جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 06:01 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
كمامات بـ4 ملايين جنيه.. إحالة 3 مسؤولين بمستشفى الشيخ زايد المركزي للمحاكمة تعطل عمليات السحب والإيداع بماكينات البريد خلال ساعات مركز خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة دمنهور يعقد فعاليات اليوم الأول لدورة التحاليل الطبية خبير اقتصادي: مؤشرات البورصة المصرية حققت أداءا جيدا الفترة الحالية تكليف سمير البلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة مدبولي ..الاسعار ستأخذ مسارا نزوليا بدأ من الاحد القادم التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر خلال القافلة التنموية لجامعة دمنهور جامعة دمنهور تطلق مشروع لانتاج نواقل خلوية نانوية الحجم من النباتات العضوية (FarmEVs) جامعة دمنهور تحتفل بيــــــوم التراث العالمي استكمال رصف فرعيات شارع الجمهورية بحوش عيسى بتكلفة إجمالية 4 مليون و 500 ألف جنية وزارة الصحة بالشرقية يتابع الخدمات الطبية بمستشفى الزقازيق العام المخرجة السويسرية «عايدة شلبفر » مديرا للأفلام الروائية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي

مشروعية ترامب السياسية

مشروعية ترامب
مشروعية ترامب

يجعل الداخل الأمريكي بالعديد من المتناقضات و المتغيرات المتواترة ، و ربما ليس بمستغرب أن نرى الرئيس ترامب و قد تم تجديد ولايته لفترة رئاسية ثانية بحلول عام 2020 ،و هو ما ستكشفه الأيام القادمة  ، فحتى مجيئه لحكم الولايات المتحدة نهاية 2016 ، اعتبر أيضاً بمثابة تناقض بعدما توقع العد يدون من المحللين و المتابعين للشأن الأمريكي فوز الزعيمة الديمقراطية هيلارى كلينتون و وزيرة الخارجية في عهد الرئيس السابق أوباما ، ترامب والذي هدد بالعزل منذ أشهر قليلة ،على خلفية تورطه و مدير حملته الانتخابية ما نافورت باختراق قوانين الدعاية الانتخابية ، و اتهامه بالتهرب الضريبي حسبما أقر محاميه مايكل كوهين ، يظل الحصان الرابح بالمعركة السياسية ، حتى و إن أسفرت نتائج انتخابات التجديد النصفي للمنظومة التشريعية بالبلاد الكونجرس عن تقدم للديمقراطيين بمجلس النواب . 

 

ارتآه البعض بمثابة صراع قادم مع الرئيس ذي الخلفية الجمهورية ، خصوصاً فيما يتعلق بالملفات الخلافية و عمليات مناقشة القوانين و الرقابة وغيرها ، هذا إن لم يتقلد الديمقراطيون رئاسة كبريات اللجان بالنواب الأمريكي ، و في ظل سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ صاحب الكلمة الأخيرة في تمرير القوانين . لم يراهن ترامب على الكونجرس يوماً ، حتى حينما شكل الجمهوريون الأغلبية به .

 

فطالما ظلت الصراعات مع البيت الأبيض ، وطالما تعارضت التوجهات فيما بينهما ، المتابع للسياسات الأمريكية يمكنه إدراك ذلك جيدا ، فشل ترامب في تمرير قانون الهجرة ، و رفض الكونجرس القبول به ، تم عرقلة قانون التأمين الصحي و البديل لبرنامج أوباما كير ، اعترض أيضا الكونجرس على تسليم بعض الصفقات من الأسلحة الدقيقة للعديد من الدول الخليجية و في المقدمة منها السعودية و البحرين ، في وقت وصلت فيه العلاقات بين أمريكا و الخليج إلى وضع إستراتيجي يذكر ، و عن السياسات الخارجية و الأمن القومي فبدت المعارك ساخنة و هو ما أشارت إليه الفوريين بوليسي عن الحرب الدائرة بين الكونجرس و الإدارة الأمريكية ، و سعى ترامب لتحجيم دور و صلاحيات الكونجرس ، لا سيما تجاه محاولات التدخل في فرض العقوبات و التي فرضتها الإدارة بحق إيران ، روسيا و كوريا الشمالية ، حتى عندما أقدمت على الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني ، أراد الكونجرس عرقلتها . 

 

وذلك حسبما صرح " بن كارادان _أحد أعضاء الكونجرس _ و على حد تعبيره " أن الكونجرس فشل في منع ترامب من الانسحاب من الاتفاق النووي "، و غيرها و غيرها من الخلافات بين مؤسستين ، على طول الخط لم يتفقا أو حتى أعلنا عن مهادنات ، بل لم ينجحا في استغلال حالة التوازن بين السلطتين التنفيذية و التشريعية ، و التي فرضها النظام الأمريكي ، كونه نظاماً رئاسياً فيدرالياً .

 

و ربما سياسات ترامب العنصرية ، صاحبة الطابع اليميني المتشدد ، و تحديدا تجاه التعامل مع الأقليات و المهاجرين ، و التي اعتبرت أيضا بالصخرة و التي تحطمت عليها الديمقراطيات ، لاقت استحساناً من قبل المواطن الأمريكي ، و الذي ارتأى فيها المصلحة و الحفظ للكيان الأمريكي و الهوية ، و ما زاد من قناعته هو العامل الاقتصادي و الذي تطور بمعدلات معقولة ، و في المقدمة منها تراجع معدلات البطالة بنسبة بلغت 3.7% ، ارتفاع متوسط دخل الساعة إلى 3.1% على أساس سنوي و هو معدل لم يتم الوصول إليه منذ 2008 ، و الأهم ارتفاع معدل النمو للاقتصاد الأمريكي خلال الربع الثالث من العام الحالي ليتجاوز 3.5% ، و إن كان العجز التجاري تخطى ال1.3% ليصل إلى 54 مليارات دولار ، و هنا يظهر رهان ترامب الحقيقي و المتعلق بالملف الاقتصادي و رضا المواطن الأمريكي . زد على ما سبق التشتت الديمقراطي الواضح ، و فشل الديمقراطيين في إيجاد زعيم يلتفون حوله ، حتى أول أمس ، إلى جانب جملة التحديات و التي تواجه الحزب صاحب الأغلبية بمجلس النواب ، و في مقدمتها الاستعداد للانتخابات الرئاسية القادمة ، مع الوضع في الاعتبار أن معظم كوادره تم حرقها قبيل مواجهة ترامب في الانتخابات السابقة 2016 ، و إن كانت معظم التوقعات تتجه ناحية جوبا يدن نائب الرئيس الأمريكي السابق أوباما ، ورغبته في الترشح لانتخابات 2020 .

 

و جميعها رهانات كسبها ترامب و أكد عيها حينما خرج بكل قوة ، و خلال مؤتمر أعد بالبيت الأبيض ، و عقب إعلان نتائج انتخابات الكونجرس ، معلنا تربصه بالديمقراطيين في حالة عرقلتهم لأيا من قوانينه . ترامب الرأسمالي و رجل المال و الأعمال ، عديم الخبرة بالسياسة أو حتى العلاقات الدولية ، لم يتخذ أي قرار إلا و انتقد عليه من كافة الدوائر الدولية وصناع القرار ، تمكن من تغيير توازنات الخريطة الدولية ، و بالمقابل حقق مشروعية سياسية تبلورت برضا المواطن الأمريكي و قبوله بسياسات حاكمه ، ربما تخطت شرعية غابت بعض الشئ حينما خسر حزبه أغلبية مجلس النواب