جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 09:25 مـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

المتظاهرون يريدون عراقا عادلا ووطنا قويا ناهضا

سارة السهيل
سارة السهيل

مع تصاعد الاحتجاجات بالعراق ترجمة لرفض المتظاهرين لكل اشكال الفساد الذي ينخر كالسوس في البلاد، ومع الدعوات لعصيان مدني، فان الحكومة العراقية باتت مطالبة باسرع وقت باجراء اصلاحات جذرية في منظومتها السياسية والاقتصادية تلبية لحاجات المتظاهرين المشروعة في حياة كريمة بعيدا عن الفقر والجوع والمرض، وهي ابسط حقوق الانسان.

ورغم سلسلة الاجراءات التي اتخذتها السلطات العراقية لاحتواء الاحتجاجات، فان هذه الاجراءت لم تفي باحتياجات الشعب الثائر، خاصة وأن 22.5% منهم فقراء بحسب الاحصاءات الدولية، وتصاعد الاحتجاجات يكشف عن رفض اصحاب الحقوق المشروعة في وطنهم لأية محاولات لترقيع الاوضاع الاقتصادية الشائكة عبر وعود بالاصلاح أو اصلاحات جزئية محدودة تهدئ من ثورة الثائرين حتى يفضوا التظاهر، وتعود ريما لعادتها القديمة فساد ملأ السموات والارض يدفع ثمنه شعب قدم اعرق الحضارات في التاريخ الانساني.

والواقع يؤكد على عمق الفجوة بين الشعب والكتل السياسية، وعلى استمرار غياب العدل في توزيع ثروة البلاد، وكشفت صرخات المحتجين عن حقيقة غياب منصة ديمقراطية شرعية للمطالبة بالحقوق الدستورية المشروعة، لانه ببساطة شديدة النواب لا يمثلون من انتخبهم ولا يؤدون دورهم في توصيل طلبات الشعب للمسئولين.

والنتيجة الطبيعية هي اندلاع المظاهرات والفوضى واستخدام الاطفال في التظاهرات وتعريض حياتهم للخطر، بل ودفعهم للتطاول على الشرطة والجيش، في تجاوز انتهاك صارخ لمعاني الطفولة.

نعم هناك خوف من أن يسرق اصحاب الاجندات ثورة المحتجين ويقودوا البلاد للهلاك، كما اننا لانقبل بضياع هيبة الشرطة والجيش، بل ان سحب السلاح من الجميع وتسليح الجيش يعد ضرورة للاستقرار ومن أراد خدمة الوطن فلينتسب رسميا للجيش، لكن هذا لا يبرر قتل المتظاهرين السلميين فهذا عار لا يمكن محوه من تاريخ العراق.

إن استخدام القوة المفرطة بحق المتظاهرين السلميين أمرا لم يعد مقبولا، وانه حان الآوان للحكومة العراقية ان تقوم بالتطهير الذاتي من داخلها لاقتلاع سوس الفساد الناخر في اضلعها، اول خطوة في هذا التطهير هو كشف المتورطين بالفساد ومحاسبتهم بكل حزم، وبنظري فان الضرورة تقتضي ـ كما يطالب المتظاهرون ـ باعادة تصحيح الدستور بما يضمن حقوق الشعب حسب الكفاءة وبمعزل عن المحاصصة و التقسيم الطائفي.

وفي اعتقادي ان الحكومة مطالبة بوضع خطة قابلة للتنفيذ الفوري على الارض للاصلاح السياسي الذي يقود الي اعادة توزيع ثروات البلاد بشكل عادل بكافة المناطق، والاسراع في تنفيذ خطط متوازية لدعم الخدمات الصحية والتعليمية وكافة المرافق الضرورية.

واقول للحكومة ان توفر لنا هذه الطلبات واذا رأيتي أية مظاهرات فقولوا وقتها على المتظاهرين، مخرب او بعثي او مندس قل ماتريد.

فالشعب العراقي يريد توفير متطلبات الحياة الاساسية والضرورية اليومية من مستشفيات حديثه وضمان صحي. نريد مدارس محترمة وجامعات متطورة كما في دول العالم، وهذا حقنا لاننا نعيش في دولة نفطية فيها كل الخيرات، ونريد مصانع ومعامل لتصنيع احتياجاتنا البسيطة وهذه المصانع بالتأكيد ستوفر الالاف من الوظائف لأبناء الوطن.

ونريد بلدا زراعيا متقدما، خاصة واننا نعيش في بلد به نهرين وحضاراته قامت على الزراعة، ومن ثم يجب الاسراع في استثمار طاقة علمائنا بالجامعات لتطوير الزراعة واحداث نقلة نوعية فيها لسد الجوع والفقر والاكتفاء الذاتي.

العراقيون جميعا ينتظرون الاسراع في اقامة دولة حديثة شوارعها معبدة ونظامية مثل الدول المجاورة تتوافر فيها محطات قطار ضمن المواصفات العالمية بما معناه تأمين وسائل نقل للمواطنين، وحل مشكلة الكهرباء وتوفير المياه للمنازل معلمة ونظيفة كما يستحق المواطن العراقي.

وينتظر المتظاهرون سرعة احياء وبعث السياحة بالبلاد لتأخذ مكانتها بين السياحة العالمية فبلد السبع حضارات والأقدم عالميا ولا تستغل السياحة بها هذا امر مستهجن فلنطور ادوات السياحة من آثار ومتاحف وغيرها من المرافق فقد تأخرنا كثيرا، كما اننا نحتاج وسائل ترفيه للاطفال من حدائق وألعاب ترتقي بالطفل العراقي المسلوب الطفولة، كما انه يحتاج لنواد علمية ورياضية، وأماكن يملأ بها فراغه بشيء نافع.

ويأمل كل مواطن عراقي أن يمتلك بيتا امنا و ليس كبيوت التنك والعشوائيات، وأن يتقاضى راتبا يؤمن به احيتاجات معيشته بكرامة وعزة، على ان يتم تأمين الوظائف للعاطلين عن العمل والتدريب على المهن الخدمية و الحرفية لان الوطن بحاجة النجار والحرفي حاجته للطبيب والمهندس، وأن يتم التوظيف حسب الخبرة ومجال الاختصاص.

وختاما، نحن نريد دولة قوية فيها قانون يحمي الضعيف وينصره ويرجع الحقوق لاهله، وجواز سفر عالمي يكون محترم ومقدر من كل دول العالم بما يتناسب من سيادة العراق و امتلاكه زمام اموره واستقلالية قراره أظن أنه إذا تحققت هذه المطالب الاساسية التي تحظى بها الدول المجاورة، فلن نجد متظاهرا واحدا يطرق الشوراع بل انه سيعمل جاهدا على الحفاظ على ما حققته له الدولة من مكتسبات.

وإنني بهذا المقال الذي أمثل به نفسي ورأيي الشخصي متأكدة من أن حتى المسؤولين يعرفون أن هذا هو الصحيح.

ولكنني في النهاية أطالب المتظاهرين أن يبقوا على وطنيتهم ووحدتهم كما هم ينادون بعراق واحد موحد عربي كردي شيعي سني تركماني يزيدي صابئي مسيحي مسلم اخوة بالمحبة والسراء والضراء.

كما أن يحافظوا على بلدهم وممتلكاتهم بعيدا عن اعمال العنف والشغب أو إتلاف أملاك الوطن فأنتم خرجتم للإصلاح بل لإعمار العراق وليس تدميره نشد على أيديكم بالإصرار لأخذ حقوقكم بالطرق السلمية وحذاري حذاري الإنجراف خلف كائن من يكن من اَي دولة خارج العراق لتكون أجندتكم وطنية محلية.