جريدة الديار
الخميس 18 أبريل 2024 07:58 مـ 9 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

راندا محمود تكتب : الرحلة (6 )

راندا محمود
راندا محمود

تدرجات الوعى بداخلك

عند مرورك بدرجات الوعى الروحى تندرج على سلم التقوى حتى ترتقى بوعيك وتتحد مع الله لترى النور بداخلك ، وبما أن درجات الوعى تختلف من شخص وآخر فإن هذا الإختلاف هو الكمال بحد ذاته ، و لكلا منا دوره ، فالرحلة ليست بالهينة على الإطلاق ، فقد تتوقف رحلتك دون الوصول لتعيد الكرة مرة أخرى لتتعلم ، فأنت فى رحلة الوعى الروحى ستتذبذب لإنك معرض للهبوط أوالصعود وفقا لقدرتك.

نتحدث اليوم عن تدرجات ومقامات الوعى بداخلك والمتصلة بدرجة الوعى الإبراهيمى الذى نوهنا عنه سابقا ، وهم وعى إسماعيل، إسحق، يعقوب ، يوسف.

مرحلة وعى إسماعيل وهى مرتبطة ارتباطاً وثيقا بدرجة وعى إبراهيم لإحداث عملية تطهير البيت " القلب"،وهذا من خلال الإستماع للأوامر والرسائل الكونية الإلهية ، فإسماعيل يعنى السمع ، أى سماع الحقيقة من خلال القلب وليس حاسة الأذن المادية كى تتحرر من معتقداتك البالية التى لا فائدة منها سوى إنها تعرقل وتعوق عملية إرتقاءك .

"يابنى إنى أرى فى المنام انى أذبحك " بنى المقصود بها أفكارك ومعتقدات التى قمت ببناءها ولكى تكون خليل عليك أن تتخل عن هذة الأفكار والمعتقدات وتذبحها.

وتفعيل عملية الذبح تأت فى مرحلة وعى إسحق ، وإسحق يعنى السحق أى إصلاح القلب وذبح الأغلال والقيود و البرمجة والمعتقدات والتضحية بها والتخلص منها " وفديناه بذبح عظيم " ، ووفقا لما انتهى إليه العلماء هو وجود طاقة عظمى بالكون هى المسؤولة عن توسعه وبحاجة لطاقة أقوى مضادة لسحقها " إسحق "،ً ومرحلة وعى إسحق هى مرحلة حدوث مالا تتوقعه

مرحلة وعى يعقوب ، يعقوب يعنى عقبة وأزمة وهى مرحلة الخوف والحزن والصراعات وكل ما يلزم لجهاد النفس ، فالعقبة التى تقع فيها هى التفرقة والإنحياز والتى ستكون عاقبتها الخسارة والعداء والغيرة والحقد ، يؤدى ذلك إلى فقدانك لبصرك والمقصود بالبصر ليس حاسة بل بصيرتك لعدم عدلك وتوازنك بين أبناءك أى افكارك.

أما مرحلة وعى يوسف هى مرحلة ليست بالهينة على الإطلاق بسبب الصراعات بداخلك ومع محيطك الخارجى ، ففى هذة المرحلة يتم تسخير لك من يأخذ بيدلك ويحسن إليك حتى يشتد عودك وتقوى، و يوسف هو البناء المستمر من العلوم والمعرفة بداخلك ، والحصول على هذة العلوم والمعرفة الإلهية يتطلب صدقك بهذة المرحلة " مكنا له الأرض" ، حتى ترى الدلالات والإشارات والرسائل الربانية من خلال الرؤى حتى يتم توجيهك على الطريق الصحيح، فيوسف بلغ ما جاء به بالبينات.

وفى هذة المرحلة يتم تمكينك فتبدأ هذة المرحلة برؤية حتى تحققها ويتم نقلك من وعيك الأرضى الهابط لترتقى ، فتتحول من محكوم فى الأرض الى حاكم لخزائنها ، والخزائن تعنى العلم والمعرفة ، فإنك سترى فى هذة المرحلة رؤى إلهية، لكنك ستشك فى تصديقك لها بسبب خوفك لتجذب الألم والشقاء لنفسك ، حتى تسجن نفسك لتتخلص من قميصك اى جسدك الذى تسمع من خلاله الأصوات الظلامية والوهمية الذى يوهمك بإنفراج أزمتك وفك سجنك ، والقميص هو تقمصاتك وحيواتك ، وقمص تعى إنتهاء التقمص، و" قد دبر " تعنى تحولك تحولا جذريا ونقلك لعالم الحقيقة بإرتفاع وعيك .

و"العزيز" هو صوتك الصادق " النسوة " تعنى الغرور الذى يوهمك بأفضاليتك على غيرك ، فحينما يتصارع غرورك مع آناك ستقرر الإنعزال " السجن " حتى تنهل من العلوم والمعارف لتتمكن من تأويل الحق ، " الشمس " وعيك الذكرى .." القمر " وعيك الأنثوى ، حيث ينتهى ألمك وحزنك وتتزن وتستقيم عندما يتم التوازن بين الوعيين الانثوى والذكرى بداخلك حتى يتم تناغمك مع الكون ، الاحد عشر كوكبا هم كواكب المجموعة الشمسية مجموعهم ثلاثة عشر بعد اضافة الشمس والقمر وهو البرج الثالث عشر والذى يسمى الحواء وفى القرآن الكريم هو شهر رمضان ، وموقع البرج الثالث عشر فى الوسط أى المركز والذى تطوف حوله باقى الابراج فهو الذى يؤثر على كل الابراج من خلال النور الذى يبثه ، تقبل نفسك وتصالح معها حتى تتوازن وتسجد لك ..يتبع .