جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 06:12 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
أسعار بيع وشراء الذهب اليوم الخميس أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم الخميس حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس المدير التنفيذي لجهاز حماية البحيرات والثروة السمكية يتقدم بالتهنئة للرئيس والقوات المسلحة بمناسبة ذكري تحرير سيناء حفل ختام الأنشطة بمدرسة الأيوبية الإعدادية بنات ومعرض اللغة العربية بمدرسة الهدى والنور بالدقهلية محافظ الدقهلية يهنئ فريق المنصورة الاول لكرة القدم ومجلس الادارة اعتبارا من مساء اليوم يبدأ العمل بالتوقيت الصيفى بهيئة السكة الحديدية النيابة العامة بشمال الجيزة تباشير تحقيقاتها في حادث اصابة عدد من الأطفال باختناق داخل حمام سباحة الترسانة رئيـس مجلـس إدارة جهـاز حمايـة وتنميـة البحيـرات والثـروة السمكيـة يهنئ الرئيس والقوات المسلحة ذكـرى تحريـر سينـاء شباب قادرون تستعد لتنظيم ملتقي توظيفى بالبحيرة وكيل أوقاف الإسكندرية يتابع فعاليات امتحانات طلاب المركز الثقافي افتتاح مؤتمر «صناعة السياحة في ظل التغييرات العالمية »بجامعة الإسكندرية

«محمد خليفة» يكتب: دروس غابت عن آمتنا منذ هجرة خاتم الأنبياء إلى المدينة!

محمد خليفة
محمد خليفة

خلال ساعات معدودة يطل علينا عام هجرى جديد، يظلنا بظلال اخلاق رسول الله وخاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلّم، ومن هنا لابد من أن يعيد المسلم النظر إلى تاريخ الهجرة النبوية الأولى من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وما ارتسمت بها من معان أخلاقية تحتاجها الأمة الإسلامية اليوم، فكلنا يعرف أسباب غياب الأخلاق النبوية عن آمتنا، بعد ضياع وحدة المسلمين نتيجة الصراعات التى افتعلها أعداء الدين الإسلامى بين الدول خاصة فى منطقة الخليج العربى، فأصبحت التضحية والإيثار والإخاء التى رسمها رسول البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منذ ظهور الدين الإسلامى ونزول القرآن الكريم فى خبركان، فهل تعود إلى أمتنا، الوحدة والولاء والبراءوالإيثارمرة أخرى؟! فقد أرسى الإسلام بعد حالة الاستقرار في المدينة المنورة العديد من المبادرات المختلفة بين المؤمنين، واصبحت هذه المبادرات دروس أخلاقية نبيلة نتعلمها من الجيل الأول في هجرتهم سواء قبل الهجرة أو أثناءها أو بعدها . وحين قال عليه الصلاة والسلام إنه "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية"، فإن الظاهر منه أن الهجرة توقفت إلى الأبد مع بقاء الجهاد، وحيال ذلك اجتهد العلماء في شرح هذا الحديث هل المقصود هنا الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة من بلاد الكفر؟ أم كان جوابا على شكاية بعض الأعراب من شدة حمى المدينة ولأوائها ؟ أم كانت الهجرة فرضا في بداية الإسلام لهدف اجتماع المسلمين في مكان واحد، وإقامة الدولة الإسلامية ؟ هذه التساؤلات واردة لكن قول النبى : “ولكن جهاد ونية”، استثنى من الهجرة الجهاد، لأن الهجرة من بلاد المنبت والمولد إلى بلاد الغربة فيها كلفة وتعب وبذل الدماء والنفس، وهي نوع من الجهاد ، إن بقاء الهجرة وهي نوع من الجهاد يجرنا إلى دراسة نماذج أخلاقية من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصطحابها معنا في حياتنا اليومية، نبذل قصارى جهدنا في تعلمها وتطبيقها وتعليمها لكل من حولنا .

إن الهجرة النبوية غيرت مجرى تاريخ الدعوة الإسلامية، من مرحلة الضعف حين كانت يد الأعداء من مشركى قريش وغيرهم تناوش دعوة الإسلام، إلى مرحلة التمكين وتأسيس دولة الإيمان والعقيدة، واستقرت بذلك تعاليم ديننا بعقائده وشرائعه وأخلاقياته، ولكن الشيء الذي يجب على كل واحد منا أن يسأل نفسه ماذا يمكن أن نتعلم من هذه الحادثة التاريخية؟ نتعلم من هذه الهجرة جوانب أخلاقية رائعة، من ذلك التضحية، حين ترك الناس أهاليهم وأموالهم وأوطانهم في الله، لإعلاء كلمة الله، والرغبة في نيل مرضاة الله، كل هذه حوافز مهدت طريق الهجرة على الصحابة، صهيب الرومي مثلا يتخلى عن أمواله لقريش ليفسح المجال أمامه للهجرة، وأم المؤمنين أم سلمة يفرق بينها وبين زوجها أبي سلمة، وابنها من أجل الهجرة! ونتعلم من الهجرة ايضاً الإخاء والإيثار، كانت الأخوة بين المهاجرين والأنصار بلغت ذروتها، وتميزت بالإيثار والتعفف، كان الأنصاري يخير أخاه من المهاجرين أن يأخذ من أمواله ما يشاء، وكان المهاجرى يتعفف أن يطلب بهلع وجشع وقد وصف القرآن الكريم خليقة المهاجرين بقوله تعالى: "يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ"وقال جلَّ شأنهٌ في حق الأنصار : "يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ" هذا التآخي وصل المرتبة المثالية حين كان الصحابة يتوارثون بينهم ويتناصرون دون أرحامهم من المشركين، ويفضلون إخوانهم من المسلمين على ذوى القرابة الحقيقية من غير المسلمين، فكانت أخوّة الإيمان والعقيدة أوثق لديهم . يروى عبد الله بن عمر رضى الله عنهما في حديث صحيح، وصفه لحال المسلمين في بدايات الإسلام، يقول: قَدْ أَتى عَلَيْنَا زَمَانٌ أَوْ قَالَ حِينٌ، وَمَا أَحَدٌ أَحَقُّ بِدِينَارِهِ وَدِرْهَمِهِ مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، ثُمَّ الْآنَ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ أَحَبُّ إِلَى أَحَدِنَا مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "كَمْ مِن جارٍ مُتعلق بِجَارِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ يَا رَبِّ هَذَا أَغْلَقَ بابهُ دُونى فَمَنع مَعْرُوفَهُ" كل هذه النماذج نتعلم منها الأخلاق الاجتماعية التي تمثلها هجرة النبى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، ولنا أن نقارن بينها وبين وحال الأمة الإسلامية اليوم! ونحن نستحضر مواقف الصحابة وأدوارهم في حادثة الهجرة، وبناء الدولة الإسلامية.

والسؤال الذى يطرح نفسهٌ: هل نحن مجتمعون على كلمة واحدة أو مفترقون تبعا للإنتماءات والحركات، والنزوات، واللغات، والجنسيات؟ هل قدمنا يد العون والنصرة كما يلزم للمسلمين المحتلين أو الذين يتصارعون فيما بينهم من أجل مصالح دنيوية لا تثمن ولا تغنى من جوع؟! وهل إخلاصنا لديننا وعقيدتنا أقوى أم إخلاصنا للحركات، والشخصيات، والأفكار؟ّ! تساؤلات متعددة يجب على كل مسلم مكلف أن يفكر عنها ، ونجاهد أنفسنا على القيام بهذه الفضائل، ونراعى حقوق أنفسنا ومن حولنا من أبناء المسلمين.

[email protected]