جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 03:50 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
كمامات بـ4 ملايين جنيه.. إحالة 3 مسؤولين بمستشفى الشيخ زايد المركزي للمحاكمة تعطل عمليات السحب والإيداع بماكينات البريد خلال ساعات مركز خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة دمنهور يعقد فعاليات اليوم الأول لدورة التحاليل الطبية خبير اقتصادي: مؤشرات البورصة المصرية حققت أداءا جيدا الفترة الحالية تكليف سمير البلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة مدبولي ..الاسعار ستأخذ مسارا نزوليا بدأ من الاحد القادم التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر خلال القافلة التنموية لجامعة دمنهور جامعة دمنهور تطلق مشروع لانتاج نواقل خلوية نانوية الحجم من النباتات العضوية (FarmEVs) جامعة دمنهور تحتفل بيــــــوم التراث العالمي استكمال رصف فرعيات شارع الجمهورية بحوش عيسى بتكلفة إجمالية 4 مليون و 500 ألف جنية وزارة الصحة بالشرقية يتابع الخدمات الطبية بمستشفى الزقازيق العام المخرجة السويسرية «عايدة شلبفر » مديرا للأفلام الروائية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي

محمد خليفة يكتب: المصريون القدماء ليسوا فراعنة !

الكاتب الصحفى والباحث التاريخى محمد خليفة
الكاتب الصحفى والباحث التاريخى محمد خليفة

وصف الفراعنة الذى اطلقه البعض على المصريين، جاء ظلماً وعدواناً على أصحاب حضارات متعددة من ملوك وأمراء وشعوب منذ آلاف السنين قبل الميلاد، فقد ملأت شهرة حضارة المصريين القدماء الأرض طولا وعرضًا، تارة باسم الحضارة "الفرعونية" وأخرى بـحضارة وادي النيل، غير أنّ محاولتى مؤخراً البحث عن أسرار وحكايات هذه التسمية جاءت عبر أصوات بحثية بدأت مؤخرًا تجرد هذه الحضارة من شقها الثانى " الحضارة الفرعونية"، فقد استندت لآيات القرآن الكريم، وقبله ما جاء من خلال النصوص المنقوشة على المعابد المصرية القديمة التى أكدت أنّ المصريين القدماء ليسوا بفراعنة! .. فمن المعروف أنَّ كلمة "فرعون" في الحضارة المصرية القديمة ترتبط باسم شخص بعينه وليس لقبًا، وهو فرعون موسى المعروف فى القرآن الكريم وهو الدليل الذى بين يدىَّ كما جاء على لسان الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوى الذى قال أنّ فرعون الذى زامن عصر سيدنا موسى عليه السلام كان اسمه فرعون وليس ملكاً من القدماء المصريين كما ينتشر بيننا، ولكن كان من البدو الجبارين الذين يطلق عليهم الهكسوس، وحكم قطعة من مصر وطردهم الملك أحمس مؤسس الأسرة الثامنة عشرة، اعتلى عرش مصر سنة 1550 قبل الميلاد . وكما سبق وقلنا أنَّ الكلمة التى تطلق على القدماء المصريين ووصفهم بالفراعنة من الأخطاء الشائعة فى التاريخ ونشرها اليهود لكى يلصقوا بالقدماء المصريين تهما باطلة كما أنَّ كلمة "برعا" التي ظهرت في عصر الأسرة الـ18 بداية من عصر الملك تحتمس الثالث تعنى البيت الكبير هى اسم وليس لقب.إذاً لماذا كل هذاالخلط؟ هل تعرفون أنَّ كلمة pr c3" " التي تم العثور عليها داخل الخرطوش الملكn في كثير من المعابد، تعنى "برعا" أو "فرعون"، في حين أن الاسم فقط في الحضارة المصرية القديمة هو الذى يكتب داخل الخرطوش وليس اللقب. هذا دليل قوى على أنّ المصريون القدماء ليسوا فراعنة. وهناك دليلا آخر يؤكد أن فرعون اسم وليس لقب، أستند فيه إلى أنَّ ملوك مصر القديمة اتخذوا ثلاثة ألقاب منذ عهد بداية الأسرات، ثم أضافوا بعد ذلك لقبين آخرين لتصل إلى خمسة ألقاب ليس بينها "برعا أو فرعون" والألقاب الثلاثة كان أولها "الحورى"، الذى يؤكد صلة الملك بالمعبود حور "حورس"، ويجعله وريثاً له وحرص الملوك منذ البداية على كتابة اسمهم الحورى داخل صورة واجهة القصر يعلوه المعبود حورس.
أمّا اللقب الثانى فهو "النبتى" فيه يتصل الملك بالربتين الحاميتين القديمتين نخبت "نخابة" حامية الصعيد أو مصر العليا، ويرمز إليها بأنثى العقاب، وواجة "واجت" حامية الوجه البحرى والتي رمزوا إليها بالحيَّة.
ثم اللقب الثالث وهو "النسوبيتى" يؤكد صلة الملك بالشعارين المقدسين القديمين "سو" شعار مملكة مصر العليا أى الصعيد وهو نبات البوص أو الخيزران، و"بيتي" وهى النحلة شعار مملكة الوجه البحرى أو الدلتا أي مصر السفلى. وفيما يرتبط باللقبين الآخرين فهما "سارع" اسم أو لقب يعنى أن الملك هو ابن لإله الشمس رع، و"حور الذهبي" وهو خامس الألقاب الملكية، وتلك الألقاب الخمسة هى التى تلقب بها حكام مصر منذ بداية الأسرات وحتى نهاية التاريخ المصرى القديم. كل هذه الأدلة تؤكد مرة أخرى أنّ المصريين ليسوا فراعنة ، فهل آن الآوان للحكومة ممثلة فى وزارات التربية والتعليم والتعليم العالى والسياحة والآثار تصحيح هذه الأخطاء من خلال المناهج التعليمية والمطبوعات السياحية وكتب الآثار التى يتم تدريسها للطلاب؟
فقد ورد اسم فرعون فى القرآن الكريم مع أسماء أشخاص آخرين، فالنبى موسى عليه السلام توجه برسالته مخاطباً ثلاثة أشخاص أحدهم اسمه فرعون والثانى يسمى هامان والثالث اسمه قارون، وفي الآية 104 من سورة الأعراف "وَقَالَ مُوسَىٰ يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ"، فلو كان فرعون لقبًا لقال موسى يا أيها الفرعون مثلما قال يوسف «يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ" ورغم مجيء الأنبياء إبراهيم ويعقوب ويوسف عليهم السلام لأرض مصر ومعاصرتهم لحكام في عصورهم إلا أنَّه لم يطلق على أى من هؤلاء الحكام لقب الفرعون، فالحاكم الذى عاصر إبراهيم عليه السلام أطلق عليه "الملك"، والحاكم الذي عاصر يوسف عليه السلام أطلق عليه "الملك" في خمسة مواضع. وهناك أيضًا العزيز، بينما الحاكم الذى عاصر موسى عليه السلام أطلق عليه فرعون فى القرآن الكريم بدون الألف واللام فى إشارة واضحة إلى أنه اسمه المجرد "فرعون" وليس لقبًا. إذاً الفراعنة الحقيقيون الذين وصلوا لمصر من وسط آسيا – هم الهكسوس فالنصوص ونقوش المعابد وأوراق البردى تقول إن الفراعنة ليسوا هم المصريون وإنما الحضارة هي حضارة قدماء المصريين..
وأخير نستطيع من خلال هذه السطور طرح هذه القضية على علماء الآثار والمؤرخين المتخصصين لإنهاء هذا النزاع الأزلى!
[email protected]