جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 08:28 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ايريني تادروس تكتب : كن يقظا... وتذكر الرؤية

ايريني تادروس
ايريني تادروس

واكتشفت الفتاة الجميلة أن العمل المتاح لها هو على الضفة الثانية من النهر البعيد , وأن عليها عبوره يوميا للذهاب للعمل المتاح لها فى القرية المجاورة.

وفكرت إنها لابد أن تستكشف الطريق إلى ذلك العمل قبل البدء فيه وتعرف ذلك الطريق جيدا وكم يستغرق من وقت للوصول الي هناك.

فقررت الأستيقاظ صباح اليوم التالى باكرا وكلها بهجه ، وكأنه سيقدم لها مكافأه وحملت حقيبتها واتجهت في الطريق المؤدية للنهر بكل حماس وشغف وحب للاستكشاف.

وظلت فى تلك الطريق المؤدية للنهر تتسابق خطواتها بالبهجة والسعادة ,حيث انها بحثت عن هذا العمل لمدة طويلة وكانت مترقبة لتعرف الطريق وتصل الى هناك وتتعرف على دورها فى ذلك العمل .

وفي تلك البهجة لم تمل الطريق الطويل وعندما اقتربت من رؤية النهر فى الافق وجدت حديقة محاطة باشجار الصفصاف ونباتات مقلمة الاطراف والفروع ومبهجة المنظر .

أخذتها اللهفة لتسطلع تلك الحديقة وبالرغم ان الطريق المؤدى لها هو ليس الطريق المؤدى الى النهر ، انما وجدت أرجلها تأخذها لذلك الطريق الفرعى المؤدى لتلك الحديقة .

وبمجرد ان دخلتها انبهرت بباحة الحديقة الدائرية المتناسقة والتى بها نافورة متقنة الصنع والدقة ، ومن بعيد لمحت قصر شاهق بديع وتجمعات زهرية متناسقة هنا وهناك . ولكنها حين اقتربت تعثرت بحجر ملقى على الطريق لم تلمحه ، وبمجرد انها استقامت واقتربت من الزهور وحاولت لمسها جرحتها اشواكها التى لم تلحظها ايضا، وعندما اقتربت من القصر البديع الشاهق وجدت كلاب حراسة شرسة فى حراسته.

وعند هذه اللحظة استفاقت وتذكرت العمل التى انتظرته طويلا وتذكرت ان كل ما كان يحمسها فى ذلك العمل انها ستقوم يوميا بتوزيع طعام من احد أغنياء القرية على بيوت الفقراء بدون علمهم .

وتذكرت ان هدفها منذ البداية أكبر من الانبهار وأسمى من مجرد الأستكشاف وأن ذلك كله شتتها عن هدفها الاكبر.

فعندما نتذكر الرؤية الموضوعة أمامنا التى هى اكبر من الطرق الفرعية التى تشتت رؤيتنا مهما كانت مبهرة نعود لننظر للصورة الكبيرة والرؤية التى وجهت خطواتنا منذ البداية.