جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 06:24 مـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
مصر تستضيف المؤتمر الأول فى الشرق الأوسط للتوعية وعلاج مرض انحلال الجلد الفقاعى وكيل تعليم الغربية يعقد الاجتماع الدوري بأعضاء مجلس الأمناء والآباء والمعلمين بالغربية وكيل وزارة التربية والتعليم يفتتح معرض ختام الأنشطة بإدارة التحرير التعليمية ” صور ” بدء تجهيز الكوادر لانتخابات المحليات ومجلس الشيوخ “التخطيط” و”النيابة الإدارية” يطلقان برنامج ”تنمية مهارات الحاسب الآلى” محاضرات توعوية لزيادة الوعي لدى العاملين بمستشفيات جامعة الإسكندرية حملة مكبرة لإزالة الإعلانات المخالفة العشوائية بدمياط إطلاق سراح بعض الرهائن المختطفين من على متن 3 حافلات فى مالى الرئيس العراقي يؤكد أهمية تعزيز العلاقات مع أذربيجان في جميع المجالات مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي يكرم الناقد العراقي مهدي عباس 10 توصيات مهمة.. وزير العدل يختتم فعاليات مؤتمر الذكاء الاصطناعي رسالة مهمة توجهها هيئة الدواءحول الاستخدام الأمثل للدواء

نهي جلال تكتب: رسائل كونية

هل شعرت يوما أن الكون يحدثك ويريد إخبارك شيء ما!!! هذا ما يحدث معى دائماً.. تصلني رسائل الكون.. عصفور الصباح يدق على نافذتي كل يوم .. ورق الشجر المتساقط يخبرني أشياء أحيانا.. حلم غامض وأرواح أشخاص قد سافرت منذ زمن .. أسمع أصوات هذا الكون وهو يحدثني.. أصوات غاضبة وأحياناً صوت مرتعش وخائف ومرات يأتي لى الصوت باكي!!! .. رسائل قادمة لى .. تعلمت فك الشفرات أصبحت ماهرة..

مازلت على سجية الأطفال.. أعيش خيالاً وعالم أسطوري .. يتهيأ لى أن حياتى فصل من ملحمة أسطورية.. سجية الطفلة يتهيأ لها أن عرائسها تحدثها !! وأن القمر يتحرك معها حين تتحرك هى !! ويقف عندما تقف!! أنه أمر مذهل بالنسبة لى.. يجعلني اسرح كثيراً وأبتعد أكثر .. اتخيلني أصعد وأنا أرقص عارية تماماً على نغمات موسيقية هادئة.. أمسك قمراً.. أرى أسماك تطير من حولى .. أفهم لغة الحيوانات ونتحدث سوياً حول أمور كونية .. مازلت على سجيتي.. سجية طفلة.. ولا يخجلني هذا..

تمنيت لو أنى استطع القفز على السنين.. وأضم كل دوائري لصدري.. أحملها إلى عالم آخر مكان آمن.. تمنيت أن أكون طائر واستطع الطيران عالياً.. تمنيت أن أكون سحابة هادئة وأحياناً غاضبة.. ومرات باكية.. مازلت على سجيتي.. ليس لى أحد أبوح له بأسراري سوى هذا الفضاء الواسع ..

لم تعد تخيفني تلك النظرات المبطنة بالخباثة.. ولن امكث فى دائرة أحد بعد الآن.. لست سجينة الدوائر.. نعم، ثمة صراع لا استطع النزول بعد الصعود.. ولادات كثيرة تمت فى الأعلى ومازلت أحمل إلى الآن وأضع مولودي .. أبكي وأصمت.. أحزن وأفرح.. أخاف وأطمن .. ثمة تناقضات كثيرة.. إنها الولادة وما بعدها..

بنيت بيتاً فى عالمى وأنتهيت منه.. وضعت آخر لبنة وأنتهى كل ما يربطني بالأرض.. فى قانون عالمى أسمح للسمك أن يطير.. والأشجار أن تتحدث.. مازلت على سجيتي.. سجية الطفلة..

دفنت أحزاني في أعماق قلبي.. رتبت كل شيء للرحيل.. أصبحت الأمور على مايرام الآن.. رتبت رحيلي بهدوء.. أخذت أخر قشة من عشي الأرضي.. ووضعتها فى لون زاهي وصرت أرسم كل يوم دائرة.. بدى لى العالم كله دائري يتسع ويضيق.. ولم أعد سجينة.. أنا من يرسم الدوائر كلها .. كان هذا نتيجة حتمية.. أنها نهاية كل مخذول..
لم أعد أحمل توقعات.. صرت أحمل دوائري وأغادر.. اتقنت فن الترحال.. أخيم هنا قليلاً.. ثم أخذل، فأغادر.. أذهب مودعة كل الذكريات.. بدى لى الأمر فى بدايته غاية في الصعوبة.. ولكني سرعان ما أعدت الأمر ووجدته فيما بعد غاية فى المتعة.. عندما لا أجد الولاء.. أحمل دوائري كما تحمل الأم رضيعها وأغادر.. صرت أتقبل كل دائرة مني.. بنيت جسور بينهم.. أخذت رحلة تقبلي فترة من الزمن.. لا مفر من وجود بعض الدوائر السلبية.. فهى تعيش معى وأعيش عليها أحياناً .. أدركت مؤخراً لا شىء يستحق كل هذا العناء..
الولادة..