جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 10:02 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محمد خليفة يكتب: « الدنجوان » حاجة كدا قلة أدب!

محمد خليفة
محمد خليفة

تتعالى أصوات الشباب وتتناحر للفوز " بموزَّة " كما يطلقون هم عليها، وفى الآخر يطلع نقبهم على شونة "حاجة كدا قلة أدب" ... الشباب من الجنسيين أصبحوا فى حالة توهان ونكد كمان، فمعاكساتهم للبنات أصبحت جريمة تهدد المجتمع، وغلاء المهوروالمغالاة فى تجهيز بيت الزوجية وغياب القدوة وسوء التربية، احد أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة خاصة فى ريفنا المصرى وداخل القرى على وجه الخصوص وعلى رأسهم مدخل قريتى " قورص"

هكذا هم بعض الشباب المتسكع على النواصى والطرقات، يعاكس بنت بلده اثناء ذهابها للجامعة أو عودتها، ففى الراحة والجاية يسمعها ألفاظاً جارحة دون مرعاة لظروفها أو حيائها، فالشباب لديهم مبراراتهم العبيطة ،فنهم العاطل ومنهم من لديه فراغ لا يحسن استغلالها، ومنهم البعض الذين لم تحسن عائلتهٌم تربيتهم منذ طفولتهم، والغريب أنّ هؤلاء القلة تناسوا أنّ البنت التى يعاكسها قد تكون قريبته ، فهو لا يعرفها، فغياب صلات الأرحام جعلت البعض لا يعرف أقاربه أو حتى بنات قريته، فالبعض فى حالة توهان وهزيان، وقد يكون تعاطى المخدرات وراء هذه الجريمة الأخلاقية فى القرى والمدن، وايضاً غياب التربية "الفلاحى" التى نعرفها فى الزمن الجميل الفائت، وغياب دور المساجد ورجال الدين،

ومن هنا اناشد إمام الدعاة فى قريتى فضيلة الشيخ طارق عبد الوهاب إمام المسجد الكبير التدخل معنا لوقف هذه المهزلة الأخلاقية ،

ومن خلال طرحى هذه القضية سمعت أمس الخميس قصيدة شعرية عامية كتبها الشاعر المبدع الأديب المهندس ولاء الدين فاروق ألقاها بصوته على أنغام الموسيقى بمصاحبة المطربان محمد جاسر ومحمد نجاح صوتان رائعان، يقدمان الأغانى الهادفة، فكانت هذه القضية محور الأمسية الثقافية التى أدارها الشاعر ولاء الدين فاروق ببيت السنارى الآثرى بحى السيدة زينب ...

تحكى القصيدة عن أحد الشباب الذى يعاكس البنات ويرمى بشباكه لعلهٌ يصطاد فريسته وفى نهاية المطاف يخسر حبيبته التى أحبها والتى لم تعطيه الفرصة لصيدها..

القصيدة تحمل عنوان"الدنجوان"..

شاب قليل الأدب وعديم الأخلاق، تقول قصَّتها التى عبرت كلماتها عن هذه الظاهرة المشينة:

الدنجوان اللى كان مالى الحيطان بصور بنات

و اللى كت ريحة هدومه برفانات

و اللى كان طول النهار و الليل كمان مشغول و ميبطلش شات

صياد و ماهر اوى

و شبكته مليانه حوارات

قادر يبات فى حُضنهِن

يا حضنُهُن

هذا السُهُن

هو حلم شلة من البنات متفرقات

و كل واحده فنَفسَها

فاكره انها فازت ف سَبَق الشاب دا

و الباقى مبقوش ممكنات

الدنجوان اللى كان جمهوره

دايما كومبليه

اللى كان مدخل عمارته يضبط الساعة عليه

" جاهزة عربيتك يا بيه "

ابتسامته ف الصباح تنبت

العشق المُباح نار و جنة

جبهتين

ميتم و حِنة واحده

فاتها حاسة

إنه يوم وفاتها

غارقة ف كتييير م الجراح

واحده تانيه لسه ف بداية العلاقة

لسه ف بداية الكلام المُفتخر

اللى مطعم لباقة لسه خارجه معاه

يدوبك بره مرحلة الصداقة

لسه فاضل ليها باقى

لم تصل لجواب نهائى

حبها معاه ف ابتدائى

نفسها بقا ف انطلاقة

الدنجوان اللى كان مراية

البيت بتعشق طلته

بلكونة الشقه

المقابله

تستنى وقت بصته

الواد فلان المُنتظَر

" ها قد حضر ..

ف أتهيأى بقا للمقابلة "

اوعاكى بس تبينى

ليقول عليكى بنت سهله

معلش جاهله

تعرف ايه عنه

راجل وسيم

نقطة و فقط

تعلب لئيم

طب يالا ب كمالة العدد

و اهى واحدة من ضمن الحريم

الدنجوان اللى كت عنده هدايا منوعة

وأما إحدى المغرمات تقوله اجبلك ايه

فاجابته مش متسربعه

يعرف تلاته او اربعة

مترتبات حسب العمل

و النادى

و الكافيهات

بيقولهم نفس الحاجات

اوضته صندوق ذكريات

اوضته مخزن حط فيه ..

قلوب بنات حط فيه ..

فرح و عياط

حط فيه مواعيد ..

ساعات

حط عيشة مهرجلة

أحلام كمان متأجله

و كتير دى بعتت أسئله

و مكنش فى عنده إجابات

الدنجوان

شافها انبهر

بدأ السهر

بدأ إنه يتنفس هواها

طب حتى يتكلم معاها

يمكن يكون صوتها مش ساحر

او قلبها مسافر فى منطقة بعيده ايه دا ..

دى تنهيده اه حبها ..

هيقولها

لسه مخلصتش القصيده

لكنها / بقيتها هيكون مختلف

لهجتها لهجة واد حليوه

و للصبيه منجرف

لو بس هى تقوله اه

تضبط مسار قلبه اللى دايما منحرف

لو بس هى تقوله اه

هيكون لها زى الألف

يدهن حيطان اوضته بلون عنيها المختلف

يملى قلبه بعشقها

يغزل خيوط ايامه توب على خصرها

يشترى فدادين سعادة

لجل ضحكة منها

ايوا خلاص هيقولها

الدنجوان لابس قميص

متكشفش على البنات قبل كدا

و قماشته كانت م الخجل ..

متكرمشه ف كواه

و قال فُك بقا

متقيدكش غير الزراير يا بطل

ولا انت زيى قاعد و مستنى اللقا

هبوح خلاص مهما حصل

و اهو بنطلونى كمان وصل

يالا نكمل لبسنا

و تعالو نخرج من هنا

برفان و نوع م المفتخر

الدنجوان وصل المكان قبل الميعاد

مش بعادة

" قهوة مضبوط لو سمحت ..مش زيادة

" هى دايما تيجى بعد مواعيد شغلها

تطلب القهوة بتاعتها

بس دايما وحدها

سرعة الدقات ف قلبه

تسبق القطر المسافر

هو دا الواد المخلص

و اللى ياما قال على نفسه

انه شاطر فى امتحانها

حس إنه مش مذاكر

بس فاكر كل تفصيلة ف ملامح وشها

امتى اخر مره حنت كفها

حتى نغمة ضحكها

و اه يا ضحكتها

الصوت دا خطوته

ا و برضو كانت وحدها

قام راحلها قرب مسافه

فضلت كتير حايشاه عايشها

هو و هى مش عايشاه

كل اللى طلبه نظرة رضا ..

لله شحات غرام كان غنى

مِن كتر مَن حواليه

و فقير أمام حبها اللى فقلوبهم بيه

لكنه راضى اوى

و تاب على ايديها

رؤيتها كت كافيه

يصوم عن الباقيين

خلينا نعمل زووم على مشهد القلبين

صوتهم فقط

واضح فى وسط موجة صمت

" القهوة هنا لو سمحت "

فى عنيها م الاسئله

ما يملى الف كتاب قراها

قال " قهوتك "

معلش هقطع خلوتك

لكنى فى جمال حضرتك

هقول كتير أسباب

انتى فرصة بجد

مش عامل حسابها

و اعتذار م الدنيا عن قلة أدبها

ايه اللى جابها ..

فين دا سابها

الكلام مش قصف جبهة

فرصة اكسب مره نفسى

جوا منطقة الجزاء

روحى طبت فاحتسبها

و دا لجل ما اتعادل

و من جديد ابدأ

لكنها قاطعته

و قررت تبدأ

أنا كوم

و كل ما فات من دنيتك

دا كوم راهنت نفسى

بأنك هتكون هنا

اليوم يا سيادة القرصان

خاطف قلوب حوا

باين مالى هدمتك

و فاضى من جوا ادام عنيك

يستسلمو و لا حول و لا قوة

حان الميعاد

هى ترسم حدود

هو شكرا على " القهوه "

و لينا تانى لقاء

و لم فى الاشلاء

و اعدل بقا هيبتك "

واحد ليمون لو سمحت "

بلع يا واد خيبتك

مشيت أنا و سيبتك

و محاوله و تعدى

لكنى مستنياك

لما تكون قدى الحب مش لعبه

و لا ماتش و تحدى

ف ازرع براءة ف عنيك

و صدق فى قلبك

و تعالى نحصدهم

لملم مشاعرك من ليالى العاشقات

اما اللى ضاع منهم

ينفع تعوضهم

حط نفسك و

اللى جاى و اللى فات

و اقف بقا قصادهم

الامتحان مش سهل

لكنى برضو معاك

و معاك انا من قبل ما تقولى اى كلام فات

م الشهور ايام

و كنت بتعانى عايز تكلمنى

عايز تفهمنى

توصلى ف مكانى

لكن المقابله الجايه معرفش هتكون فين

علشان انا م اليوم مش هاجى هنا تانى !!!!!!!!!!!!!!!!

سؤال أخير لجل الضمير

يوصل لمرحلة الرضا

هو انتى حلوه ازاى كدا

مفيش فايده ف الدنچوان ..

ترى هل يمكن أن نتعاون ونقضى على هذا الدنجوان فى مجتمعنا، فعلا حاجة كدا قلة أدب؟ ..

الكرة فى ملعبكم!

[email protected]