جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 01:08 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
التنمية المحلية تتابع تحسين مستوي الخدمات وتنفيذ مشروعات خدمية وتنموية بالمحافظات .. ”الدقهلية” ضبط ٨٨٦ كجم لحوم وكبده ودواجن مخالفة وغير صالحة بحملات تفتيشية بمراكز محافظة الشرقية رئيس جامعة القاهرة يصدر قرارًا بترقية 75 عضو هيئة تدريس في 18 كلية التنمية المحلية تتابع تنفيذ ”مشروعك” وتوفير رؤوس الأموال وفرص عمل للشباب بالمحافظات .. ”اسيوط” مواصلة تفقد وكيل التعليم بدمياط لسير العملية التعليمية بمدارس دمياط الجديدة وزير الشباب والرياضة يشارك ذوي الهمم بمراكز التخاطب في إفطار جماعي احتفالاً بيوم زايد الإنساني المجلس التنفيذي لليونسكو يصدر قرارا بدعم الدول أعضاء المنظمة لمبادرة AWARe لتقديم المساعدة الفنية للدول الأكثر تأثرا من ظروف الشح المائي وتغير... وكيل مديرية تعليم الدقهلية” تفقد سير العملية التعليمية بإداراتى ميت غمر وأجا” المحافظ ورئيس حزب الوفد في إفطار الحزب بميت فارس محاولات تحفيز وخصومات مختلفة من شركة بيبسي بعد مقاطعتها في مصر مدير التعليم الفني تفقد مدارس إدارة غرب المنصورة التعليمية البحوث الفلكية: الأربعاء 10 أبريل أول أيام عيد الفطر المبارك

راندا محمود تواصل الرحلة (٧)

راندا محمود
راندا محمود

أخطر درجات الوعى ما قبل الموسوى

دعوة الأنبياء لا تختلف من نبي لأخر ، لان هدف الرحلة هو الإرتقاء الروحى ، فالدعوة ثابتة لا تبديل أو تحريف فيها ، فلا يوجد تفسير أو فهم خاطئ لآيات القرآن الكريم ، لأن التفسير وفهم الآيات يتوقف وفقا لدرجة وعى كل شخص فهناك من يعتبره مجرد قصص قرآنى ، وهناك من يرتل قرآنه ليتحصن به فقط، ومن يعرف ربه سيعرف نفسه و يسقطه على واقعه لإنه يحوى قوانين الكون وآسراره بداخلك.

إستكمالاً لتدرجات الوعى بداخلك والتى تمر بها عبر رحلتك الروحية وذلك وفقا لقصص الأنبياء المذكورة بالقرآن الكريم نتطرق لآخر مراحل الوعى الإبراهيمى ما قبل درجة الوعى الخامسة "الوعى الموسوى "، وهم شعيب ، أيوب، يونس ، وجميعهم مراحل وعى داخلك تمر بها نفسك حتى ترتقى.

درجة وعى شعيب بداخلك ، شعيب هى مقام نفسك التى تحاول البحث عن النقاء ، وشعيب أى شُعب لا تحصى بمعنى تشعب وتشتت ، فعندما تكون مشتتاً لن تتمكن من قراءة الرسائل والإشارات الربانية ، أو تعرض عنها ، وقوم شعيب هم الأفكار الملوثة والمشوشة.

درجة وعى شعيب هى آقسى و أشد وأعنف المراحل ما قبل الوعى الموسوى ، فهى درجة سعيك لتوفيه ميزان نفسك داخلك ، فلن يستقيم الخارج إلا بإستقامة الداخل ، فالخارج يكون عالقاً فى الشرك والفساد لعدم إصلاح الداخل، لذلك الخارج يعارض مخططاتك بشدة ويستكبر فى الإستماع لك ، لذا يعاملك الخارج بالتهديد والوعيد عندما تدعوه باللين والشدة، الأمر الذى يتطلب اللجوء لترهيبه حتى يستقيم الداخل "وما أنا عليكم بحفيظ".

"ولا تنقصوا المكيال والميزان انى أراكم بخير وانى اخاف عليكم عذاب يوم عظيم " فالآية الكريمة لا تتحدث فقط عن المعاملات اليومية وعن البخس فى الموازين ، لكنها تتحدث باطنياً عن ميزان النفس وتوازنها ، وهى تحذير من عدم توازن النفس والذى قد يؤدى للوقوع فى بخس ميزان نفسك أى الوقوع فى شرك النفس، فعدم توازن الداخل سيؤثر على المحيط الخارجى. فى هذة المرحلة عند محاولتك تصحيح المسار الخارجى المحيط بك ستتعرض للتهكم والسخرية ، " وقالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد أباؤنا" ، فالخطاب هنا ساخر وهزلى من المحيط الخارجى عندما تحاول الدعوة للإستقامة الداخلية ، أى تتعرض للإستنكار من محاولاتك للإرتقاء. " إنك لأنت الحليم الرشيد " خطاب آخر ساخر ورسالتك هى أن عليك أن تتجاوز السخرية ، فقد تتعرض لسوء الظن والتهديد والوعيد والاستنكار، فهذا مقياس خاطئ لتقييم الأمور ، فتدخل فى دوامة الصراع ،والتى نتيجتها إستجلاب عذاب نفسك فى حالة إعراضك أو عدم تمكنك من قراءة الإشارات والرسائل . اما درجة وعى أيوب فهى تلى درجة وعى شعيب ، درجة وعى أيوب هى لإختبار صبرك على ما ستتعرض له فيها، فهى أشد قسوة من الدرجة التى قبلها ، بها صدمات وأمراض وفقدان و آلام، ونجاحك بها يتطلب الصبر والقوة حتى يتم تأهيلك للصعود لمرتبة أعلى روحانياً ، وتتطلب إنعزالك حتى يتم شفاء نفسك من أمراضها. " أركض برجليك هذا مغتسل بارد " تعنى قرآنياً السعى لداخلك حتى يتم تنقية نفسك وإتصالها ، فإذا لم تصبر حتى يتم تطهير نفسك فالعاقبة ستكون أشد وتعيد الكرة مرة أخرى ، و"إمرأة أيوب "هى نفسك الصابرة على الإبتلاء.

وآيوب هو الجهاز العصبى المتحكم بإرسال الإشارات الكهربائية للأجزاء المتضررة ، و "المغتسل البارد "يرمز له علمياً بالأشارات العصبية ، فالخلايا العصبية بها عدة ثقوب وكل ثقب مخصص لعضو واحد فى خلية النواة، وفى حالة عدم التركيز على الخلية العصبية نفسها أثناء إرسال الإشارات الكهربائية سيحدث خلل بالجهاز العصبي وبسبب الأمراض السرطانية.

اما بالنسة لدرجة وعى يونس وهى مرحلة أقسي من سابقتيها ، ونجاحك على تجاوزها سيمكنك من الإنتقال إلى مرحلة الوعى الموسوى بأمان ، حيث ستدخل فى الهم والحزن والألم وسيحدث صراعات داخلية بسبب ظلمك لنفسك ، والحوت المشار إليه فى القصص القرآنى هو عقلك وما يحتويه أفكار مظلمة لا فائدة منها والذى يتسبب فى كل ضيق وكرب تمر به، حيث يتم سجنك فى بطن حوتك أى فى عقلك لإعادة ولادتك من جديد وذلك بعد حدوث ثورة داخلية وقيام عقلك بلفظ كل الأفكار الهابطة والتى تسببت فى سجنك ، حيث قد تفكر فى عودتك مرة أخرى لما كنت عليه من هبوط وإنسان ناسي غير متذكر . فاليأس فى درجة الوعى هذة عاقبته السجن فى داخل نفسك ، حيث يؤدى إلى أن يبتلعك الحزن والخوف بسبب تسرعك وإستعجالك وحكمك على الأمور من منظورك فقط وعدم قراءتك للإشارات ورسائل الله التى يكلفك بها ، وقيامك بإكراه الخارج على الإصلاح وتصحيح المسار من خلال صراعك بين الداخل والخارج.

"تنبذها بالعراء" أى بالتشتت والألم والحيرة وجلد ذاتك فى هذة المرحلة لفقدانك لأية حيلة بسبب ضعفك وعدم قدرتك على مواجهة صراعات نفسك ، وعندما تتذكر الله وتندم على ما إقترفته من ظلمك لنفسك وتعترف بذلك وتصلح داخلك يساعدك الله حتى تتحرر من سجن الضلال والوهم والحزن والحيرة ، "اليقطين "هو تحكمك بزمام أمورك من أجل إرتقاءك حتى تقترب من النور .