أبيض التي تزوجته عام 1923.

وكان أول أدوارها بالفرقة تجسيد دور "جوكاستا" بمسرحية "أوديب الملك"،وهو الدور الذي فتح لها الباب واسعًا لأدوار الارستقراطية المتسلطة.

ثم تنقلّت "دولت أبيض" مع زوجها الى فرقة"يوسف وهبي" عام 1923 واشتركا في مسرحيات لويس الحادي عشر، وعطيل، والأب ليبونار، والجريمة والعقاب، وكليوبترا.

وفي عام 1935 انضمت دولت أبيض للفرقة القومية المصرية، وكان مرتبها في الشهر 35 جنيهًا، ومثلت أدوار البطولة في مسرحيات الملك لير، وشمشون وليلة، ومضحك الملك، والشعلة المقدسة، والمعجزة، وغادة الكامليا، ثم قدّمت بعد ذلك استقالتها عام 1944 لتنشئ فرقتها الخاصة بمنطقة حدائق القبة بجوار منزلهم ، ولكن بعد عامين تقريبًا حولت مقر الفرقة إلى سينما أطلقت عليها اسم "الهونولو"، وأصبحت واحدة من أشهر دور العرض في مصر وقدمت عبر شاشتها أعظم أفلام الأربعينيات والخمسينيات إلى أن احترقت ضمن أحداث حريق القاهرة، التي سبقت ثورة يوليو 1952، ودمرت تدميرًا كاملًا، بل وأحدث هذا الحريق جرحًا كبيرًا بداخل الفنانة الكبيرة ظل يذكرها بتلك الفترة السوداء حتى آخر يوم في حياتها.

دولت أبيض كان لها دور كبير في نجاح زوجها وتحوله إلى واحد من كبار رموز تاريخ المسرح في مصر أنجبا ابنة واحدة هي "سعاد"، أما "دولت" فكان لها ابنة من زوج سابق تدعى "إيفون".

تقول الابنة سعاد ان امها "كانت أما مثالية عظيمة جدًا صارمة في أوامرها، لا تقبل أي عذر أو أي خطأ انا وأختي الكبيرة كنا بنترعب منها، وكنا بننسى الكلام بمجرد رؤيتها، لو هي مرت من أمامي لازم أقوم زنهار''، هكذا وصفت "سعاد" والدتها "دولت أبيض" ولكنها قالت كذلك إنها كانت حريصة على راحة أسرتها وكانت تحب زوجها بشكل كبير وكان هو يراها "سيدة عظيمة تفهم الدنيا أكثر منه".

ومن المواقف الطريفة بينها وزوجها أن "جورج" كاد يكسر يدها بينما كانا يقفا على خشبة المسرح، حيث أخطأت في نطق كلمة باللغة العربية، فضغط على يدها بقوة، ولكنه اعتذر عن ذلك وسامحته. عام 1953 كان عام التحول في حياة "دولت أبيض"، ففي هذا العام اعتنقت الإسلام بدلًا من المسيحية مع زوجها وابنتيها سعاد وإيفون، ويقال إن من أسباب إسلامها الاستماع للآذان والقرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت، وفي حديث إذاعي سابق قالت إنها تقضي أوقاتها في تربية أحفادها والقراءة والاستماع للقرآن الكريم.

فازت بالجائزة الثانية للتمثيل عام 1925، وبالجائزة الأولى لتمثيل الكوميديا عام 1926، وحصلت على وسام الدولة للفنون في عيد العلم في عام 1960.

إشتركت الفنانة دولت أبيض بفيلمين في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996 هما المراهقات 1960 وإمبراطورية ميم 1972.

ومن أبرز أفلامها زينب، وأولاد الذوات ، والوردة البيضاء ، والشيخ حسن وغرام الأسياد ، والدكتور، ومصنع الزوجات، والمنتقم ، ومن القلب للقلب، وليلة القدر ، وظلمونى الحبايب ، والشيخ حسن، والمراهقات ، وإمبراطورية ميم وغيرهم ،ومن الافلام الناجحة ، الى ان رحلت عن دنيانا في 4 يناير عام 1978.