محمد خليفة يكتب: ابن إبانا

أميرالبحر الذى حارب الهكسوس

كان من آبناء الطبقة الوسطى التى كانت تتسابق على الإلتحاق بالجيش ، وهى الطبقة التى لم تكن قد أخذت مكانها الصحيح فى المجتمع حينئذ ، كما أنها لم تكن على سعة من الرزق مما جعلهم يجدون فى الإلتحاق بالجيش تحقيق موارد رزق لهم وتحقيق وضع اجتماعى متميز ولم يقتصر الأمر على أفراد الطبقة الوسطى ، بل سارع أثرياء الدولة وأمراؤها للإنخراط فى الجندية وذلك بهدف الحصول على الأوسمة والألقاب التى تمنح للجنود المحاريين وكذلك العطايا العينية من أراض وعبيد، كما يتضح من سياق سيرة القائد العسكرى "أحمس بن أبانا " التى سطرها على جدران مقبرته في الكاب . ويتضح من سيرة حياة "أحمس بن أبانا" أن إخلاصه للملك قد كؤفى عليه بمنحه إقطاعيات من الأرض . والعبيد وكذلك المنح الذهبية ،رغم أنه كان من أصل متواضع ، ويشير إلى ذلك المكآفات المتواضعة التي كان يحصل عليها في بداته حياته ، وكانت الأراضى التي حصل عليها في مجاورة مسقط رأسه وكانت مساحتها ضئيلة .فمن هو ابن إبانا وما هى أعماله؟

أحمس بن إبانا كان رجلاً مهماً وقائداً في الجيش المصرى و يعرف اسمه بالمصرية القديمة " إياحمس سا إبانا" كان شخصية كبيرة المقام في البلاط الملكى في أوائل الأسرة الثامنة عشرة، و قد كان يحمل عدة ألقاب منها رئيس بحارة الملك و رئيس بحارة ملك الوجهين القبلى والبحري "-جسر كا رع- "أمنحتب الأول" و اطلق عليه حاجب الملك، عمل تحت قيادة الملوك سقنن رع الثانى وأحمس الأول وأمنحتب الأول وتحتمس الأول، وقد سجلت سيرة "أحمس بن إبانا" على جدران مقبرته بمدينة الكاب كما سجلت أيضا معلومات هامة عن الأسرة السابعة عشر و الأسرة الثامنة عشرة ومع حقيقة أن معظم مناظر المقبرة قد تم تهشيمها و لم يبق منها إلا مناظر قليلة ، إلا أنها تقدم لنا معلومات قيمة عن حياة هذا الرجل و من عاصرهم من ملوك ، منها منظر لأحد أحفاد أحمس المسمى "جر إرى " واقفاً أمام جده و منظر آخر لحفيد ثان اسمه "باحرى يرتل" مع زوجته صيغة القربان ، و كان الحفيدان يشغلان منصب رسام آمون ، و هناك منظر آخر لأحمس مع زوجته يجلسان على كرسيين و قد صوّر قرد أليف لديهما تحت الكرسى يمد يده مثل سيده لمائدة قربان تدل النقوش أنها أمامهم لكنها لم ترسم، و يمكننا معرفة حياته عن طريق جدران مقبرته ، ولد أحمس بن إبانا بمدينة الكاب وإبانا هو اسم والدته، وقد رأى والده يحارب الهكسوس فقرر ان يلتحق بالجيش المصرى بقيادة سقنن رع الثانى لمحاربة الهكسوس، وبعد مقتل سقنن رع تاعا الثانى وابنه كامس، استمر أحمس بن إبانا فى الجيش والقتال تحت إمرة أحمس الأول، وكان له دور بارز في معركة أواريس، وكان احمس معجبا ببراعته في القتال ومساعدته للجنود غير القادرين على التدريب بسهولة، كما شارك في حصار شاروهين وهى البلدة الموجودة في صحراء النقب أو قرب غزة الحالية التي تقهقر إليها الهكسوس

وتحت إمرة أمنحتب الأول حارب أحمس بن إبانا النوبيين ومنح الكثير من الذهب و العبيد لشجاعته في مقاتلتهم.

وخلال حكم تحتمس الأول شارك أحمس بن إبانا في حملة بحرية ضد قبائل النوبة في النيل، ثم لحق بعدها بتحتمس في حملة قام بها حتى وصل إلى نهر الفرات، ومنحه تحتمس لقب أمير البحر

ولقد ترك أحمس بن إبانا آثارا منها لوحة ذكر بها عد أعمال له وأيضا مكانة والدته

المراجع:

1. سليم حسن - موسوعة مصر القديمة ، الجزء الرابع ص 224 - 225

2. سليم حسن - موسوعة مصر القديمة ، الجزء الرابع ص 143 سليم حسن - موسوعة مصر القديمة ، الجزء الرابع ص 144

3. سليم حسن - موسوعة مصر القديمة ، الجزء الرابع ص 141