جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 11:17 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

راندا محمود تكتب : الرحلة (9 ) أدوارك التمهيدية للإرتقاء الروحى

  راندا محمود
راندا محمود

تتبادل الأدوار بتبادل الأزمنة لنواجه حقيقة أنفسنا التى نغفلها ، فنحن نعيش كل حالات الكتاب ، فهيئات الكتاب تخاطب نفوسنا ، ومن يتهرب من مواجهة حقيقة نفسه لن يتمكن من التطهير ولا إرتقاء وعيه ، فلا تتعامل مع قصص وروايات الأنبياء بالقرآن الكريم كشخصيات لإنها تمثلك أنت فى مراحل ودرجات وعيك والتى ستدركها من خلال التفاعلات التى تحدث لك خلال رحلتك الروحية.

جميع تدرجات الوعى الروحى المرتبطة بالوعى الموسوى هى تمهيداً لمرحلة وعى عيسي وبداية الإرتقاء الروحى الحقيقى وهى درجات وعى هارون ، سليمان ، داوود، زكريا، مريم ، يحيى.

تدرج وعى هارون ، هذة الدرجة التى تمر بها تعد بمثابة تمهيد نفسك لعملية التسوية لانها تربط مراحل الوعى ببعضها وهى درجة أهدأ من الدرجات السابقة ، مرورك بهذة الدرجة من الوعى هدفه تفعيل الوحى الإلهى بداخلك بفصاحتك. وعلميا فإن هارون يمثل الاكسجين ، فعندما تتلعثم بالكلام فى مرحلة وعى موسي فإن السبب هو نقص الاكسجين بجسدك مما يسبب تلعثم اللسان ، فعندما تستنشق الاكسجين أثناء إنعزلك بالتأمل تقوم بتقوية شاكرا الحلق فتدخل فى درجة وعى هارون وتصبح فصيح اللسان مما يمكنك من إثبات حجتك.

"وأخى هارون هو أفصح منى لساناً فأرسله معى " هارون هو موسى وليس أخيه أى أنت ، فالأخوة للمقصودة بالآية الكريمة هى العون والمساعدة لنفسك ، فأنت فى مرحلة وعى موسى تتعجل الحقائق فتصبح عجل ، لكن عندما تستند نفسك وتقويها بالتأمل فينشرح صدرك وتحل عقدة لسانك فتتمهل فتصبح هارون بفصاحة لسانك.

اما درجة وعى سليمان ، سليمان تعنى القلب السليم " سليم - آن " هى مرحلة تسليم نفسك لربك وتلقى الحكمة لإرتقاء نفسك للنفس الملهمة ، لتتعلم منطق الطير لتفعيل آليات النمل والنحل داخل عقلك "باطنك" ، وهى مرحلة وعى خاصة لن يرتق إليها إلا القليل ،وهيكل سليمان هو الحمض النووى الخاص بك ، حيث إنه عندما يتطهر ويستقيم القلب والعقل معاً يحدث تناغم لحمضك النووى " الشريط الوراثى الخاص بك "، فبعد تنقيته خارطتك الجينية من الشوائب ومن الذاكرة السابقة فتتمكن من عيش لحظتك " آن".

وبالنسبة لدرجة وعى داوود بداخلك فهذة الدرجة تتعلق بالقلب ، فعندما يتم تفعيل الود فى القلب تتفتح بصيرتك وتكون مؤهلاً لتلقلى العلم والحكمة ويسخر لك الجبال " الأنفس" ، ويتم تحرر طيرك ، ويلين لك الحديد أى كل أمر شديد الصعوبة ، فكل شئ فى هذة المرحلة يحدث بسهولة ويسر، ويحدث ذلك بعد تفعيلك لآلية الشكر.

درجة وعى زكريا بداخلك هى مرحلة تزكية و بناء نفسك وإعمارها حتى ترتقى للنفس المرضية لتسجد لك نفسك بعد تسويتها والنفخ فيها، فى هذة الدرجة تتعرض للضعف والوهن بسبب صراعاتك الداخلية والافكار المتداخلة والمتشعبة "قال رب انى وهن العظم منى وإشتعل الرأش شيبا" ، العظم هو قوتك ، واشتعل الرأس شيبا تدل على الافكار المتشططة التى تشتعل بعقلك.

" قال رب انى يكون لى غلام وكانت إمرأتى عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا " ، "إمرأتى عاقر" هى النفس العاقر التى لا تثمروالتى تسببت فى تعرضك للعديد من التجارب الغير مجدية ، "غلام "هو ولادة نفسك بعد موت النفس العاقر ، فأنت تتساءل هل ستكون الامور كما كانت من قبل بعد تعرضك للأزمات والأمور التى تسببت فى ألمك .. يتبع.