جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 02:44 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

راندا محمود تكتب| الرحلة (٣).. كيف تنجو من طوفان نفسك ؟

الكاتبة راند محمود
الكاتبة راند محمود

الرسالة الكونية مستمرة ولا تقتصر على رسل وأنبياء تقرأ و تسمع قصصهم ، والقرآن هو رسالتك السماوية التى إنزلت على قلبك، درجات ومقامات الوعى للأنبياء بداخلنا والرسل جميعهم بخارطتك الروحية وتمر بمراحل وعيهم حتى ينتهى بك للمقام المحمود ليكتمل الميزان، النبي هو عقلك "وعيك"، وقصص الأنبياء تشرح بالتفصيل مكوناتنا الروحية.

وكل أسم من أسماء الأنبياء يتم تفعيله بك بنسب معينة ليندمج بداخلك حتى يتكون وعيك، أى لكل محطة للروح إسم فى مستواها وبكل درجة من هذة المستويات يوجد لغز يتنظر إزاحة الستار عنه لينكشف لك لتدخل عالم الروح.

نتحدث عن أول درجة فى مراحل وعى الآنبياء بداخلك وهى مرحلة نوح ، نوح" نواح وعويل وصراخ وبكاء ، وهى أول صدمة تحدث لك تدمرك وتهدمك داخليا، وتعد أول طريق للإستنارة فهى رحلة الألم والآسف والندم على ما اقترفته حتى يتحرر ببناء فلكك لتنجو من الطوفان "الصراع " داخلك ، والذى يتطلب منك فى هذة المرحلة أن تتجاوز كل مشاعرك الهابطة وتتحرر منها حتى تتمكن من مراقبة نفسك وصرعاتها الداخلية.

تولد أنت طفل ناسى ثم تبدأ فى مرحلة التساؤل والفضول والحيرة والبحث والتمرد ويحدث فى هذة المرحلة عدم توازن داخلياً و جدال و تخبط وتساؤلات لا حصر لها وتهكمات لعدم فهم المحيطون بك لك ولعدم إستماعم لك وظنونك بإستهزائهم بك فتسيئ لهم جهلاً إعتقاداً منك إنك على حق، وبعدها يتم الإستعداد لرحلة إسراءك "رحلتك الروحية الداخلية" ببناء فلكك لتبحر به لباطنك.

الفلك هو ذاكرتك الواعية بتناقضاتها وهى عبارة عن ألواح تحوى اسرارك الخفية وفقا للآية الكريمة " وحملناه على ذات ألواح ودسر "، ودسر تعنى تجربتك، فوعيك فى مرحلة الرضاعة يعد وعياً غير مكتملا ولذلك لا يصلح أن يكون معك فى ذاكرتك " فلكك .

كانت بداية رحلة ترقى النفس من إمرأة نوح والتى تمثل مرآة النفس اللوامة " اللاوعى" والتى تنوح لتعود لأصلها، وهى النفس التى لا تستجيب لأمرك لذا تعد خائنة لك.

ووفقا للتفسير العلمى فإن نوح هو النواة التى تحوى كلا من "البروتون والنيترون" وهما المسؤولان عن خلق كل ما بالوجود بأمر من الله " قلنا احمل فيها من كل زوجين إثنين " وبما أن نوح هو النواة فإن عملية إسراء نفسك تبدأ بالنواه حتى تستقيم.

كان وعى قوم نوح عالياً وكان يمثل البعد الخامس لكن تسبب أعمالهم الغير واعية لهبوط الوعى إلى البعد الثالث حتى إكتملت الدورة الكونية بعد الطوفان وإستعادت الأرض قوتها مرة أخرى لكن مكث البشر بالوعى السفلى وإزداداً هبوطاً مما حمل النفس أعباءاً ليشتد عليها الحساب الذى قدر لها.

وقوم نوح هم ظلمات الوجود وفقاً للآية الكريمة "وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى"،والتفسير العلمى لها هو أن الثلث الأول للوجود يشكل ٧٥٪‏ وهى الطاقة المظلمة وهم قوم نوح الذين أظلموا الوجود، والمادة المظلمة والتى ترمز لهم أيضا وتشكل نسبة ٢٣٪‏ من الوجود، والذين آصييوا بالعمى فلم يتمكنوا من رؤية الأفلاك والمجرات وعملية تصنيعها والتى يستطيع مشاهدتها ذوى البصيرة فقط " إنهم كانوا قوما عمين" ، فالمادة المظلمة هى التى تطغى " تغلف " الغلاف الجوى "البصيرة" وتحجب النور "الوعى"، ولحظة إلتقاء النفس بالروح فى نقطة واحدة فتطوف الروح بالنفس " يوم التلاق " تركب الفلك المشحون .. يتبع.