جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 01:48 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ألاعيب الأزواج للهروب من قضايا النفقة.. آخرها ختان الإناث

محكمة
محكمة

المئات من الأحكام القضائية تصدرها دوائر محاكم الأسرة في قضايا النفقات سواء للزوجة أو لصغارها، بعد صراع أشهر طويلة داخل مراكز الشرطة والمحاكم، بداية من التوصل لتحريات المباحث التي تحدد قيمة الدخل المادي للزوج ومن ثم إرساله إلى قاضي الأسرة، الذي يبت فيما تسلمه من تحريات، وفى النهاية تقف الزوجة حائرة أمام ألاعيب الزوج وتهربه.

يقول محمد عبدالدايم، محام، إن هناك العديد من الحيل التي يلجأ بعض الأزواج لإجبار الزوجة على التنازل عن قضايا النفقة، ومنها تزوير إيصالات أمانة، أو الاستعانة بقضايا مخالفة لعادات المجتمع مثل اتهام الزوجات بإجراء عمليات ختان لبناتهم، ما يضطرهن على التنازل عن حقوقهن وأي قضايا مرفوعة ضد أزوجهن.

عبدالدايم، يشير إلى أن بعض الأزواج يدشنون صفحات وهمية على باسم الزوجة، ويلفق محادثات بينها وبين آخر ذات محتوى جنسي، وهنا تلجأ المحكمة إلى عمل تحريات للتأكد من سلوك الزوجة، وما إذا كان البلاغ كيدياً أم حقيقي.

ويتابع، أن كثيرًا من الزوجات ترضخن لابتزاز أزواجهن خوفا من المجتمع الذي لا ينسى للمرأة خطأها حتى لو كان غير حقيقي، وهو الرهان الأخير الذي يلجأ إليه الزوج للتخلص من القضايا المرفوعة عليه من قبل الزوجة.

حيل جديدة

ويؤكد أحمد السنبسي، محام، أن بعض الأزواج خلال العام الماضي، لجئوا إلى حيلة جديدة للهروب من قضايا النفقة، وكان أخرها رفع قضايا ضد الزوجات واتهامهن بإجراء عمليات ختان لابنتهن، ولكن تحريات المباحث وتحقيقات النيابة كشفت وجود خلافات أسرية بين الزوجين، لافتًا إلى أن أحد تلك القضايا كانت المحكمة قضت للزوجة بأحقيتها بمبلغ 30 ألف جنيه نفقة، وهو ما دفع الزوج لاتهامها بإجراء ختان لابنتيه.

صباح أحمد (اسم مستعار)، ربة منزل، عشرينية، تسرد أن زوجها يعمل تاجر أدوات منزلية، وقدم للقاضي تقاريرًا طبية تفيد عجزه عن العمل، لإيهامه بعدم وجود مصدر رزق له، للهروب من تنفيذ حكم المحكمة بإلزامه بدفع النفقة.

وتروي إيناس أحمد (اسم مستعار)، ربة منزل، عشرينية، أن زوجها غير محل إقامته بمعاونة بعض المواظفين ضعفاء النفوس، للهروب من دفع ما أقرته المحكمة لها كنفقة والمقدرة بـ10 آلاف جنيه.

القومي للمرأة

وتقول هدى السعدي، مقرر المجلس القومي للمرأة، إن المجلس يمتلك مكتب شكاوى لاستقبال شكاوى السيدات في كافة القضايا سواء النفقة أو غيرها، ثم يحاول إرضاء الطرفين قبل رفع دعوى قانونية عن طريق جلسات العرف، وفي حالة رفع دعوى تقوم محامية مكتب الشكاوى بتوجيهها للمحامين المتطوعين بالترافع في القضية وتقديمها للمحكمة، وبعدها يتواصل المجلس مع الجهات الأمنية والتنفيذية لأخذ الحكم.

وتابعت، أن المجلس تمكن من الحصول على 30 حكمًا لسيدات بشكل إيجابي في قضايا النفقات والخلع ونفقة الأقارب، والطلاق للضرر، والحرمان من الميراث.

خبير نفسي

الخلافات الزوجية عامة والخلافات على النفقة خاصة لا يقتصر أثرها النفسي على الزوج والزوجة فقط بل يمتد ليشمل الأطفال، لاسيما وأنهم أشد تأثرا بهذه الخلافات، خاصة فى المراحل الأولى من العمر، ما يعرضهم إلى العديد من المشكلات النفسية، بحسب الدكتور محمد رفعت، مدير مركز العلوم النفسية PSC.

ويشير رفعت إلى أن من أهم تلك المشكلات على سبيل المثال لا الحصر:

  1. جعل الطفل يقع تحت الصراع بين الرغبة فى أن يكون فى أسرة طبيعية من أب وأم وما هو عليه الآن.
  2. دائما يقع فى مقارنة بينه وبين غيره ممن هم في مثل سنه، ما يجعله يشعر 3. بالنقص أو بالحقد والكراهية على الآخرين
  3. التلاعب والخلافات الشديدة فى النفقة تجعل من الطفل شخصية إما تميل إلى كراهية المجتمع ورفض كل قيمه والاستهانة والتلاعب بقوانينه، أو شخصية منطوية منعزلة لا قيمة لها.
  4. أن يصبح الطفل أقرب ما يكون للاضطرابات النفسية.
  5. ينشأ الطفل ولديه قناعة بأن ما يحتاج إليه من حب وعطف لن يحصل عليه بشكل كافِ لذا يلجأ إلى التفكير الانتحاري أو السرقة المرضية أو الإدمان.