نبيل الدسوقي الخواجة .... صاحب الأدوار المعقدة

موهبة كبيرة و حضور طاغي ، يصاحبها خفة ظل ، ملامح طيبة قريبة إلى قلوب المشاهدين ، أحد أهم المواهب الفنية النادرة فنا وحظا ، كان يبحث عن الأعمال الفنية الهادفة ، لم يكن يهتم بمساحة الدور ، برع و اشتهر بأداء أدوار الجاسوسية ، أنه الفنان نبيل الدسوقي .

نبيل محمد عبد الوهاب الدسوقي، مواليد ١١ يناير ١٩٢٣ ، تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، أثبت وجوده على المسرح ، فكان من أوائل فناني مسرح التليفزيون ثم المسرح القومي الذي قدم فيه موهبته باقتدار في مسرحيات مثل «بيرم التونسي، وأبواب المدينة، والنافذة، وبكالوريوس في حكم الشعوب». قام ببطولة مسلسل يحكى قصة حياة الراحل بيرم التونسى ، وكانت هناك تشابه شكلى بينه وبين بيرم ، ارتبطت صورة الشاعر بيرم لدى أذاهن الجمهور به من خلال شخصيته فى المسلسل.

لم يرضخ للسينما ، فكان يرفض أكثر مما يقبل وظلت أدواره السينمائية المحدودة المشاهد ، تعبر أيضا عن موهبتة الكبيرة في أفلام مثل : «على من نطلق الرصاص، والصعود إلى الهاوية، وليلة بكى فيها القمر، وسأعود بلا دموع، والبؤساء، وليلة شتاء دافئة، ونهر الخوف، وقلب الليل».

التليفزيون كان نافذته التي أظهر فيها موهبته ، قدم في البداية دوركوميدى فى حلقات من تأليف أسامة أنور عكاشة ، بعنوان : “ريش على مفيش”، كان دور الدسوقى شاويش يعيش قصة حب مع جارته البدينة إنجيل آرام ، ليغرق بعد هذا المسلسل فى عالم أسامة أنور عكاشة ، ليتميز بأدوار شديدة التنوع لعبها جميعا ببراعة ، من الرجل البسيط القعيد الذى يضرب ابنته فى “المشربية” الى الأستاذ عبد البديع الطيب زوج الست إحسان فى “الشهد والدموع”، ليقدم صورة هي الأجمل للوفاء والحب والاحترام بين الزوج و زوجته حين يناديها " يا ست إحسان " ، أضاف إليها أدوار متميزة فى مسلسلات أخرى مثل “قصر الشوق” حيث لعب باقتدار شخصية عم حمزاوى ، تميز في أدوار الجاسوسية في مسلسل ”رأفت الهجان” فى دور الخواجة صروف ، ودور بن جوريون الذى لعبه فى حلقات “السقوط فى بير سبع” ، آخر أعمال المخرج الكبير نور الدمرداش.
ومن أعماله أيضا “الزينى بركات” ، و ”عمر بن عبد العزيز” ، و”ألف ليلة وليلة” ، ومسلسل “الشوارع الخلفية” عن رواية عبد الرحمن الشرقاوى.

دوره في مسلسل «عمرو بن عبدالعزيز» ، الشيخ الضرير الذي يرد على أسئلة الحجاج بن يوسف الثقفي بالقرآن الكريم ، يعد أهم أدواره وهو لا يتجاوز عشرة مشاهد في مسلسل عدد حلقاته 35 حلقة ، كما أصبح هذا الدور أيقونة الأدوار الدينية في تاريخ الدراما الدينية.

تزوج نبيل الدسوقي، امرأة خارج الوسط الفني وأنجب هشام ونهى، ورحل بعد صراع مع المرض يوم 28 أغسطس عام 1995.