جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 02:13 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

المستشار الثقافى لسفارة إندونيسيا بالقاهرة لـ«الديار»: عشقنا للأزهر فاق حدود الاحترام وكسر حاجز البروتوكولات

المستشار الثقافى لسفارة إندونيسيا مع محرر الديار
المستشار الثقافى لسفارة إندونيسيا مع محرر الديار

► 1.5 مليار دولار حجم التبادل التجارى .. ونتصدر الدول المستوردة للفوسفات والتمور المصرية

► القوة الناعمة خير سبيل لبناء جسور التعارف والتقارب بين الشعوب

► ملتقى العلوم الآسيوى بإندونيسيا جمع بين تكنولوجيا الأبحاث التطبيقية للطلبة وريادة الأعمال

► نستهدف تعزيز فرص التبادل التجارى بين البلدين بما يرتقى بالصعيد السياسى والثقافى

أكد المستشارالثقافى والتربوى بسفارة إندونيسيا بالقاهرة، الدكتورعثمان شهاب بأن العلاقات الثنائية بين مصر وإندونيسيا تتميز بنوع من الاستقرار والتعاون فى العديد من المجالات، ويعكسها عمقها التاريخى، فقد كانت مصر أول دولة اعترفت باستقلال إندونيسيا رسميًا ودبلوماسيًا، كما تتطابق وجهات نظر البلدين تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

وأضاف "شهاب"، فى حواره مع «الديار»، أن حجم التبادل التجارى بين مصر وإندونيسيا وصل إلى 1.5 مليار دولار وهو لا يتناسب مع العلاقات الثقافية والسياسية بين البلدين، مشيدًا بمكانة الأزهر الشريف لدى الإندونيسيين الفائقة لحدود الاحترام والتقدير والمنكسر معها البرتوكولات السياسية، منوهًا بأن القوة الناعمة خير سبيل لبناء جسور من التعارف والتقارب بين الشعوب، فالى نص الحوار...

- بداية.. متى بدأت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإندونيسيا؟

-- منذ 71 عامًا، بدأت العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة؛ فمصر هى أول دولة تعترف باستقلال إندونيسيا رسميًا ودبلوماسيًا، عام 1947.

- وماذاعن تاريخ العلاقة مع الأزهرالشريف؟

-- العلاقات مع الأزهر تمتد إلى عدة قرون، وقبل أن يفد أبناء إندونيسيا إلى الدراسة فى الأزهر منذ قرن ونصف القرن، كانوا يستغلون مواسم الحج للقاء علمائه وسؤالهم عما يشغل بالهم من مسائل فقهية.

وسكن طلاب إندونيسيا الدارسين فى القاهرة، فى أحد أروقة الأزهر، وهو «الرواق الجاوى»، نسبة إلى جزيرة جاوة؛ أكبر جزر الأرخبيل الإندونيسى، وموطن معظم سكان البلاد، ومازال هذا الرواق متواجدًا حتى اليوم فى حرم الجامع الأزهر.

كما أن هناك ثمة رواق آخر للإندونيسيين يسمى «رواق إندونيسيا» أسسه الطلاب الإندونيسيون منذ أعوام قليلة، ويقومون بعدة أنشطة منها؛ إصدار مجلة تسمى «أزهرى» باللغة الإندونيسية، لتغطية أنشطة الأزهر، بالإضافة إلى إصدار كتيبات عن المنهج الأزهرى، كما دشن الطلاب موقعين إلكترونيين للدفاع عن الفكر الوسطى.

- هل هناك علاقه بين الأزهر وحركة التحرر الوطنى الإندونيسى؟

-- نعم، الإندونيسيون تأثروا من خلال أبنائهم الدارسين فى الأزهر بحركات تجديد الفكر الإسلامى، كما تعرفوا على أفكار الإمام محمد عبده، فضلًا عن الأزهر أيقونة انطلاق حركة التحرر الوطنى بإندونيسيا، إذ شارك فى إشعالها الكثير من الدارسين بالأزهر، والآن يتقلدوا العديد من المناصب الدينية والسياسية فى بلادنا.

- هل هناك تعاون بين الأزهر ووزارة الشئون الدينية فى إندونيسيا؟

-- نعم، ويتم من خلاله تبادل أعضاء هيئة التدريس، وإجراء البحوث العلمية، كما تم إنشاء كلية الدراسات الإسلامية لتدريس المناهج الأزهرية بجامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية فى جاكرتا، تأسيس فرع للرابطة العالمية لخريجى الأزهر فى إندونيسيا عام 2010.

- ماذا تعكس زيارات شيخ الأزهر لإندونيسيا؟

-- زيارته تتجاوزحدود الاحترام والتقدير، ممزوجة بمشاعر حب وإجلال، تصل لكسر البروتوكول الرئاسى.

- حدثنا عن ما تشهده حركة التبادل الطلابى بين القاهرة وجاكرتا؟

-- هناك تواصل دائم بين البلدين فى مجال أبحاث الدراسات الإسلامية واللغة العربية وعلوم القرآن سواء على مستوى الجامعات المصرية كالأزهر وقناة السويس ومعهد علوم القرآن، أو فى جامعات إندونيسيا كجامعة كاجامادا أو باجاجارن.

كما تمكن 2000 طالب إندونيسى من بين 7 آلاف اجتياز اختبار وزارة الشئون الدينية، بالتعاون مع المنظمة العالمية لخريجى الأزهر بنهاية عام 2018، للدراسة فى كليات الشريعة بالأزهر، كما أن هناك دورات تدريبية تعقد فى الوقت الحالى لعدد 27 طالب من الجامعات الإندونيسية المختلفة لتعلم مهارات اللغة العربية، بمركز التميز بكلية التربية بجامعة عين شمس بالقاهرة.

- وماذا عن المنح التعليمية للطلبة المصريين بجامعات إندونيسيا؟

-- المنح للطلاب المصريين فى الجامعات الإندونيسية زادت عن العام الماضى، مثل منحة «Darmasiswa»، والتحق بها 21 طالب بعد اجتيازهم المقابلة الشخصية، والتى تمتد لعام كامل، ومنحة «KNB»، لدراسة الماجيستير، ممولة من الحكومة الإندونيسية، والتى تمتد إلى 3 سنوات، ولقد وصل عدد المتقدمين من مصر 105 متقدم، من بينهم 45 طالب اكتملت أوراقهم.

- وما دور المركز الثقافى الإندونيسى فى القاهرة؟

-- عقد دورات تعليمية للغة الإندونيسية وفن القتال «السيلات» والموسيقى الشعبية بالمجان كما وصل عدد الدارسين المصريين فى المركز الثقافى بالقاهرة إلى حوالى 400 دارس، وعدد ممارسى رياضة السيلات 450 لاعب.

كما نسعى لعقد فعاليات ثقافية، خاصة أن القوة الناعمة هى خير سبيل لبناء جسرًا من التعارف والتقارب بين الشعوب عامة.

- حدثنا عن تقلد المرأة لابرز المناصب فى بلدكم؟

-- تقلدت المرأة جميع المناصب؛ وأبرزها كان تولى السيدة "ميجاواتى سوكارنوبوترى"، رئاسة الجمهورية فى الفترة من 2001 إلى 2004، وكان ذلك نتاجًا لقانون لجنة الانتخابات كاحد أهم ضمانات مشاركة المرأة فى الحياة السياسية.

- ماذا عن معسكر العلوم الآسيوى بإندونيسيا؟

-- نهدف من خلال المعسكر، الارتقاء بمستوى البحوث التطبيقية المختلفة، والوقوف على كل ما هو جديد، فالملتقى جمع بين تكنولوجيا الأبحاث التطبيقية للطلبة وريادة الأعمال فشهدت المشاركة 300 طالب من مختلف دول العالم بعلماء من جامعة هارفارد، ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا «كالتيك»، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «mti»، الحاصلين على جائزة نوبل فى فروع العلوم المختلفة، وبينهم د.تاكا كيكا جيتا، من اليابان، والحاصل على نوبل فى الفيزياء 2015.

- هل حجم التبادل التجارى بين القاهرة وجاكرتا حاليًا يتناسب مع العلاقات التاريخية والسياسية؟

-- حجم التبادل التجارى بين مصروإندونيسيا لا يتناسب وحجم العلاقات التاريخية الكبيرة الذى تربط البلدين، فقد وصل الى 1.5 مليار دولار خلال الفترة من يناير إلى يوليو 2018، حيث استوردت إندونيسيا نحو 17.8 ملايين طن من التمور المصرية، وتحديدًا من إنتاج واحة سيوة، بقيمة 15 مليون دولار، كما نحتل المرتبة الأولى بين الدول المستوردة للتمور المصرية، باستحواذها على 40.1% من إجمالى الصادرات المصرية من التمور.

كما نستورد الفوسفات بقيمة 15 مليون دولار، وهناك تدشين لاستثمارات مشتركة بقطاعات الزجاج والإطارات ببرج العرب بمدينة الإسكندرية، كما نستهدف تعزيز فرص التبادل التجارى بين البلدين بما يرتقى بقوة علاقاتهما وخاصة على الصعيدين السياسى والثقافى.