اكتشاف عيوب فنية بإنشاء محطة سكة حديد .. دمنهور تهدد حياة المواطنين  

يعتبر القطار هو وسيلة النقل الرئيسية بين المحافظات التي يفضلها الفقراء نظرا لرخص تكلفتها مقارنة بوسائل النقل الأخرىوهذه الميزة في نظر البعض هي كافية ليتحملون عناء الانتظار ساعات لقدوم القطار المتأخر فضلا عن تحمل مشقة الوقوف كثيرا في مساحة تكفي القدمين بالكاد.

أما أن ينتظر أحدهم القطار وأخيرا يأتي ثم يغادر الرصيف دون أن يتمكن المسافر من ركوب القطار نظرا للتزاحم الشديد، فهذا أمر يدعو لخيبة الأمل والإحباط والتغيب عن العمل، مما يلقي بظلاله في النهاية على الإنتاج.

ولا يعتبر من استطاع اللحاق بالقطار حشرا بين المسافرين بأفضل حال ممن تركه القطار ومعه خيبة الأمل إذ يجد الأول نفسه متحركا لا إراديا بقوة الدفع الذاتي، ولا يكاد ينتهي من حرب الركوب حتى يجد نفسه مرغما على اجتياز معركة أخرى لحفظ توازنه وسط كتل بشرية داخل عربة القطار وفي النهاية يجد نفسه في غاية الإعياء بعد انتهاء رحلته مما يعد عاملا إضافيا يؤثر على الإنتاج.

كل ما سابق ينطبقة علي محطة قطار مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة والذي تعد من أعرق المحطات في العالم حيث أنشئت مع أول خطوط للسكك الحديديةوظلت على مدار 17 عقدًا من الزمان تنقل المواطنين والبضائع بين المحافظات.

المحطة التي استمرت منذ منتصف القرن قبل الماضي تأخر تجديدها كثيرًا حتى تهالكت وبدأت عملية التجديد في عام 2015 إلا أنها لم تلتزم بتوفير بدائل للمواطنين من شمس الصيف أو برد الشتاء فلا مقاعد ولا مناطق حماية من الحر والشتاء ولا حمامات بعد أن تم هدمها في حين يرى آخرون أن المدينة بحاجة إلى محطة جديدة بدلًا من القائمة والتي تنخفض عن سطح الأرض أكثر من 4 أمتار في بعض المناطق.

ويرجع تاريخ أنشاء المحطة إلى سنة 1852 في عهد والي مصر عباس الأول وذلك تزامنا مع مد خط السكة الحديد من القباري الإسكندرية - كفر الزيات كمرحلة أولى، حيث كان الخط منفردًا في البداية، وفي سنة 1876 تم ازدواج الخط، وكان ذلك في عهد الخديو إسماعيل.

ومع تهالك منشآت المحطة وزيادة الطلب عليها قرر الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة السابق تشكيل لجنة لمعاينة موقع محطة السكة الحديد بدمنهور وتحديد المباني التي سيتم هدمها وذلك تمهيدًا للبدء في تنفيذ مشروع تطوير المحطة تنفيذًا لما تم الاتفاق عليه مع وزير النقل والمواصلات السابق وقدرت تكلفتها الأولية بـ 50 مليون جنيه ضمن خطة الوزارة لتطوير محطات السكك الحديدية وكان من المقرر أن يتم افتتاحها في بدايات 2018.

ويذكر أن المبنى تأخر تسليمه عن الموعد الذي تم تحديده مما أثر على المسافرين لوجود كردون للإنشاءات أقل من 2 متر ما بينه وبين رصيف القطار مما يؤدي إلى تكدسات خاصة في ظل اقتراب موعد العام الدراسي و المبنى الجديد حتى الآن بدأت تظهر ملامحه ولا يوجد به أي لمسة جمالية.

وقامت لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب ونقابة المهندسين بمحافظة البحيرة أمس بتفقد الأعمال الإنشائية بمحطة للوقوف علي أسباب تأخير تسليم المحطة التي جاري إنشائها منذ 3 سنوات ونصف بعد هدم مبني المحطة القديمة.

وضمت اللجنة النائب محمد زين الدين وكيل لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب محمد الدامي وعلي عتمان وعصام الفقيأعضاء مجلس النواب المهندس حمدي الخولي نقيب المهندسين بمحافظة البحيرة الدكتور مهندس وليد الشرمة امين عام النقابة والمهندس الاستشارى حمدى الحوشى والمهندس محمد شكري والمهندس محارب رسلان محمد وجيه خالد، أمين التنظيم حزب مستقبل وطن بالمحافظة.

وقال وكيل لجنة النقل والمواصلات أن الهدف من زيارة اللجنة لموقع انشاء محطة السكة الحديد بمدينة دمنهور هو الوقوف علب أسباب تكرار الحوادث بمحطة دمنهور وأسباب تأخير تسليم الأعمال بالمحطة تمهيدًا لافتتاحها وكذلك تفقد حالة الأرصفة بالمحطة وإعداد تقرير وافي عن المحطة لإرساله لوزير النقل والمواصلات للواء كامل الوزير.

وأضاف محمد زين الدين أن اللجنة ضمت متخصصين واستشاريين للوقوف النهائي علب الملاحظات الفنية بالمحطة واعداد دراسة شاملة عن كافة الأوضاع بالمحطة والأمان بالنسبة للركاب حفاظًا علي أرواحهم وحياتهم.

وأشار وكيل لجنة النقل والمواصلات أنه تلاحظ لأعضاء اللجنة الثنائية من مجلس النواب ونقابة المهندسين بمحافظة البحيرة وجود بعض المخالفات في إنشاء الأرصفة علي محطة القطارات الجديد بدمنهور مما سيعرض حياة المواطنين للخطر حيث أن هناك مسابقة كبيرة بين القطار ورصيف المحطة.

وحذر المهندس الاستشارى حمدى الحوشي تعرض المواطنين للخطر أثناء التواجد على رصيف محطة دمنهور الجديدة في حالة تسليم الأرصفة على المحطة بهذا الشكل.

وأكد الحوشي أن هناك العديد من الملاحظات الفنية سيتم كتابتها في التقرير الجاري إعداده حتى يتم تدارك الأمر قبل الانتهاء من الأعمال الإنشائية في محطة السكة الحديد بدمنهور قائلًا:" عوامل الأمان بمحطة السكة الحديد بدمنهور غير جيدة وستؤدي لحدوث خسائر في الأرواح بين الركاب".