جريدة الديار
الثلاثاء 16 أبريل 2024 03:14 مـ 7 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مؤسس ائتلاف « شباب من أجل مصر » يوضح حقيقة الإرهاب

أحمد رشدي عباس
أحمد رشدي عباس

فى لقاء مميز اوضح الدكتور أحمد رشدي عباس مؤسس ائتلاف شباب من اجل مصر المشهر برقم 2735 ان الإرهاب هو الخطر الذي لايعرف حدوداً ، ولا أخلاقاً ، ولاعقلانية، ويتحدى أي قدرة على التنبؤ بها ..!! ما بين قتل المصلين بالكنائس والمساجد .. لقد احتل موضوع الإرهاب ومحاربته في الآونة الأخيرة اهتمام العالم بأسره على الرغم من وجود العمليات الإرهابية في مختلف دول العالم منذ زمن بعيد، وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001م قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بما يعرف بالحملة ضد الإرهاب، واعتمدوا تعريفاً للإرهاب (الإرهاب الإسلامي)؛ وقاموا باحتلال أفغانستان والعراق وتدميرهما؛ ونسوا أو تناسوا أنهم وعلى الرغم من ادعائهم الديمقراطية فإنهم كانوا يمولون هؤلاء الإرهابيين من وجهة نظرهم، ويحتضنونهم ويمنحونهم حق اللجوء السياسي، وتغاضوا أوأغمضوا أعينهم عن إرهاب الدولة الذي كان يقوم به الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، بل أنهم كانوا ومازالوا يمارسون أبشع صور الإرهاب ضد الشعبين الأفغاني والعراقي اللذين هبا لمقاومة الاحتلال، بل أنهم يمارسون الإرهاب ضد الجاليات المسلمة داخل دولهم .

وأضاف رشدي ، هم يضربون بحقوق الإنسان التي ينادون بها عرض الحائط ، ويقومون بتعذيب الأسرى بأشد وأحقر وسائل التعذيب التي عرفها العالم حتى الآن أكبر دليل على ذلك ما يجري في سجون العراق وأفغانستان وجوانتاناموا بكوبا ومعتقلات وسجون الكيان الصهيوني ، ويقلبون الحقائق ويطلقون على العمليات الفدائية والاستشهادية لمقاومة الاحتلال عمليات إرهابية، في حين ما يقومون به من قتل وهدم وتدمير عمليات مشروعة.

وقال رشدي ، الكثير من المؤسسات لاحظوا الاهتمام المتزايد بالإرهاب في الفترة الأخيرة، فبعد أن كان موضوع الإرهاب يعد موضوعاً فرعيًا ، أصبح الآن الإرهاب موضوعًا قائمًا بذاته ، فمثلاًَ قبل ست سنوات لم يكن هناك سوى كتاب واحد تحت عنوان "الإرهاب الإنتحاري" أما الآن فقد أصبح لدينا أكثر من أربعون كتاباً ولا يكاد يمر يوم دون أن تقع عملية إرهابية في مكان ما من العالم ، فلم تعد الظاهرة قاصرة على منطقة بعينها ، وأصبحت مشكلة دولية بمعنى أنها أصبحت السبيل الوحيد والأمثل لبعض الجماعات للتعبير عن موقفها وقضاياها والإعلان عنها ، وذلك من خلال الأجهزة المسموعة والمرئية والجرائد اليومية كموضوعات رئيسية تجذب انتباه الجماهير.

أكد رشدى ، تتمثل المواجهة بين الإرهاب وأساليب مكافحته في الصراع بين الخير والشر ، وبين النور والظلام ، والديمقراطية والأنظمة الاستبدادية ، والحضارة و الفوضوية ، فإننا الآن أمام حرب عالمية رابعة مجهولة الهوية والنتائج ، وستظل علامات الاستفهام تتراكم حول هذه الحرب وسيستمر الجدل دائراً حولها ، فالإرهاب أصبح حربًا عالمية رابعة بعد الحربين العظميين الأولى والثانية، والحرب الباردة ، فالإرهاب أو الحرب العالمية الرابعة يجتاح بلدان العالم شرقاً وغرباً، فقد أصبح لزاماً على العالم بأسره أن يتعاون على دراسة دوافعه والنظرة الشاملة لجذوره ، بدلاً من تجميد الأنظار نحو الإسلام؛ وإغماضها تجاه القضايا والدوافع التي تقف وراء هذه الحرب . فهل تناسى المجتمع الدولي المذابح الإسرائيلية والاغتيالات للمدافعين عن الحق والعرض، والقصف الأمريكي للأبرياء في العراق ، والاستغراق في الخلط بين السياسة والدين الإسلامي ، بالإضافة إلى موجات الفساد التي تجتاح الآمنين تحت مزاعم الخرائط والإصلاحات والعولمة التي أصابت العالم الإنساني عن طريق " الإنترنت " للتطرف والانحراف بعيداً عن قبضة الأمن فهل آن الأوان العودة للعدالة بين كل بني البشر على السواء، وعودة الحقوق لأصحابها واعتبار كرامة الإنسان فوق كل اعتبار فكلمة " الإرهاب الدولي " أصبحت في وقتنا الحاضر تغزو معظم فروع العلوم الاجتماعية بسرعة لا مثيل لها ، كعلم الإجرام ، علم الاجتماع ، علم النفس ، علم القانون ، علم الفلسفة ، العلوم العسكرية والسياسية ، وغيرها.

وأضاف رشدى ، فلم تعد الفلسفة منشغلة بقضايا هامشية لفظية ، وحينما تقدم بعض الأفكار التنويرية فإنها تقدمها محملة بطابع تحذيري ، فالفلسفة التي تتميز بالحوار والنقاش يجب استغلالها لرؤية مستقبلية مؤسسة على قوانين علمية ؛ حيث يصبح البشر مجرد حالات في قبضة الخبراء على حد تعبير " ولسن "، وإذا سلمنا برأي "ولسن" فإننا يمكن أن نتوقع أن ينزع هؤلاء الخبراء الجينات المسببة للعدوان قبل أن يولد الطفل، ويقضون بذلك على مقولات "فرويد" عن غريزة العدوان؛ دون أن يدعي هؤلاء الخبراء بأن لهم خوارق فائقة للطبيعة بل أن السلطة الحقيقية على هؤلاء الخبراء هى سلطة العلم والعقلانية .. ومن هنا تستطيع الفلسفة تدعيم قيم التسامح وإثارة التساؤلات بصورة أكثر فاعلية وبدونها تنتشر الفوضى ، ويصبح العقل إرهابياً على حد تعبير الدكتور مراد وهبة . فالفلسفة كونها منهجًا في التفكير تسمح بتباين الآراء والأفكار دون تعصب، وإن "البحث في الإرهاب " يعني البحث في جذور التعصب والانغلاق وجمود العقل وثنائية التفكير ، والعدوان والتسلط وتأليه السلطة الواحدة والجماعة الواحدة والرأي الواحد والغاية الواحدة . فالإرهابي رغم أنه ذو فكر وذكاء شديدين يجب أن لا يستهان بهما ، إلا أنه يعتبر ضيق الأفق؛ وهذا بمقتضاه يحول أكثر الأفكار تفتحاً إلى منظومة من الأفكار التي لا تقبل الجدل أو النقاش فلم يعد منطقياً و لا معقولاً أن يظل العالم حائراً وعاجزاً عن التحرك أمام هذا الخطر الداهم ، وأن يترك الحبل على غاربه لقلة من الدول لها أن تتخذ ما تشاء من الأعمال مهما اشتطت ضد الإرهاب كما تعرفه هى، وليس كما يعرفه القانون الدولي في أحكامه المستقرة فظاهرة الإرهاب لا يتم إنتاجها إلا بتضافر عوامل عدة ، حيث تختلط العوامل السياسية بالاقتصادية ، والاقتصادية بالاجتماعية ، والنفسية بالشخصية؛ فلقد أصبح الإرهاب ظاهرة عالمية خطيرة ، وهو ما يستدعي تضافر جهود الدول لمكافحتها؛ ولكنها قبل ذلك تحتاج إلى تضافر المفكرين والمبدعين والمثقفين والباحثين في مجال صيانة استراتيجيات ثقافية جديدة تقوم على أساس قيم التنوير ومبادئ العقلانية وأخلاقيات الحوار .