محمد الأشقر يكتب: سندريللا.. والامير

سندريللا.. والامير.
سندريلا.. جاءت الي
حافيه القدمين
حزينه.. باكية.. باهته العينين
قالت لي.. بصوت تملاه الدموع
ماعدت اصدق الامير
ماعدت أحب الامير
ماعدت اعشق الامير
تركت اثوابي.. واحذيتي
في القصر الكبير.
هذا القصر.. حلمت يوما
إن اطوف حول اسواره
أو إن اسكن أحدي اشجاره
هربت يوما من كوخ الدجال
والساحره العجوز.
أمي حكت لي..
قصة أهلها الذين طافوا
حول تمثال كبير
لمده ثلاثين عام
ثم غضب الابناء
فسقط التمثال بعد
عشره أيام.
وصب الجميع اكوام
من اللعنات علي التمثال القديم.
...... .... ..... ...
فرح الجميع.. رقص الشباب
قال المحرومون.. والبسطاء
هناك فجر جديد.
وما إن صلي البسطاء
في المسجد والكنيسه
ركعتان شكر للإله.
حتي اختفي نور الصباح
سرقه دجال ومعه
ناس كثيره..
من أهل القريه
ومن الجيران
ومعهم ناس غريبه.
استمر الحال عامين
القرية.. ترقص علي
ايقاع الطبول.. يسار ويمين.
ثم ظهر في الافق
شعاع نور.. علي جناحي
نسر وصقور.
فرحت.. و بجلباب قديم
وحذاء مثقوب
هربت من الكوخ
وسحر الدجال
ووقفت في ميدان كبير
انادي النسور
إن تجعل من الميدان
حديقه للأبناء.. واسراب اليمام
وعد النسور.. إن يكون الامر
عدل.. حريه.. رخاء للبسطاء
عند باب القصر
وفي الزحام
ضاع مني الحذاء المثقوب.
لكن بعد عام.. في المساء
في حفل كبير بالقصر
تم دعوتي للحضور
واهداني الامير
فستان جميل.. وحذاء جديد
فرحت.. رقصت.. شربت
حتي إشراقه الفجر.
انفض الحفل والجمهور
وتم وضع فرقه الدجال
في السجون.
وسكن الامير.. القصر الكبير
وسكنت أحدي قاعاته
مرت شهور قليله..
وبدأ دق القضبان والاسوار
حول سور القصر
سور خلف سور.
...... ...... ..... .....
بدأت الشمس تغيب
وامتلا الهواء بالدخان
وهجرت أسراب اليمام
اعشاشها في الميدان
وصار الغناء
هو مايطرب الامير
وحاشيه الامير.
وأي عزف لايعجب الامير
هو نشاز.. أو تابع للدجال
خاف الشعراء... والعازفين
خيم الصمت.. الخوف
علي الشارع.. و المسرح الكبير.
لسع الغلاء
جباه الأطباء.. المهندسين
المدرسين.. وكل شرطي أمين.
العمال... الفلاحين.
وغرق البسطاء في
قاع النيل.
صار السفر.. هو الحلم
ومراكب الموت
هي الامل المنشود
هو هروب من النار
إلي الجحيم..
كرهت القصر
قاعاته.. اسراره
هربت ذات ليله
عبر بوابه خلفيه
ساعدني شاب اسمر
وسيم.. يلمع علي كتفه
ثلاثه من النجوم الذهبيه
هربت بفستان بسيط
وحذاء غير مثقوب.
لكن هناك ثقوب وندبات
في قلبي الحزين.
ماعدت اعشق الامير
ماعدت احب الامير
ماعدت اصدق الامير
لدي فقط له بعض
تقدير واحترام
إن عاد الهواء بلا دخان
وتم رفع الاسوار والقضبان
وعادت أسراب اليمام
تحلق اعلي الميدان..
وعاد للفم طعم الطعام.
دون ذلك..
ماعادت سندريللا.. تصدق الامير
بقلم.. أحد عشاق سندريللا.. محمد الأشقر 15/9/2019