جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 09:53 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«عبدالمنعم فؤاد»: ليس هذا من الذبح الرحيم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام علي أروقة الجامع الأزهر أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر٬ أن أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه بعد صلاة عيد الأضحى المبارك هو ذبح الأضحية؛ تنفيذا لقوله تعالى : "فصل لربك ،وانحر "، موضحا أن الذبح يكون بالطريقة التي يأمر بها الشرع، لا بالطرق التي نراها الآن .

ولفت أستاذ العقيدة والفلسفة إلى أن الصور التي يفخر بنشرها البعض من المضحين عبر صفحاتهم تحمل لنا لقطات غير إنسانية، ولا شرعية في التعامل مع الحيوان الذبيح، مضيفا: هناك من ينشر صور (عجل) يسرع خلفه الناس بالسكاكين، ويثيرون الحيوان عليهم بطريقة جنونية لأن الحيوان يشعر بالمؤامرة عليه حينما يتجمع حوله من يريدون ذبحه، وهم يسخرون، ويضحكون، ويلتقطون له الصور ويجمعون أهل الحارة أو البلدة حوله، ويمسكون بسكاكين ومعدات ذبحه أمام بصره، ونسوا أن الحيوان له مشاعر وأحاسيس، وأنه يتألم، ويحزن .

واستكمل فضيلته: هذه المشاعر قد اهتم بها الإسلام أيما اهتمام، وأمر نبي الرحمة بالشفقة والرحمة بأي حيوان حتى وإن كان ذبحه هو سنة الله فيه إلا أن هذا الحيوان الذي سيذبح لا بد أن تراعى أداب الشرع الحكيم فيه، بحيث لا يمنع شرب الماء قبيل ذبحه، ولا يُخنق، ولا يُضرب بالرصاص، ولايُصعق بالكهرباء كما يفعل الغرب فيه الآن ، ويدعى وتلاميذه ممن يدعون التنوير في بلادنا أن هذا ذبح رحيم، بينما الشرع المنزل من أرحم الراحمين يقرر أن الذبح الرحيم بالفعل هو ذبح الشفرة الحادة السريعة لا الصعق ولا الرصاص وواجب أن تُحد هذه الشفرة جيدا، ولا يراها الحيوان ببصره قبل ذبحه احتراما لمشاعره، وشفقة ورحمة به، مؤكدا أن البعض لا يراعي هذا، أثناء الذبح، بل تُذبح الذبيحة أمام أختها، ونحن ننظر، ولا نستنكر، أو ننبه علي الذابح .

واستدل بما روي عن نبي الرحمة -صلى الله عليه وسلم- أنه مر على رجل يذبح شاة ويُرقد الشاة ويضع رجله على صفحتها -جانب وجهها- والشاة تلحظ ببصرها الرجل، وهو يحد الشفرة -السكين- فغضب النبي، وقال: "أفلا قبل هذا" -بمعنى لماذا لا تحد شفرتك قبل أن ترقدها، ولا تريها ما تفعله الآن، ثم قال للرجل: أتريد أن تُميتها مرتين .. أ خرجه أبو داود .