جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 03:48 صـ 18 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

رواج سياحى فى تصاعـد مستمر .. رغم أنف الإرهاب

السائحين فى مصر
السائحين فى مصر

► النجدى: نطالب بخطة استراتيجية على أيدى خبراء فى التسويق السياحى مع توفير الدعم المادى الحكومى

تُعد السياحة مصدرًا من مصادر الدخل القومى خاصة فى مصر التى تتمتع بجوها الصافى ومناظرها الخلابة، وتتميز بآثارها المصرية القديمة وحضارتها العريقة الممتدة إلى سبعة آلاف عام وأكثر سجلها أجدادنا العظماء بنقوشهم على أيقونات أثرية راسية على أراضيها ليُقدم عليها ملايين السائحين من جميع أنحاء العالم لقضاء رحلة سعيدة بين إبداعات المصرى القديم.

وبالرغم من مرور مصر بظروف صعبة بعد ثورة يناير أثرت على السياحة بعد الضربات الاستباقية لمواجهة الإرهاب إلا أنها استعادة نشاطها لتحظى بتزايد سياحى ملحوظ خلال الفترة الأخيرة.

فبعد وقوع حادث المريوطية الإرهابى الأخير الذى استهدف فوج سياحى من الفيتناميين لم تتأثر السياحة فى مصر بل توافد ملايين السائحين مُصرين على البقاء والاستمتاع برحلة سعيدة بالاستقرار الأمنى فى مصر.

الاستقرار الأمنى

تقول د.حنان كمال أبوسكين، أستاذ مساعد للعلوم السياسية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن السياحة فى مصر انتعشت بدرجة كبيرة وهذا يرجع لحالة الاستقرار الأمنى التى شهدتها مصر فى الفترة الأخيرة.

كما أن الاكتشافات الآثرية كان لها الأثر الإيجابى فى رواج السياحة بشكل ملحوظ، وكذلك الإصلاحات الاقتصادية جعلت مصر أوفر للسائحين بسوق رخيصة نسبيًا عن باقى الدول فكان له الأثر الإيجابى لفتح سوق السياحة الآسيوية لم تشهده مصر فى السابق، ورغم وقوع حادث المريوطية إلا أن المعنيين بقطاع السياحة صَدّروا للعالم صورة إيجابية بأن الحادث عارض ومصر تنعم بجانب كبير من الأمان.

مخاطبة العالم

وتطالب "أبوسكين"، بالتركيز على التسويق السياحة وتفعيل دور الهيئة العامة للاستعلامات بمؤتمر صحفى للمراسلين الأجانب لتوضيح حقيقة الاستقرار فى مصر، وكذلك تفعيل دور المكاتب السياحية بالإعلانات لمخاطبة العالم.

مقترحة أن يقوم السفراء المصريين فى العالم بعمل حفلات ودعوة رؤساء شركات السياحة الأجنبية لترويج السياحة المصرية، علاوة على عقد مؤتمر بشرم الشيخ للتسويق السياحى فى مصر ونقله للعالم بأفلام تعرض مميزات السياحة المصرية، بالإضافة إلى خروج متحدثى وزارة السياحة والهيئات المعنية بالسياحة على القنوات الفضائية الناطقة باللغات الأجنبية لمخاطبة العالم بتمتع مصر بالاستقرار الأمنى، حيث أن تأثير رواج السياحة يُعم على المصريين بزيادة موارد الدولة ويمنع الإجراءات التقشفية التى يمكن أن تحدث.

خطة استراتيجية

كما يشير المهندس أحمد النجدى ـ مسئول الاتصال العام بلجنة التواصل الجماهيرى بحزب المحافظين ـ إلى أن السياحة فى مصر تتحسن بشكل جيد نظرًا لقدوم أفواج سياحية إلى مصر من جميع أنحاء العالم، مُرجعًا ذلك لفتح سوق بِكر وهو السوق الآسيوية وبمزيد من المجهودات مستقبلًا سنحصل على سياح أكثر.

منوهًا على أن الروس وغيرهم يرغبون فى السياحة بمصر لكونها سوق رخيصة مقارنة بباقى الدول، لافتًا إلى أن التركيز على نوع سياحى محدد كالشواطئ غير كافى فلدينا أماكن سياحية عديدة كالأقصر وأسوان والأهرامات لكن تحتاج لإعادة نظر وانضباط للباعة والمواطنين فى تعاملاتهم مع السائح، لذا يجب الترويج للأماكن الآثرية والطبيعية مع تنشيط السياحة الدينية والعلاجية.

مطالبًا بعمل خطة استراتيجية قابلة للتطبيق على أيدى خبراء فى التسويق السياحى مع توفير الدعم المادى الحكومى وتفعيل الرقابة والمتابعة ومعاملة السائح بأسلوب يليق به حتى يتم تنشيط السياحة وتعود بالنفع على المواطن والبلد.

النجاح الحقيقى

بينما يرى وليد البطوطى، مستشار وزير السياحة سابقًا ومرشد سياحى عالمى حاليًا، أن النجاح الحقيقى فى نقل السائح للصورة الكاملة ومدى ارتياحه برحلة سعيدة آمنة بخدمات مميزة وغير مُكلفة ماديًا مما يغير مفاهيم أصدقائه وأقاربه فى بلده بناءً على التجربة الشخصية وبالتالى سيأتى إلينا وفود سياحية كثيرة، علاوة على أن الاكتشافات الآثرية الجديدة عليها عامل كبير أيضًا، بالإضافة إلى أن محاضرات الترويج لمعالم مصر فى الخارج هى أحد أدوات الجذب السياحى لمصر.

لافتًا إلى أن العدو الرئيسى للسياحة هو زحمة السير والتكدس المرورى، مطالبًا بضبط السيولة المرور وسهولة السير فى الطريق، وتوفير الخدمات العامة المتميزة وزيادة ساعات الزيارة للمناطق السياحية والآثرية وتقديم المعاملة الطيبة للسائح.

صعود مؤشر الزيادة

يؤكد علاء الغمرى، رئيس لجنة شئون الأعضاء بغرفة شركات السياحة، أن حادث المريوطية ما هو إلا حادث فردى عشوائى وليس له تأثير على السياحة فى مصر، لافتًا إلى أن مصر مستقرة أمنيًا وجميع الحجوزات قائمة للرحلات القادمة، علمًا بأن نسبة السياحة فى مصر ارتفعت لحوالى40% عن عام 2017 لتصل إلى 80% تقريبًا فى عام 2018 ما يعنى صعود مؤشر الزيادة عن ما كان قبل ثورة يناير، مطالبًا بالتنشيط السياحى من خلال البرامج التسويقية وتفعيل دور هيئة التنشيط السياحى بالتصعيد للخارج لعودة الفنادق لعهدها السابق بالكوادر الأكفاء، وتحسين عملية الاستقبال والتوزيع فى المطارات والموانئ بوجهة سياحية جديدة إلى جانب استحسان طريقة التعامل مع السائح وتوفير الخدمات فكل ذلك يحتاج إعادة نظر.

طرق المناطق الأثرية

يلاحظ محمد عبيد، مرشد سياحى لغة فرنسية بالأقصر، وجود أعداد كبيرة من السائحين بالأقصر يتمتعون برحلة سعيدة وآمنة، فمن الضرورى عمل ريبورتاج مصور لرحلات السائحين لنشرها على القنوات الرئيسية الأجنبية حتى يتأكد العالم من تتمتع مصر بالاستقرار الأمنى، مشيرًا إلى أن نسبة السائحين تفوق 70% فمعظم الفنادق والمراكب السياحية مليئة بالسائحين وفى تزايد ولكن التقييم يحدد على حسب التشغيل وفترة الأجازات فى أوروبا، لذا يجب تفعيل دور الإعلام المصرى لتوضيح الحقيقة للعالم ببث الأفلام الدالة على تمتع مصر بالاستقرار الأمنى، مطالبًا من الدولة تحسين شبكة الطرق البرية بين القاهرة والمناطق الأثرية خاصة طريق الأقصر/ مرسى علم وتبديله بطريق القُصِير/ الأقصر وتأمينه بتحصين السائحين وزرع شبكات محمول على الطريق.

مصادر العملة الصعبة

يضيف د.خالد الشافعى، الخبير الاقتصادى، أن مصادر الدخل من العملة الصعبة خمسة موارد رئيسية وهى "قناة السويس والسياحة والاستثمار الأجنبى وتحويلات المصريين بالخارج والاستثمار بالسندات الأجنبية"، فكلها مصادر لا يمكن للإرهاب الاقتراب منها أو التأثير عليها إلا قطاع السياحة فكان هدفًا لإحراج مصر فى الخارج وضرب أحد مصادر الدخل بالعملة الصعبة.

ورغم ذلك إلا أن نسب الإشغالات فى الفنادق لم تتأثر خلال احتفالات رأس السنة الميلادية والتى جاءت فى أعقاب الحادث مباشرة، كما أن الشركات السياحية العالمية لم تقم بأى إلغاءات لحجوزات الرحلات المرتقبة.

مطالبًا من الإعلام عدم التركيز على تعافى السياحة ونشر أرقام حول تعداد السائحين لأن ذلك قد يفتح الباب أمام المتطرفين لاستهداف سائحين من جنسيات معينة.