جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 06:01 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
كمامات بـ4 ملايين جنيه.. إحالة 3 مسؤولين بمستشفى الشيخ زايد المركزي للمحاكمة تعطل عمليات السحب والإيداع بماكينات البريد خلال ساعات مركز خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة دمنهور يعقد فعاليات اليوم الأول لدورة التحاليل الطبية خبير اقتصادي: مؤشرات البورصة المصرية حققت أداءا جيدا الفترة الحالية تكليف سمير البلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة مدبولي ..الاسعار ستأخذ مسارا نزوليا بدأ من الاحد القادم التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر خلال القافلة التنموية لجامعة دمنهور جامعة دمنهور تطلق مشروع لانتاج نواقل خلوية نانوية الحجم من النباتات العضوية (FarmEVs) جامعة دمنهور تحتفل بيــــــوم التراث العالمي استكمال رصف فرعيات شارع الجمهورية بحوش عيسى بتكلفة إجمالية 4 مليون و 500 ألف جنية وزارة الصحة بالشرقية يتابع الخدمات الطبية بمستشفى الزقازيق العام المخرجة السويسرية «عايدة شلبفر » مديرا للأفلام الروائية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي

محمد فياض يكتب: إستراتيجية الشتائم.. وقُبح الملفات

كثيرةٌ هي التشابكات والتعقيدات التي تحكم الملفات الإقليمية والدولية.ولم تكن بجديدة علينا في السنوات الأخيرة بقدر ماأفصحت جهات دولية عن حقارة مقاصدها العلنية.وبُح صوتنا_ ونحن ننادي في صحراء طناش الأنظمة الحاكمة في بلادنا_ لعشرات السنين مضت أن ملف العلاقات الدولية بحاجة إلى مراجعات موضوعية وجادة لجهة الأطراف الدولية التي تقف على الطرف الآخر من العلاقة.ورددنا مراراً ندعو إلى حتمية السعي لجهة التخلص من العلاقات الخاصة.حيث قناعتنا أنه لاوجود في الواقع لثمة ما كانت لعشرات السنين تسمّيه حكوماتنا العلاقات الدولية والإستراتيجية الخاصة.والتي قفذت من محتواها ومقاصدها .فصارت خاصة وبين حاكم هنا ونظام هناك.بما ألجم السعي الجمعي العربي لجهتين..الأولي الحصول على حل عادل لقضايانا العربية والقضية الفلسطينية.

والثانية تحقيق المصلحة العامة الحقيقية للشعوب وحقها في ثرواتها وماتفرضه وفرتها الهائلة من استحقاقات التقدم والرفاهية...لكن أحداً من الحكام إلتفت إلى أفكارنا أو حتى إفتتح فصلا من فصول الحوار الوطني الجاد والتعامل مع مخرجاته لاعتبارها إرادة شعب.

اللهم إلا بعض من دعوات للحوار الوطني أطلقها الحاكم في مصر بُغية تجميل ملف العلاقة بين نظام الحكم والجماهير كمسحوق لالون له ولارائحة من مساحيق الديموقراطية.فيجتمع النخبويون على اختلاف مشاربهم السياسية..ويُصدرون توصيات نتائج الحوار لوضع الحلول للأزمات المختلفة..لكن الحاكم_ مبارك_ كان يتعامل مع النتائج بطريقة واحدة ووحيدة_ وفق تقارير جوقة حكمه_ ..يقول للأحزاب السياسية والقوى الوطنية: شكر الله سعيكم وٱدي حال الحوار.

لماذا؟ .

فقط لأن العلاقة الإستراتيجية الخاصة بين مصر الكامب وبين الولايات المتحدة الأمريكية لاتسمح للشعب بثمة دور أو رأي أو حق من الحقوق.مادام الحاكم يلبي الأجندة التي تستند إلى وضع أمن إسرائيل في قلب كل الخطط الداخلية والسياسة الخارجية.

لكن الأدوار تتطور وتنتهي فصولها القديمة ونصل إلى مايمكن تسميته ثورة ضد الثوابت الوطنية في بلادنا وحتمية إعلان الكفر الممنهج لكل ما هو وطني لتصبح الدولة الوطنية بحدودها القطرية المتعارف عليها عقبة في طريق خطط ومطالب الصهيونية العالمية وأدواتها.ولأن الغرب يعرف تماماً حقيقة المُقدس الوطني والذي مازالت الشعوب العربية الحية تعتبره ركيزة أساسية للوصول إلى القومي الذي إستودعت الصهيونية والإمبريالية العالمية تجربته الناصرية في تابوت التاريخ وأقسمت برأس جورج بن واشنطن وتيودور هرتزل وبن جوريون ألا يتم بعث التجربة وألا يتم السماح لمعطيات حدوثها مرة أخرى.

فكانت الإستجابة الأمريكية لنصيحة الرياض بحتمية إعتداء عاجل من تل أبيب على مصر وسورية في 5يونية 67 للمخاطر الناصرية القومية المشتركة على المملكة وإسرائيل.لتأتي مصيدة كامب ديفيد ويدخلها منتشياً الأستاذ أنور السادات.

وبدأ من يومها تكسير مفردات وأضلاع الدولة القطرية والوطنية.سياسات الإفقار وتجريف الوعي وتسطيح المفاهيم ووضع تعاريف مغايرة الثابت عنها في الذهنية الوطنية.مثل العدو..الحدود..الجيش..الحرية.. الإستقبال ودواعيه..كل شيء تبدل.

وصارت البدائل المتاحة هي أفضل مافي جعبة الأنظمة وصنعت إعلاما يتولى تسويق المنتجات الرئاسية.مثل دخول الرئيس إلى الحمًام والخروج منه بسلام..أنواع الرياضة التي يفضل ممارستها في الصباح..لقاءات السيد الرئيس بالضيوف ومٱدب الغداء والعشاء.. العلاقات الإستراتيجية الخاصة بين الرئيس ونظيرة..ومن أجل مصر.

ولم يعد الإعلام يقدم للشعب ممارسات الحكم للملفات الإقليمية والدولية ذات الشأن.في قضايا الأمن والإقتصاد وحقوق السيادة وماتستلزمه حال الإقتراب منها من تعبئة كل الطاقات بالمطلق للذود عنها ولو بالحرب المسلحة.

بالعكس.وعلى النقيض تماماً باتت مفردة السيادة الوطنية من محرمات الورود في أي حديث عام أو حتى خاص..خاص على طريقة الخاص الإستراتيجي .

..تكسرت كل الثوابت ولم يبق سوى المقدس الأخير..

المانع الأخير..الجيش.

وبرغم اصطياد المخابرات المركزية وشريكاتها لمجموعات من الشباب في بلداننا..وتم جلبهم في دورات تدريبية بمعرفة أنظمة الحكم ومشاركات من أحزابنا الحاكمة حزب السيد الرئيس .تمت لأكثر من ربع قرن بعثات شباب أمتنا إلى المعهد الجمهوري والمعهد الديموقراطي في الولايات المتحدة الأمريكية.وبالقطع واليقين لم يكن يتم إختيار شباب من الفصيل الوطني المحصًن سياسياً وفكرياً ضد التجنيد للعمالة لدى المشروعات الكبرى والإستراتيجية أيضاً ضد الدولة الوطنية..بل وبعمدية الواعي لما يفعل كانت الدولة الوطنية ترسل توافه الحالة الشبابية في بلادنا.

وأعلنوا علينا وبمناسبة الإعتداء الصهيوني على لبنان أنه قد حال موعد الفوضى الخلاقة.

لكن الإدارة الأمريكية التي أرادت الإنتقال بفصول الهزيمة العربية وهدم جدار الدولة الوطنية بمفهومها..كانت تدرك أن مافعلته الأنظمة العميلة عبر عشرات السنين في التعليم والإعلام والإقتصاد لم يكنس كل تجليات المفاهيم الراسخة من الذهنية الجمعية للشعوب..فابتدعت الثورات وأسمتها الربيع العربي.ورأت أن حالات الإنسداد السياسي في العواصم وتجريف الوعي العام يصلح معه الآن أن يقوم الشباب بالثورة تحت ضغوط القهر الإقتصادي وحالات الزواج العرفي الشاذة بين السلطة والثروة والسقوط الطبقي الحاد وٱلاف الغرقى سنوياً من الشباب في البحار والكبرى بحثا عن العمل وتقزيم ماهية الوطن واحتقاره لدى الأغلبية المسحوقة لصالح أقلية طفيلية مرفهة.

كل هذا أنتج ضرورة تحضير عفريت الثورات العربية..والٱن .

وتوزعت الأدوار..كلها عربية أيضاً.من التغطيات الإعلامية عالية الكلفة إلى التمويلات الضخمة..دفعتها أنظمة موعودة بعدم إطلاق شرارة الثورة إلى ممالكها وسلاطينها وإماراتها.

وكان منطقياً الحفاظ على هذه البلدان دون ثورات الربيع..فقد كان لها ربيع مختلف يتقاطع في مصالحه مع الربيع الصهيوني ومصالح تل أبيب.هذا من ناحية..ومن الأخرى أن هذا الربيع لجهة إسقاط الجيوش.

وتلك الممالك لاتحوذ جيوشا.لأن الجيش في المفهوم الصهيوأمريكي هو الجيش العربي الذي يقف حجر عثرة في طريق خطط التوسع الإسرائيلي ويطور من إمكاناته لجهة حرب قادمة يتم الإعداد لها بجدية ضد تل أبيب لهدف مقدس تعي هذه الجيوش أنها وُجِدت لتحرير الأرض العربية من الإحتلال وتنبني عقيدتها العسكرية على هذا الثابت.

ولم تخطيء إدارة مشروع الفوضى طريقها.فالجيش العربي متواجد في مصر وسورية والعراق.أما العراق وقد نفضت واشنطن يدها لتوًها من المهمة.فكانت مصر وسورية هي أرض الربيع العربي الذي يتقدم لقيادته ثلة من الشباب الذي لم يشتغل بالسياسة لساعة واحدة.ولم ينتظم في حزب سياسي حقيقي ومعارض جاد لسياسات الحكم الذي يرفضه ويبحث عن تغييره.بل لم تشارك مرة هذه الثلة في الإنتخابات العامة ولم يتم ضبطها متلبسة قبل يناير في جلسة سياسية.

ومارست ٱن باترسون دورها باحتراف وأعلنت بفجاجة أنها أنفقت على الثورة المصرية في 18يوم أكثر من 45مليون دولار.

الثائرون دون معطيات تولي الدعوة للثورة..دون تستيف ثقافة رفض الحكم والرغبة في تغييره والتي تنتقل من مجرد رغبة إلى حتمية مُلحّة حالّة وعاجلة بما يفترض وجود منهج وخطط ومشروع ثوري وفلاسفة ثورة..لكن الحاصل لم يتجاوز الأجندة..فقط ثوروا..اهدموا..ولايفكر أحدكم لا في البناء ولاكيفيته..لأن المشروع جاهز.تولية الثيوقراط وتسليحهم لممارسة تفكيك الدولة الوطنية والوسيلة خوض حروب طويلة مع الجيش العربي في مصر.

أما الجيش العربي السوري فكان المعتقد لدى إدارة المشروع أن مجموعة أو بعض المجموعات من المرتزقة تكفي لإسقاطه في عدة أسابيع.وقد خرج أوباما وقال لشعبه:ثلاثة أسابيع ويسقط الجيش العربي ويسقط الأسد.ووعد شعبه أنه _ أوباما_ لن يرسل أبناء الأمريكان للحرب هناك فليحارب أبناء المنطقة والمرتزقة وبخزائن النفط.

...ومن فور استعادة الجيش في مصر للدولة.ومن فور قناعة الولايات المتحدة الأمريكية لاستحالة هزيمة الجيش العربي في سورية واستحالة إسقاط الأسد.اعتمدت واشنطن استراتيجية جديدة للحرب.استيراتيجية الشتائم.واعتمدت لها منصات في اسطنبول وفي الدوحة وفتحت لها مخصصات مالية ضخمة من عوائد البترول.

حقيرة هي الوسائل والغايات.لكننا في مصر لم نعتمد فلسفة سياسية أكثر حكمة تتبلور في إعلام حقيقي يقدم من منصاته كل الٱراء لحكم يجب ألا يستمع لغير صوت المصريين خاصة في توجيه إقتصادهم وأولويات إتجاه العربة .بدلا من الإتيان بصُنّاع استبداد مبارك ومصمّمُوا تابوت تحنيطه خارج مدارات الحاجات الشعبية المصرية ولاطمو الخدود حزنا على الرجل حال خطابه يطلب من الشعب إمهاله الستة أشهر.ثم كانوا أول من قدموا عرائض فساد مبارك للنائب العام.هل من المعقول أن هذه الجوقة تصنع إعلاما مغايرا عن إعلام صناعة المستبد ورص الشعب في جانب كراهة الحكم..؟!

وهاهو المدعو محمد علي يمارس بذاءاته من منصة أوروبية.وتبغضه الناس ونكره ذلك..لكن هل كان من المفترض أن يأتي رد الحكم في مؤتمر الشباب بما يلبي مادة خصبة لكارهي مصر يمارسون احترافهم من منصات إعلام الخارج.؟!

هل عقمت مصر من دون بكري وموسى ومن على شاكلتهم..يارئيس مصر إن كنت جادا في البناء.

فعليكم بمعطيات البناء وليس معطيات الهدم..مصر تستحق إعلاما مغايرا جادا مثقفا وطنياً ومحترفا..فنّا راقيا يبني أمة يليق بها أن تنهض وتكنس غباوات حقب مضت من صناعة البطل الشعبي السفاح البلطجي القاتل المنتهك الأعراض الديوث .

طَرَبَا وغناءا يحمل أهداف المرحلة من الصمود والقدرة على خوض غمار التحدي..إن أردنا.

تحتاج مصر أن تكتب خطة العودة إلى الدور الإقليمي والدولي اللائق .أن توجه إقتصادها..أن تحدد أولوياتها..أن يكون الكاتب للخطط والمدير العام لمشروع نهضة مصر..الرئيس.مدركا أن الأوطان لايمكن بناؤها بالخرسانة المسلحة..والمشروعات القومية التي أدخلتها نخب فاشلة مأجورة عميلة بامتياز لايمكن أن يكون مكوناتها الزلط والرمل والحديد المسلح.

الوطن ياحكام مصر يبنيه المصريون بإبداعاتهم وهي كثيرة أنضجت العالم.في التعليم والصحة.وبناء قلاع صناعة وطنية حقيقية تتولاها الدولة وليس السماسرة.

نريد بناء حائط فولاذي في بلادنا يحمينا ويحمي أولادنا وبناتنا وسيداتنا من إستيراتيجية الشتائم التي قررها أعداؤنا واصطادوا من بيننا من يمارسونها من منصات أجنبية مصونة لاتمس ..ونحن ننزلق لبئر الشتائم المتبادلة..وليتفرغ الوطن حكومة وشعبين.. نظام حكم يرد على الشتائم عبر أبواق إعلامه الفاشل .وشرذمة لن تنتهي عند محمد علي ستمارس أحقر ألفاظ الشتائم والبذاءات التي تطال الأعراض والتلميحات القذرة لتلهب حمية فريق إعلام الدولة وتثير شذوذ شهيتهم لابتداع مايليق بالرد..ولينقسم الشعب إلى شعبين.أحدهما يشمت والثاني يدخل مدارس البلطجية وأرباب السجون ليتعلم احتراف الشتائم والتعرف على الجديد منها..

وكلاهما الشعبين يتلقى التراشق اللفظي عبر الشاشات داخل البيوت التي يريدونها أن تتحول إلى حظائر..

وكل الشتامين على جانبي حلبة الاستهداف وفق إستيراتيجية جديدة تصوب في قلب المقدس..الجيش.

لجهة تحقيق العدو باستيراتيجيتة خلع قداسة الجيش المصري من قلوب المصريين وإعادة النظر في المسألة من دافع الاستفادة المادية العاجلة بما يؤسس لجهة عزل الجيش واحتقاره.

هنا يسهل سريان السكين في الجغرافيا الوطنية المصرية .

ونرى أن كل الفرق..المدافعون عن إستيراتيجية الشتائم التي كتبها العدو وابتدعها.والمدافعون عن الرئيس.بل والرئيس المدافَع عنه لايقيمون للمخاطر وزنها المفترض.حتى بات طرح الملفات.. التعليم.الصحة.حقوق أصحاب المعاشات.احترام أحكام القضاء النهائية وتنفيذها..الحق في التعليم الجيد.الصحة.والحاجة لبناء المدارس والمستشفيات الأميرية.. المياه النظيفة..جدية إختبار القيادات..جدية محاربة الإرهاب فكرا ..

نرى_ بصدق ومن أجل مصر_ أن مايتهددنا الٱن إعتماد إستيراتيجية الشتائم وقبح الحكومة وهي تتعامل مع هذه الملفات.