جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 12:53 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

لن أجد غيره بطلًا لقصتي

أسماء علاء الدين
أسماء علاء الدين

شاب في السابعة عشر من عمره بداخله كثيرًا من الأحلام التي يصدمه القدر بتحويلها لمخاوف وصراعات، فيصحو من نومه ذات يومًا ليجد أنه فقد قدمه أثر عملية بتر واجبة بعد حادث ما، لم يستسلم لظروفه ولم يعتمد ع عائقه بل قرر أن يكون محاربًا شجاعًا يغامر ف الحياة ولا يقنط من رحمة الله أو يجزع من قدره، وبعد أعوام من التمرد على عائق كاد أن يجعله يعتمد على الآخر أو شخصًا ينقاد بسهولة.

 

بدأ اتخاذ قراراته بنفسه لا لأحد سلطة عليه، حتى عندما عارضه والده في اختيار شريكة لم يقف عاجزًا بل تزوج بها دون أن يبالي، غامر في الحياة ليثبت للجميع أن العجز عجز الروح والإعاقة إعاقة الإرادة.

 

خاض معارك كثيرة فى الحياة منها ما أعرفه وأنبهر بنجاحه ومنها ما لا يعرف أحد عنها شيء، فهو يأبي نظرات العطف أو الشفقة لأنها لن تكون في محلها فهو رجل يرى نفسه قادرًا على صنع أشياء قد تبدو لك مستحيلة.

 

تحمل آلامًا قد لا يستوعبها شخص عاقل، ولكنه أكمل في مسيرته واستمرت قصة كفاحه في مصر حتى أنجب أول طفلة وها القدر يضعه في مأزق أصعب ليخبره الطبيب ببرود أنها تعاني من صعوبات ما، لم يصدم، بل كعادته رضيّ بقضاء الله وابتسم للقدر رافعًا في وجهه معاهدة سلام كتبها مع الحياة، وسافر ليصارع الظروف ويتخطي الصعاب، سافر في كثيرًا من البلدان ولم تحوله ظروفه بل كان يعاند ويكابر.

 

جمع أموالًا بجهده وخبرةً بوجعه ونضج بعمله، وبدأ يراقب أولاده يكبرون أمامه، رفيقًا عليهم برغم قسوة الحياة عليه، يلبي لهم أكثر ما بإمكانه برغم أن الحياة حرمته من الكثير، تزوج ابنه الوحيد تحت رعايته ثم تزوجت ابنته الصغرى وقر عينه بسعادتهما ولكن القدر عاد يبارزه مرة أخرى ليرى هل يستاء أو يقنط؟ أم أنه كما شب راضٍ بقضاء الله؟، مؤمن لقدره خيره وشره؟ يعلم أن الله أخذ منه شيء ولكن عوض الله أكبر؟.

 

واجتاز الاختبار للمرة الثانية الأصعب على التوالي بعد أكثر من خمسة وثلاثين عامًا وها هو يخرج من محنته راضيًا شاكرًا، لم يشكر يومًا ولم يجزع، لم أعده يتألم أو يطلب مواساته، كان أحق بالدعم ولكنه لم يستجديه من أحد، كان أحق بالكثير ولكنه لم يتسول، قصة كفاح أبي تبهرني منذ الطفولة وأراه بطلًا لقصة لم ولن تنتهي من الصعاب التي اجتازها بكل رضا دون جزع أو سخط لأمر الله، الأب والصديق والحبيب الأول كل الشكر لأنك ملهمي الأول ف الحياة.

 

وللحديث بقية