جريدة الديار
الخميس 18 أبريل 2024 06:25 صـ 9 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

العدد الورقى… التطرف العلماني .. «أكبر خطر» !

التطرف العلمانى
التطرف العلمانى

► أستاذ بجامعة الأزهر: الدولة مسئولة عن مواجهة التطرف العلماني

► رشدي: العلمانيون والدينيون المتطرفون هما داعشى مصر

► عبد الغفار: الفكر لا يواجه إلا بالفكر

بلوعة مجاري انفجرت فى مصر، فخرج منها أصوات شاذة بدعوى التنوير والتجديد وهم أبعد ما يكونوا عن التجديد، فما بين دعوات بخلع الحجاب وإتهام 90% من المحجبات بأنهن عاهرات، ودعوى مماثلة ترى فى النقاب شئ حقير ويجب منعه من مصر، بل ولم تتوقف إقبال بركة - صاحبة تلك الدعوى على هذا الأمر- بل وأيدت دعوة شريف الشوباشي بخلع الحجاب واصفتا إياها بأنها مظهر من مظاهر التجديد الديني.

ولم يتوقف الطعن في الثوابت وفى الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، فخرجت علينا مخرجة معروفة بأفلامها، تدعو إلى الزنا بل وترى أنها ليست محرمة شرعاً، ولا نعرف على أي شيء استندت إيناس الدغيدي صاحبة الدعوى، ولم تكن فاطمة ناعوت منهم ببعيد، فلم تفتأ تطعن في الثوابت بدعوى أن الرئيس السيسي كلفها والمثقفين بتجديد الدين.

وكما أن هناك دعاوي تطالب بتقنين الدعارة، فخرجت دعاوي مماثلة تطالب بتقنين الحشيش، ولكى نحقق تلك الدعاوي كان لازاماً وجود دعوات بحرق تراث أمة وسب علماء الإسلام ووصفهم بالحثالة على يد شاب غر - كان الشو الإعلامي همه الأول-.

علمانية متطرفة

بحجة علاج التطرف الإسلامي، فهاهي تخرج علينا بدعوات شاذة، وبكل بجاحة وقبح يعلنون تدشين حزباً جديد لايحمل فقط الأفكار العلمانية بل ويدعو إليها ويؤكد أنه سيسعى لإلغاء هوية الدولة الإسلامية.

فهل هذا التطرف العلماني هو السبيل لمواجهة التطرف الديني الذى خرج مؤخراً على شكل جماعات تكفيرية تقوم بأعمال إرهابية.

قال الشيخ السيد رشدي، داعية إسلامي، إن التطرف العلماني والتطرف الإسلامي، كلاهما يمثلان داعش، مضيفاً: مشكلة البعض في تلك المرحلة أنه ولمجرد قرأته لنص من النصوص فهو يشرحه على هواه بدعوى التنوير أو التجديد، ومن هنا ضاع الإسلام، ضاع بين أدعياءه وبين أعداءه.

ويري الشيخ أشرف سعد، داعية إسلامي، أن تلك التيارات تخدم بعضها، فالأفكار العلمانية المتطرفة التي تدعو إلى خلع الحجاب، ودعوات ممارسة الزنا كلها تأتى في هذا الوقت لتخدم التيارات التي تدعي انتماءها للإسلام للاستدلال على أن الدين في خطر.

ولفت إلى أن الغرب هو من يحرك الطرفين، لرغبته فى عودة التيار الإسلامي مرة أخرى، وبالتالي فهو يطلق العنان للعلمانيين المتطرفين، مشدداً على ضرورة عودة الأزهر ورجاله مرة أخرى لمخاطبة البسطاء.

قال الدكتور مجدي عبد الغفار، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن أي إفراط في جهة يصاحبه إفراط في جهة أخري، أي تشدد في جهة يقابله تشدد في جهة أخري، مؤكداً على ضرورة وجود صوت الوسطية وأهله في تلك المرحلة.

وأضاف أن تلك المرحلة هى مرحلة معارك فكرية، والفكر لا يواجه إلا بالفكر، مضيفاً إلى أنه وبسبب أن المرحلة قابلة للصراعات السياسية فالكل يوظف تلك الصراعات لصالحه وخاصة في ظل الوضع المعاش الآن.

أما الدكتور أحمد لطفي، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، فقد حمل الدولة مسئولية التطرف سواء الديني أو العلماني متعجباً: هل تعجز الدولة عن وقف الذين يطالبون بتقنين الدعارة أو تقنين الحشيش أو المطالبون بخلع الحجاب.

وأوضح الدكتور أحمد لطفي أن لكل فعل رد فعل آخر فطالما لا يوجد ردع للعلمانية سنجد في المقابل تطرف ديني، وخروج بعض شباب ناقم عن تلك الآراء الشاذة، مضيفا أن هذا الأمر لا يجب أن يحدث في بلد الأزهر.

وأشار إلى أن الدولة المصرية لا تعرف قيمة الأزهر وأهمية الدفاع عنه وعن دوره ودور علماءه، فإذا سكتت الدولة المصرية عن تلك الأفعال فهي مشاركة بل وستراق دماء ويمكن أن تحدث أمور لا يحمد عقباها.

ولفت إلى أن الدولة كما أغلقت القنوات الدينية المتطرفة كان لزاما عليها غلق القنوات التي تبث التطرف والإرهاب وتخرج للطعن في الدين وثوابته.

قال الدكتور محمد بهاء، أستاذ الحديث بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن العلمانية جاءت من الغرب ثم انتقلت إلينا، وأصبح لهم آراء وأصوات مسموعة، فالعلمانية التي تحافظ على الأصول وتحترم عادات الدولة المصرية، نقبلها مع وجود مبدأ لها ما لها وعليها ما عليها، وتتماشي معنا.

أما العلمانية التي تخرج عن الأصول وتفتح باب الحريات المطلقة، والتي لا تتماشي مع عادات أو أعراف أو تقاليد فهذه نرفضها.

مضيفاً، نحن نرفض تلك العلمانية، فكيف بالمتطرفين منها، والآن نرى التطرف واضحا منهم فهناك السخرية من الحجاب وسخرية من اللحية ودعوات لخلع الحجاب بحجة تحرر المرآة.

وأوضح أن الإسلام غير مسئول عن التطرف الديني، فالإسلام لا يعرف إلا الوسطية، مشيراً إلى أن العلمانيين في مصر الآن سيضعون القيادة السياسية في مصر الآن في موضع حرج، لان القيادة السياسية مؤمنة بدور الأزهر، فهى فى موضع لا تحسد عليه.