جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 09:18 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

رضا طاهر الفقي يكتب: مصطفي محمود كل شيء باطل وقبض الريح

لم تعد الحياه مجرد فجوه بين الاجيال او صراع وانما تطاحن وحشي وفرديه مطلقه والذي يصاحبه نفعيه وحس براجماتي حتي اصبحت الحياه ساحه قتال يصارع الانسان اخيه الانسان بالمخلب والناب هذه المهالك تجعل هولاء الحالمين يعانون اشد المعاناه بين مايرغبون وبين ما يعيشون الا انه يدلف بخياله بعيدا عن ذلك الاتون المسعر يدلف بخياله بعيدا الي الموت ومابعد الموت والي الحياه وماقبل الحياه يري ان هناك نفوسا الفت النار وهي تلك التي تحي بالحقد والغل والكراهيه مثل النار وعلي شاكلتها وهناك نفوسا الفت الجنه فهي مخبوءا فيها الخير والحق والعدل وهي علي شاكلتها وجد مصطفي محمود ان الانسان منذ ان نزل الي الارض في تنازع تنازع مع الطبيعه حتي اخضعها وتنازع مع غيره حتي قتله ومازالت الحروب مسعره واذا تاملنا التاريخ الانساني فكانت الحرب هي الاساس للوجود ولم تعرف البشريه سلاما الا 126 سنه او بالاحري انها هدنه للاستعداد لقتال وكانت الاسحله احجارا فصارت سيوفا ومن السيوف بارود وبعد البارود مدافع وبعد المدافع غواصات وطائرات وبعدها قنابل يدويه وذريه و بيولوجيه ويتسال الرجل علام يتقاتلون ولوعلموا انهم كلهم بعد الموت متساوون الكل ياخذ من الارض مترا في متر ماذا اخذنا من الصراع المهزوم اخذا من الدنيا ما اخذها المنتصر وفي روايه تولستوي وقصه الفلاح الطماع الذي قال الاقطاعي له بقدر ما تصنع من دائره من الارض الشاسعه من وضح النهار الي عاشية المساء فهي لك فطمع الفلاح اكثر واكثر واخذ يكبر في الدائره اكثر واكثر حتي فاضت روحه ولم ياخذ من الدائره الابضع اشبار قليله ولذلك جاء الانبياء والمصلحون ليخلقو تلك المنظومه القيميه وخلق مثل عليا لدي الانسان الاديان لم تفسد ولكن اتباعها الذين فسدوا فهو يري ان الدنيا احقر من ان يقتل انسان غيره من اجلها فهي الي زوال يقول سقراط احذورا الحروب والفتن والمعارك والتي ليس لها باعث غير الجسد و شهواته واطماعه في حيازه الارض وخيراتها الفانيه اساسا وهي الدافع الاصيل لكل الحروب الجسد حولنا الي عبيد في خدمته فكانت الطامه اشلاء واحقاد ويري سقراط ان التحلل السريع يلائم الجسد اما النفس هي العكس يلائمها عدم الانحلال المطلق او مايقرب من ذلك ان الفناء للاجساد اما المثل العليا والاخلاق الفاضله هي الباقيه تتحرك مع الاثير في الهواء الطلق تسبح نحو الاكتمال الانساني فخرج الرجل الي جوهر الوجود الانساني وعرف الزهد والقناعه التي خلقت عنده نوع من التوافق الانساني بينه وبين نفسه وبينه وبين الناس فالزهد عند الرجل لم يكن عداءا لكل تقدم وانما امتلاك كل تقدم ولكن في اليد وليس في القلب لان الدنيا لو مكثت في القلب لكانت الطامه لانها تجعله اسيرا لها لايبرحها ولايري في الدنيا الاذاتة ولذلك نجد الرجل كان اجمل دعاء يردده دائما دعاء ابو الحسن الشاذلي ربي خذني اليك مني وارزقني الفناء عني ولا تجعلني مفتونا بنفسي محجوبا بحسي ونصيحه لذلك الذي يعربد ويعربد في الحياه ان يفطن الي الحقيقه وهي الموت الذي يصيب الجميع ولوعر ف ان الموت هو الحقيقه الوحيده في الحياه وماعدا ذلك اباطيل تلبس اثواب الحقائق فالحب مثلا امر نسبي قد تحب شيئا انا اكره ولذلك يري ان الحب الحقيقي هو ذلك التناغم بين الذات وبين الغير ولكنه في النهايه يري مثل انيس منصور الحب مثل الكراهيه هو اهتمام باخر سواء بالسلب او الايجاب ولذلك هو يرشدنا الي ان الحب الحقيقي يبنع من نفسا متناغمه مع ذاتها قبل ان تناغم مع الغير اما الكراهيه هي اضطراب مع الذات قبل الاضطراب مع الاخر فالعواطف الناقيه منبعها الروح الشفافه الراقيه قبل ان تهبط علي القلب المتقلب وفي النهايه يدعونا مصطفي محمود ان نكون مع اهل القلوب التي لاتجف لهم دموع من تصور يوم الجمع وساعة الحشر فهم الباكون الضارعون الساجدون في هذا السامر من الو لائم الكاذبه علي مائده الدنيا حيث يعلم كل من ياكل انه سوف يموت ومع ذلك يقتل الغافلون بعضهم بعضا علي اللقمه ويتنازعون علي شربة الماء او هم الصارخون في الخلوت الهنا ارزقنا خوفك ضع الموت بين اعيننا فلاشي يستحق البكاء سوي الحرمان منك ولاحزن بحق الاعليك باطل الاباطيل وقبض الريح كل شئء الا وجهك انت الحق وانت مانري من جمال وجلال حينما تتطلعت عينا او سمعت اذن او حلق الخيال انت انت الله .