جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 06:41 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ازهري يوضح كيف نحتفل بالمولد النبوي الشريف

الدكتور عمرو حلمي
الدكتور عمرو حلمي

قال الدكتور عمرو حلمي الأستاذ بجامعة الأزهر أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في شهر ربيع الأول من كل عام جرت العادة أن نحتفل بمولد النبي ﷺ بطرق مختلفة ووسائل متعددة ومتنوعة.

لافتاً إلى أن الاحتفال الذي يليق بالنبي ﷺ يكون في الاقتداء بصاحب الذكرى ﷺ. قال تعالى:(لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)[الأحزاب(21)] فهذه الآية الكريمة تدعونا إلى الاقتداء بالنبي ﷺ والتأسي به والتخلق بأخلاقه الكريمه فلنقتدي بالنبيﷺ في عبادته فقد كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه فسئل عن ذلك فقال : إذا كان ذلك كذلك أقلا أكون عبدا شكورا.

وأشار حلمي أن نقتدي به ﷺ في أخلاقه الكريمه, فكان ﷺ يتصف بالحلم والعفو والجود, يأتيه الرجل يسأله المال قائلا: أعطني من مال الله الذي عندك فإنه ليس مالك ولا مال أبيك فيعطيه حتى يرضى, فيذهب إلى قومه فيقول: أتيتكم من عند خير خلق الله محمد ﷺ فإنه يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة.

كما نقتدي به ﷺ في حلمه وعفوه فلم يدع على قومه يوم الطائف عندما أغروا به سفهاءهم حتى قذفوه بالحجارة فأدموا قدميه الشريفتين وجاءه جبريل بخبر السماء أن ملك الجبال طوع أمرك فمره لكي يطبق عليهم الأخشبين- يعني الجبلين العظيمين فيقول ﷺ : لا يا جبريل لعل الله يخرج من أصلابهم من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. وكذلك يوم أحد يعفو ﷺ ويصفح عن القوم بعد أن شرعوا في قتله فنجاه الله فيقول له عمر: يا رسول ألا تدعو عليهم كما دعا نوح على قومه, فإذا به ﷺ يدعو لهم قائلا: اللهم اهد قومي فإنه لا يعلمون. فيقول عمر: ما أحلمك يا رسول الله لم تدعو عليهم بعد ما فعلوا بل تدعو لهم بالهداية وتلتمس لهم العذر بألجهل بأنهم لا يعلمون.

كما نقتدي بالنبي ﷺ في رضاه وفي غضبه فكان لا يغضب لنفسه ولكن إذا انتهكت حرمات الله فإنه يغضب لله كما حدث مع أسامة بن زيد عندما جاءه ليشفع في المرأة المخزومية التي سرقت فقال له: أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة , إنما أهلك الذين من قبلكم إنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه, وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها, وحاشاها أن تفعل رضي الله عنها. كما نقتدي به ﷺ في ثباته على دعوته وتمسكه بالحق ورفضه لكل المساومات التي عرضت عليه ﷺ قائلا: لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته أبداً حتى يظهره الله أو أهلك دونه. فلذا وجب أن يكون الاحتفال بذكرى المولد النبوي بطاعة الله ورسوله ﷺ، وبالاستقامة على شريعة الله، والإكثار من الصلاة على النبي، ﷺ واتباع النبي ﷺ والتمسك بسنته ، وترك المعاصي، والإكثار من الحسنات، وكم رأينا النبي ﷺ ، في تعامله مع الأطفال، والأرامل، واليتامى، وكم كان يصل الأرحام، هكذا يكون حب الرسول، ﷺ ويكون بالتأسي به في أقواله وأعماله، والسير على نهجه ﷺ ,والدعوة إلى ذلك، هذا هو الحب الصادق الذي يدل عليه العمل الشرعي، والعمل الموافق لشرعه هذا وكان أول من احتفل بمولده ﷺ هو الرسول الكريم نفسه فقد صح عنه ﷺ أنه كان يصوم يوم الاثنين ويقول فيه: ذاك يوم ولدت فيه، فهو شكر منه ﷺ على منة الله تعالى عليه وعلى الأمة بذاته الشريفة.

فالفرح به ﷺ مطلوب في كل وقت وكل نعمة، ولكنه يتأكد في كل يوم اثنين وفى كل عام في شهر ربيع الأول؛ لقوة المناسبة وملاحظة الوقت.