جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 07:50 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«التايمز» البريطانية: «2018» هو عام «الرجال الأقوياء» .. والقادة المستبدين

بوتين وبن سلمان الرجال الأقوياء
بوتين وبن سلمان الرجال الأقوياء

خصصت صحيفة "التايمز" البريطانية افتتاحيتها للتعليق على أن عام 2018 هو عام القادة المستبدين والرجال الأقوياء.

وقالت التايمز فى تقريرها، أن المؤسسات الديمقراطية هى المعادل المضاد للأنظمة السياسية. وأن القادة الأقوياء يُصنعون ولا يُولدون، وصعودهم يأتى بناءً على انعكاس لمظاهر السخط على عدم عدالة الحياة والسياسة، وكذا الإحساس بأن المؤسسات القائمة لا تسهم فى حل المشكلات.

وقالت الصحيفة البريطانية العريقة فى افتتاحيتها التى طالعتها وترجمتها "الديار"، أن التناقض الظاهرى يتمثل فى أن القرارات الفوضوية لهؤلاء القادة، بمن فيهم ولى العهد السعودى محمد بن سلمان، والرئيس التركى رجب طيب أردوغان، تفاقم مشكلات المواطنين، وتزعزع وضع الجيران، وتدوس على معايير الوقار.

وتلفت التايمز إلى أن كثيرًا من القراء سمعوا أن عام 2018 هو "عام الرجال الأقوياء" عندما صافح ولى العهد السعودى فلاديمير بوتين مصافحة حماسية فى قمة العشرين فى الأرجنتين الشهر الماضى.

ويُنظر للرجلين على أنهما خارقان شرسان للمعايير الدولية. واعتبرته وكالة الاستخبارات الأمريكية (سى آى ايه) متورطًا فى الجريمة الشنيعة بقتل جمال خاشقجى وتقطيع جثته.

وتستدرك الصحيفة بالقول بوتين وحكومته يعانيان من عقوبات متعددة بسبب ضمّ شبه جزيرة القرم، وزعزعة استقرار أوكرانيا، وتسميم العميل المزدوج سيرجى سكريبال وابنته فى بلدة سالزبرى، إلا أن الرجلين (بوتين وابن سلمان) تمازحًا وتصرفًا تحت الأضواء وكأنهما من نجوم الفن.

وقالت أن الرئيس "رجب طيب أردوغان" استخدم حالة خاشقجى للضغط على محمد بن سلمان.

وترى فى تصرفه نفاقًا بسبب السجل المريع له فى حبس الصحفيين الذين ينتقدون حكومته.

وتضيف أن الشعبويين، مثل جائير بولسانارو الرئيس البرازيلى المنتخب والرئيس الفلبينى القاسى رودريجو دوتيرتى، فى حالة من التقدم المستمر.

وتشير الصحيفة إلى أن ما يجرى حاليًا ليس مجرد طفرة شعبوية يمكن التخلص منها فى الوقت الذى تتعلم فيه المؤسسة الدروس، ولكنها تُعدّ تحولًا جذريًا.

وتلفت "التايمز" إلى أن العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين يردد صدى عشرينات القرن العشرين، تباطؤ فى الاقتصاد، وركود دمّر مصداقية الطبقة السياسية، والفجوة المتسعة بين الأغنياء والفقراء، والحديث عن الحرب.

لكن الصحيفة علقت على ذلك بالقول أن مظاهر الخلاف بين المرحلتين أكثر من مظاهر التشابه. فقد تعامل الغرب بجدية مع محمد بن سلمان، ليس لأنه سيقود دولة غنية بالنفط، بل أيضًا لزعمه بأنه سيقوم بتحديث السعودية، ويريد معالجة مشكلات الجيل الشاب المحبط، وتشجيع تفسير معتدل من الإسلام.

وتشير الصحيفة إلى أن "كيم جونج أون" هو ديكتاتور، إلا أن هناك أملًا بأن يقوم بمعاملة سكان كوريا الشمالية كبشر لهم عقول، لا عبيد فى إقطاعيته.

وتضيف الصحيفة أن قادة أمريكا اللاتينية يعدون مثالًا مدهشًا، ويبدو أن هدفهم هو البحث عن نموذج للحكم يحرر الناس من الفقر.

وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول أن "دونالد ترامب" لا يُعد حاكمًا قويًا بالمعنى الحقيقى، فرئاسته هى محل امتحان وتوازن. وقد يؤدى تحديه لمؤسسات الدولة إلى قلق معارضيه، الذين كان ردهم قويًا.

وعلى أى حال، يقدم "ترامب" مثالًا للقادة الشموليين فى الخارج ويعتقد هؤلاء أنه جعل نفسه فى موقع ضعف. فتعامله مع زعيم الصين "شى جين بنج"، زعيم الحزب اللينينى، يخلق أزمة فهما زعيمان لقوتين عظميين يتصرفان دون نصيحة المسئولين. وهو ما يفتح الباب أمام سوء التقدير.

وتنهى الصحيفة بالقول أن الرجال الأقوياء يحتاجون لأعصاب قوية، وأكثر من هذا فهم بحاجة للعمل من خلال مؤسسات مستقلة قوية.