جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 09:12 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

المتحولون جنسياً..”منبوذين” يبحثون عن الهجرة في مجتمع حر يتقبل الآخر.. وعلم النفس: يجب معاملتهم كمرضى وليسو مذنبين

المتحولون جنسيا
المتحولون جنسيا

هناك أشخاص يعيشون معنا لهم حقوق وواجبات ولكن المجتمع ينبذهم، ويحقر منهم بسبب تحولهم جنسياً، لأسباب من الممكن أن تكون خارجة عن إرادتهم، فلا يعرف عنهم المجتمع كثيرًا وأيضاً هم في عزلة تامة عن المجتمع يعيشون في أماكن خاصة بهم ومنهم من هاجر للخارج، ليعيش في مجتمع حر يتقبل الآخر، دون أن يجرحه أو يتعرض له.

"الديار" تفتح هذا الملف الشائك الواقعي حتى نلقي الضوء على هؤلاء لكونهم أناس يعيشون تحت سقف وطن واحد، لنتعرف على معنى المتحول جنسيًا، حيث تتضمن كلمة "المتحول جنسيًا" أكثر مما يمكن ملاحظته، فالكلمة تشمل مجموعة من الهويات الجنسية والتعبيرات التي قد تقع خارج فكرة أنه يمكن تصنيف جميع الأشخاص إلى نوع واحد من النوعين، "ذكر كان أو أنثى "جنس مزدوج".

ويُعد المتحول جنسيًا مصطلحًا يستخدم لشمول نطاق الهوية الجنسية وتنوع التعبير الجنسي. إن الهوية الجنسية تمثِّل الإحساس الداخلي بكون الإنسان ذكرًا أو أنثى أو كليهما أو ليس واحدًا منهما، ويتضمن التعبير الجنسي، وغالبًا ما يكون امتدادًا للهوية الجنسية، التعبير عن الهوية الجنسية للشخص من خلال الأدوار الاجتماعية والمظهر والسلوكيات.

ونسرد قصص عدد من الحالات المتحولة جنسياً، مثل "فريدة أبو عوف" عابرة جنسياً، عانت من أهلها في بداية إستيعابها لكونها عابرة جنسياً، كانوا يقصون لها شعرها وبيمنعونها من إنها ترقص أو تعيش كبنت وإنها تعيش بتصرفات ولد وتتزوج لكونها رجل، لكن شكلها وملامحها وعقلها أنثى، ومن هنا بدأ التعنيف في حياة فريدة من المنزل وبعد المنزل، بدأ النبذ والتعنيف من المجتمع لها.

فريدة حاولت الإنتحار عشرات المرات، حتى إستقلت عن منزل أهلها، في 2010، وبدأت تواجه المجتمع وعنفه وبدأت رحلة العلاج الهرموني، كانت بمفردها ووقفت بكل قوتها وحاربت، وإستمرت أربع سنوات، مستقلة عن البيت، وبدأت في نشر قضيتها في المجتمع على المقاهي وفي أي مكان تذهب له ولم تيأس، لإيمانها برسالتها وقضيتها، بالرغم من التهديد ومحاولات الخطف والتعنيف والقتل، وإتجهت للرسم والكتابة وتصوير الأفلام القصيرة.

أما "ملك الكاشف" طوال خمس سنوات كانت تعاني من أهلها ،كمثال بسيط من ضمن الأذى النفسي الذي تعرضت له من أهلها، حيث جردوها من ملابسها، في وسط الشارع وظلوا يصوبون عليها بنادق صيد ويسددون لها طلقات الرش، في جسدها، فضلاً عن إيداعها، مصحة نفسية، لفترة طويلة ووجهوا لها اتهام بالجنون.

"ملك" ظلت ثابته على موقفها ودافعت عن قضيتها، وحقوقها كإنسانة قبل ما تكون عابرة جنسياً وظهرت على الهواء مع، الإعلامي معتز الدمرداش، وكسبت حب الناس الذين كانوا ضدها، حتى جائوا في صفها ويدعمونها، وأجبرت الجميع على إحترامها.

"حنان الطويل"، أول ممثلة عابرة جنسياً، في السينما المصرية وأضفت البهجة لجمهور كبير، وهذا لم يمنع عنها الأذى والاضطهاد والعنف من المجتمع ،حنان دخلت مستشفى للأمراض العقلية وقيل إنها إنتحرت ،ولكن أهلها أودعوها، المصحة غصباً عنها ورفضوا دفنها، وإستلام جثتها بعد ما توفيت، لأنه عار من وجهة نظرهم والذي تولى هذا نقيب الممثلين.

أما "رغد سلامه "، عابرة جنسياً ،لبنانية إبتدت مشوارها الفني 2014 وإتعرضت للإبتزاز من شخص تحصل على بيانتها قبل التصحيح وإستغل هذا بأنه يضغط عليها ويعرضها للأذى في شغلها وتوقفت 12 يوم ورفع عليها قضية، وبعد فترة حكم لها، إنها أنثى والتصحيح كان أمر لابد منه، وإتعرضت للتهديد والمطاردات من المجتمع.

وقسم الدكتور أحمد عبدالله خلف، فئة الأفراد المتحولين جنسيًا إلى ما يلي: الذين لديهم هوية جنسية تختلف عن الجنس المنتمين إليه وقت الولادة، الذين يكون تعبيرهم الجنسي، وهو الطريقة التي يقومون من خلالها بإيصال حالتهم الجنسية للآخرين من خلال الملابس والتواصل والتأثير والاهتمامات، وسلوكهم لا يتبع العادات الاجتماعية النمطية للجنس المنتمين إليه وقت الولادة،

الذين يحددون جنسهم ويعربون عنه كإمتداد خارج عن الإزدواج الجنسي وهو ما قد ينطوي على العمليات الهرمونية أو الجراحية أو العلاقة بين الهوية الجنسية والتوجه الجنسي.

أما عن علاج التأنيث بالهرمون: فبحسب تصريحات الدكتور أحمد عبد الله خلف، يستخدم العلاج بهرمون الأنوثة لإحداث تغيرات جسدية في جسمك والتي تتسبب فيها هرمونات الأنوثة في أثناء مرحلة البلوغ "الصفات الجنسية الثانوية" لتعزيز التوافق بين الهوية الجنسانية والجسم "التطابق الجنساني"، في حالة بدء العلاج بهرمون الأنوثة قبل بدء تغيرات البلوغ عند الذكور، يمكن تجنب الخصائص الجنسية الثانوية للذكور، مثل الشعر الزائد في الجسم وتغير طبقة الصوت، يُشار إلى العلاج بهرمونات الأنوثة أيضًا بأنه العلاج بالهرمونات الجنسية.

وتابع "خلف": سيتم إعطاؤك دواء أثناء العلاج بهرمونات الأنوثة لمنع عمل هرمون التستوستيرون. كما سيتم إعطاؤك هرمون الإستروجين لتقليل إنتاج التستوستيرون وتحفيز السمات الجنسية الثانوية الأنثوية، قد تكون التغيرات الناتجة عن تلك الأدوية مؤقتة أو دائمة، يمكن إجراء العلاج بهرمونات الأنوثة وحده أو مع جراحة خاصة بالأنوثة، ومع ذلك، لا يصلح العلاج بهرمونات الأنوثة مع جميع المتحولات جنسيًا، يمكن أن يؤثر العلاج بهرمونات الأنوثة على الخصوبة والوظيفه، الجنسية والتسبب في مشكلات صحية أخرى، يمكن للطبيب مساعدتك في تقييم المخاطر والفوائد.

واستطرد "خلف": يُستخدم العلاج بهرمونات الأنوثة لتعديل مستويات الهرمون لديك لمطابقة هويتك الجنسانية، عادة ما يختبر الأشخاص الذين يستهدفون العلاج بهرمونات الأنوثة توترًا نتيجة الاختلاف بين الجنس الذي يشعرون به أو المُعبر عنه وبين الجنس المحدد عند الميلاد "اضطراب الهوية الجنسانية"، لتجنب المخاطر الزائدة، يتمثل الهدف في الحفاظ على مستويات الهرمون في النطاق الطبيعي للنوع المستهدف.

وأكمل: يمكن للعلاج بهرمونات الأنوثة أن: يجعل اضطراب الهوية الجنسانية أقل حدة، يقلل من الضغط النفسي والعاطفي، يحسن من الأداء النفسي والاجتماعي، أيضاً يحسن من مستوى الرضا الجنسي، يحسن من نوعية الحياة، يكون آمنًا وفعالاً؛ فعلى الرغم من أن استخدام الهرمونات غير معتمد في الوقت الحالي من قِبل إدارة المواد الغذائية والعقاقير لعلاج اضطراب الهوية الجنسانية، فهناك أبحاثًا تُشير إلى ذلك.

وفي حالة استخدامه في مرحلة المراهقة، لفت الدكتور أحمد عبدالله، إلى أنه يتم بدء العلاج الهرموني عادةً في سن 16 عامًا، من الناحية المثالية، يبدأ العلاج قبل ظهور الصفات الجنسية الثانوية حتى يتسنى للمراهقين المرور بمرحلة البلوغ بعد تحديد هويتهم الجنسية التي يفضلونها، لا يستخدم العلاج الهرموني عادة مع الأطفال، لا يناسب العلاج بهرمونات الأنوثة كافة النساء المتحولات، يمكن لطبيبك ألا يُشجع الخضوع للعلاج بهرمونات الأنوثة إذا، مان هناك سرطانًا حساسًا تجاه الهرمونات، مثل سرطان البروستاتا، تعاني مرض الإنصمام الخثاري، مثلما هو الحال عندما تتكون جلطة دموية في واحد أو أكثر من الأوردة العميقة بجسمك "التخثر الوريدي العميق"، أو يحدث إنسداد، في أحد الشرايين الرئوية في الرئتين "الإنصمام الرئوي" والمعاناه من مشكلات كبيرة تتعلق بالصحة العقلية لا يمكن السيطرة عليها.

وعن أسباب التحول الجنسي، أي رغبة الشخص التحول من جنسه إلى الجنس الآخر، أحد المجالات التي يهتم بها العديد من الأشخاص الإنترسكس، الترانسكس، الأطباء وعلماء النفس وغيرهم من المهنيين في مجال الصحة النفسية والتشوهات الخلقية.

أما عن أسباب إجراء عملية التحول الجنسي فقال "خلف": مرض الإنترسكس، حيث يولد المريض بأعضاء تناسلية داخلية غير التي تبدو ظاهرياً، مرض إضطراب الهوية الجنسية أل GID، يولد الإنسان بهوية جنسية مختلفة عن الجنس البيولوجي، وهو معروف ومسجل في أكبر الدوائر الصحية العالمية ويتم تعريفه على أنه مرض عضوي بأثر نفسي ناتج عن اظطرابات هرمونية أثناء الحمل mental disorder في التصنيف الدولي الإحصائي للأمراض والحالات الصحية الإصدار العاشر الحالي لمنظمة الصحة العالمية.

كما أن مرض ألGID لازال يدرج في المراجع الطبية والعالمية، ولهذا فإن التحول الجنسي لمرضى الترانسكس أمر مقبول بشروط وإن أصروا عليه لإن العديد من مرضى الترانسكس "اضطراب الهوية الجنسية" يحتاجون للعملية وبشروط، أن يخضع لتقييم نفسي لمدة سنتين، للتأكد من وجود المرض، لأنه يختلط مع بعض الحالات النفسية كالذي يتعرض لتحرش أو إيذاء جنسي، ويعتقد أنه الحل لكي يتخلص من مشاكله النفسية أو حالات تتشابه مع مرضى الGID، أن يظهر للمجتمع بهويته الداخلية ويتعايش معهم ويقييم هل تأقلم مع الوضع أم لا، أن يبدأ بالعلاج الهرموني بعد التأكد من حالته وتقييمه عند طبيب غدد وإجراء العملية الجراحية.

وهذه الطريقة العلاجية، بحسب تصريحات الصيدلي أحمد خلف، هي الحل لكن لا بد التأكد من وجود المرض لكي لا تحدث مشاكل نفسيه على المريض وكثره حالات الانتحار بعد العملية التي ظهرت بالفترة الأخيرة تكون بسبب التقييم الطبي النفسي الخاطئ، وإذا تقيم المرض جيداً وتعالج بهذه الطريقة ستكون هذي الطريقة الأفضل للعلاج.

واختتم الصيدلي أحمد خلف، أن تكون متحولًا جنسيًا فإن ذلك لا يُفصح أو يشي بأي شيء عن التوجه الجنسي للشخص، أو الانجذاب البدني والعاطفي أو السلوك الجنسي، التوجه الجنسي هو مكوّن ملازم لكل فرد، لا يمكن افتراض التوجه الجنسي لشخص ما بناءً على الهوية الجنسية أو التعبير الجنسي.

وتطرقت "الديار"، في هذا الملف الشائك إلى بعض الحالات، التي وصلت لعيادة الأخصائي النفسي، أحمد شلبي، حيث قال: جائني بمستشفى الطب النفسي حاله لشاب تحول جنسياً من أنثى إلى ذكر، وأتى إلى العيادة، بسبب حالة الإكتئاب، التى يمر بها، عقب تغييره لجنسه من أنثى إلى ذكر وعدم قدرته على التكيف مع الوضع الجديد، بأنه ذكر.

وروى الأخصائي النفسي أحمد شلبي، حديثه عن الحالة دون ذكر بياناته الشخصية قائلاً: بدأت معه دراسه وافيه وكامله عن حالته، ووالد هذه الحاله كان متوفيا، ولكنه كان متعلق به قبل وفاته، وذكر لي أنه كان يحبه حبًا شديداً، اكثر من والدته وكان يعامل معامله قاسيه من والدته وقتها، وبعدها وعلى الرغم أنه أنثى وكانت والدته قاسيه معه فى التعامل ودائماً تقول هو وأشقائه الذكور أريد أن أشعر بأن أولادي رجال.

وتابع "شلبي": فمن هنا بدأ الإحساس والميل للجنس الآخر من الناحيه النفسيه وعند بلوغ هذه الفتاه عمر العشرين عامًا، كانت كل أحاسيسها أنها ذكر، وبالفعل ذهبت لأحد الأطباء، وقام بفحصها وأقر لها بعمل عمليه تحول لذكر، وبالفعل قام بإستئصال الثديين وجراحة أخرى قام بها في منطقه أخرى حساسة، لاداعي لذكرها، ومن هنا بدأت المعاناه النفسيه واحساسه، بالانتحار وبالفعل كانت هناك محاولات وأفكار كثيره منه بالإنتحار، ولكن كان يبلغنى قبلها بأنه سيفعل هذا في نفسه فأحاول تهدئته، تلفونيا ويمر الموقف وبعدها بأسبوع يفكر مره أخرى ويتصل بي واطمئنه، ويتراجع، ولكنه نفسياً كان يعيش في صراع كبير، بين كونه أنثى طول حياته ويتحول إلى ذكر عند سن صعب وهو سن العشرين.

واستكمل أحمد شلبي: بالإضافه أيضًا إلى بعض الحالات التى لها ميول جنسيه، تجاه نفس الجنس، وعلى سبيل المثال حالة لشاب عمره ٢٢ عام كانت ميوله تجاه الرجال بمعنى أنه يحب ويشعر برغبه جنسيه تجاه الذكور، وليس الإناث، وأخبرني أن هناك أماكن "كافيهات" يتجمعون عليها ويتحركو بعدها لممارسة الجنس، وهذا الشاب كان يرتدي ملابس نسائيه كاملة، فضلا عن إستخدامه لمستحضرات التجميل، أثناء مضاجعة الشباب.

ونأتي لدور علم النفس في العلاج، ليقول الأخصائي النفسي الإكلنيكي، أحمد شلبي: هذه الفئة لابد من التعامل معها كمرضى، وليس كمذنبين، لأمهم، يهانوا من خلل عضوي ونفسي، أدى إلى هذا المرض، أما بالنسبه للجانب النفسي يكون للبيئة الذي تربى فيها هؤلاء المرضى، ولها دور كبير في إصابتهم بهذا الاضطراب الذى ينتج عنه مشاكل عدة أبرزها الإنتحار.