جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 05:18 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محمد خليفة يكتب : 3 ملايين ونصف المليون ”يأجوجى ومأجوجى” يعيشون بيننا! ”3”

خروج مليارات من وحوش البشرالمفسدون فى الأرض أصبح حقيقة تقترب كل يوم من حدود دول العالم، بل الأخطر من ذلك أنّ نفس صفات شعوب يأجوج ومأجوج يعيشون بيننا دون أن نلتفت إلى خطرهم، فهم أحفادهم الذين ينطقون اللغة التركية عاشوا فى غرب وسط روسيا، وكان الظهور الأول لهم كقبائل تنقّلت كثيراً، واستقرت فى شمال شرق منغوليا والمنطقة المحيطة ببحيرة بايكال في القرن الخامس عشر، وقد أصبحت هذه القبائل جزءاً من جيوش المغول الفاتح جنكيز خان ودمجت معهم، وأصبح هؤلاء الغزاة المغول معروفين لدى الأوروبيين على أنهم التتار، والمغول هم قبائل عبدت الكواكب والشمس، وقد بنى قائدهم جنكيز خان إمبراطورية امتدت من بلاد الصين شرقاً إلى بحر قزوين غرباً، واعتبرت من القبائل التي دمرت العالم الإسلامي عندما بدأت غاراتها في عام 1219م، وهاجموا بلاد السلطان خورزم شاه وبقية البلدان وذبحوا، ونهبوا فيها، وسببو الفزع والرعب للناس، والفرق بين قبائل المغول والتتار يعود إلى الأصل، فالمغول يعودون في أصلهم إلى صحراء جوبى في الصين، أما التتار فهم أعم وأشمل، حيث إنهم يشكلون مجموعة من قبائل الترك، والمغول، والإيفور والسلاجقة، وشعب التتار يتّصفون بحبهم للسلب والنهب، أما نظامهم فهو قبلى، وهم يطيعون رؤسائهم، ويأكلون لحوم الحيوانات بما فيها الكلاب، وتعرف ديانتهم باسم الشمامانية، ، وقد سيّطر المغول زمن حكم جينكيز خان، والتتار في زمن حكم تيمورلينك...
هذه هى نفس صفات اقوام يأجوج ومأجوج، بل الأخطرأنّ هذه الشعوب مازالت تعيش بالقرب من الردم الذى قام ببناءه العبد الصالح ذو القرنين والتى ذٌكرت قصتهٌ فى القرآن الكريم فى سورة الكهف، وفسّرتها الأحاديث النبوية الصحيحة التى أوردتها كتب صحاح البخارى ومسلم والترمذى وابن ماجة، ورجّحَ الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوى أنّ يكون قوم يأجوج ومأجوج من المغول، من نسل يافث بن نوح...
ونعود إلى الزمن القديم بعد أن انفصلت الإمبراطورية التي أسسها القائد جنكيز خان، أصبح التتار جزءاً من المغول الذين شملوا معظم روسيا الأوروبية، وأطلق عليه الحشد الذهبى، وتفكك هذا الحشد في أواخر القرن الرابع عشر بسبب الانقسامات الداخلية والضغوطات التي تعرض لها إلى ما يعرف بخانات التتار، فى قازان، وأستراخان على نهر الفولغا، وسيبير في غرب سيبيريا، وقد احتلتهم روسيا، وشبه جزيرة القرم التي أصبحت جزءاً من الأتراك العثمانيين إلى أن أخذتها روسيا عام 1783م، وقد تتطور التتار فى هذه الخانات تطوراً اجتماعياً كبيراً، ويوصف بأنّه معقداً، حيث كان لنبلائهم مراكز عسكرية ومدنية في العصر الروسي، وكان لهم فئات من كبار التجار، واعتمد اقتصادهم بشكلٍ كبير على الزراعة، والأعمال الحرفية، وقد أصبح لهم مكانة مفضّلة لدى الإمبراطورية الروسية فى القرنين الثامن والتاسع عشر، ولا يزال ما يقارب مليون ونصف المليون من التتار يعيشون في منطقة الفولغا والأورال، ومليونين منهم يعيشون في كازاخستان وآسيا الوسطى… وحسب ما ورد في خطبة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام واصفاً يأجوج ومأجوج بأنّهم يشبهون الترك المغول من أبناء جنسهم، ويتميّزون بأنهم صغار العيون، عراض الجباه، شهب الشعور أي شعورهم لونها أسود مائل إلى الحمرة، عراض الوجوه كالمجان المطرقة أي تشبه التروس والمطرقة والمليئة باللحم، ذُلُف الأنوف، قصار القامة…

إنّ البشرية جمعاء شاهدت يأجوج ومأجوج في الزمان القديم، يفسدون في الأرض، سيكون لها موعد ثانٍ معهم، حيث يخرجون آخر الزمان حين تكون الأرض قد ضجّت بمن فيها؛ بسبب الفساد الذى أكثرهٌ فيها المسيح الدجال، فيأذن الله لنبيهِ عيسى ابن مريم عليه السلام بالنزول من السماء، ويقتل المسيح الدجال، ويٌطهّر الأرض من اليهود وشرهم، لكن هذا مٌجمل الأحداث، فلنتابع مسارها تفصيلاً قبل خروجهم، ولنشاهد عن قرب وقائع الخروج الكبير، فقبل خروج يأجوج ومأجوج، وبعد فتح المسلمين للقسطنطينية، يخرج الدجال من المشرق، من يهودية أصبهان، ثم يسير في الأرض، فلا يترك بلدًا إلا دخله، إلا مكة والمدينة، فلا يستطيع دخولهما؛ لأن الملائكة تحرسهما، فقد روى عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه - أنّه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: "الدجال يخرج من أرض بالمشرق، يقال لها: خراسان". رواه الترمذى والحاكم. وعن أنس - رضي الله عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج الدجال من يهودية أصبهان، معه سبعون ألفًا من اليهود، ويعرف المسلمون أمر ظهوره عندما يصل إلى مكان بين العراق والشام، كما هو ورد فى صحيح مسلم عن النواس بن سمعان: "إنه خارج خلة "الخلة هى ما بين البلدين- بين الشام والعراق، فعاث يمينًا وعاث شمالا، يا عباد الله، اثبتوا". بعدها يمكث الدجال في الأرض أربعين يومًا؛ يوم كسنة ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه، كأيام أهل الأرض، وفي هذه المدة يعيث في الأرض فسادًا، وتمتلئ الأرض بفتنته وشره. وهنا نعود بالزمان لنقابل الصحابي الجليل أبا سعيد الخدرى ليتكلم معنا عن فتنته وفساده في الأرض كما نقلها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول أبو سعيد الخدرى: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يخرج الدجال فيتوجه قِبَله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح مسالح الدجال أى القوم المسلحون بالسلاح فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذى خرج". قال: فيقولون له: أو ما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء، فيقولون: اقتلوه. فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدًا دونه" قال: "فينطلقون به إلى الدجال فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس، هذا الدجال الذى ذكره رسول الله صلى الله عليه و سلم". قال: "فيأمر الدجال به فيشبح. فيقول: خذوه بى؟" قال: "فيقول: أنت المسيح الكذاب". قال: "فيؤمر به فيؤشر بالمئشار من مفرقهِ حتى يفرق بين رجليه" قال: "ثم يمشى الدجال بين القطعتين ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة". قال: "ثم يقول: يا أيها الناس، إنه لا يفعل بعدى بأحد من الناس ". قال: "فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوّته نحاسًا، فلا يستطيع إليه سبيلا". قال: "فيأخذه بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار وإنما ألقى في الجنة". فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين". رواه مسلم. أوليس قد قلنا من قبل فى المقالين السابقين إن قومًا، محصورين خلف السد، ينتظرون اليوم الذي يؤذن لهم فيه بالخروج؟ إنهم يأجوج ومأجوج، الذين يخرجون من الردم بعدما يندك، كالجراد المنتشر، من كل حدب ينسلون، فيأتون على الأخضر واليابس، ويهلكون الحرث والنسل ويفسدون فى الأرض.. وللحديث معكم بقية
المراجع:
1- : محمد ناصر الدين الألبانى -المتوفى: 1420هـ. قصة المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام
2- المسيخ الدجال كتاب من تأليف الدكتور مصطفى محمود
3- حلقات الشعرواى المسجلة
4- برنامج العلم والإيمان للدكتور مصطفى محمود
5- صحيح مسلم
6- ابن ماجة والترمذى
7- مجمع الزوائد ومنبع الفوائدالمؤلف: أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي-المتوفى: 807هـ-المحقق: حسام الدين القدسى مكتبة القدسى، القاهرة عام النشر- 1994 م
[email protected]