جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 06:07 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

تعرف على شكوى مفوضية حقوق الإنسان بجنيف ضد تركيا لبثها ‏قنوات إخوانية تحرض على الجيش الوطنى الليبى

ميشيل باشيليت
ميشيل باشيليت

دعت مؤسسة حقوقيات صاحبة الصفة الاستشارية بالامم المتحدة المفوضة السامية ‏لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، إلى العمل على وقف التحريض على ‏العنف والكراهية التى تذيعها قنوات تابعة لجماعة الاخوان المسلمين ‏المصنفة ارهابية فى عدد من الدول وتبث برامجها من دولة تركيا ، ‏واعربت المؤسسة فى خطاب للمفوضية تم تسليمه اليوم بجنيف عن قلقها العميق إزاء تجاهل ما تقوم به هذه ‏القنوات من دعم للعمليات الارهابية وتبرير للجرائم التركية ضد ‏الاكراد فى شمال سوريا، وهو ما يتعارض مع قواعد القانون الدولى ‏التى تجرم دعاوى الحض على الكراهية والعنف وكذلك اتفاقيات البث ‏الفضائى . ‏

و دعت المفوضة السامية والمقرر الخاص بحرية الراى والتعبير ‏والمقرر المعنى بالارهاب الى النظر فى الانتهاكات اليومية التى تقوم ‏بها هذه القنوات التى تبث من الدولة التركية فى مخالفة للمادة 5 من ‏إعلان مبادئ التسامح والذى اعتمده المؤتمر العام لليونسكو عن ‏التسامح ومناهضة العنف في دورته الثامنة والعشرين، باريس، 16 ‏تشرين الثاني/نوفمبر 1995 والتى تنص على عمل الدول علي تعزيز ‏التسامح واللاعنف عن طريق برامج ومؤسسات تعني بمجالات التربية ‏والعلم والثقافة والاتصال.‏

وأرفقت الشكوى بعدد من المقاطع التى تظهر مذيعى تلك القنوات ‏وضيوفهم من الارهابيين السابقين يحرضون ضد الجيش ‏الوطنى الليبى .‏

وقالت فى شكواها للمفوضية ‏‏ ان الدولة التركية تمارس عملا عدائيا ‏منهجيا ضد ليبيا بالسماح لتلك القنوات ببث مواد مصورة تمثل انتهاك وخرق واضح ‏للقواعد الأخلاقية التى تعمل بها وسائل الإعلام، وتهديد صريح ‏وواضح لمنظومة حقوق الإنسان التى تحمى الإنسان من الاستخدامات ‏الضارة لحرية الرأى والتعبير والتى أوردها مجلس حقوق الإنسان ‏بالأمم المتحدة "UNHRC" تحت عنوان الحدود "المسموح بها" ‏المتعلقة بحرية التعبير وهى أن تحمى الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة ‏الناس من التصريحات غير الدقيقة والمسيئة وتحمى الخصوصية فى ‏ظل ظروف معينة وتتيح للدولة حماية أمنها وتمنع صحافة ‏‏"الكراهية"، خصوصا التى تشجع على العنصرية أو الكراهية العرقية ‏أو الدينية كما تمنع الدعاية للحرب.

ونوهت الى ان بث تلك القنوات من ارض تركيا الخاضعة للاتفاقات ‏الاوروبية يمثل انتهاكا لقوانين الاتحاد الأوروبى الخاصة بالبث ‏الإذاعى والتليفزيونى التى جرمت هذه الممارسات .‏

وحذرت من ان استمرار هذه الحالة الإعلامية الشاذة التى تستغل أنظمة ‏قمعية مثل النظام التركى والتمويل القطرى ينذر بالخطر على ‏المستقبل، فتلك القنوات تغذى أفكار الإرهاب والتطرف وتساهم فى ‏استمرار توطينه داخل المجتمعات العربية، وتتحدى منظومة حقوق ‏الإنسان.‏

وأكت فى شكواها للمفوضية على ضرورة ادانه تركيا لمخالفتها ما ‏نص عليه دليل منظمة اليونسكو لضبط البث الإعلامي والذى حذر من ‏استخدام الاعلام فى التحريض والحض على الكراهية وجرمت ‏المحاولات التى تقوم بها تلك القنوات لدفع الشباب لقتال اجهزة الدولة ‏وهو الامر المجرم وفقا لنصوص القانون الدولي حيث نصت المادة ‏‏20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على حظر أية ‏دعاية للحرب و أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية ‏تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف وايضا نص قرار ‏مجلس الامن رقم ١٦٢٤ والذى نص على قيام الأمم المتحدة وكافة ‏الدول بإتخاذ جميع التدابير الضرورية والمناسبة، وفقا للقانون ‏الدولي، على الصعيدين الوطني والدولي، لحماية الحق في الحياة ‏وتجريم عمليات التحريض على العنف والدعوة لممارسة الارهاب .‏

ورصدت المؤسسة قيام الدولة التركية بالسماح لقناة ليبيا الاحرار بالبث الفضائي من اراضيها وهى قناة يديرها ‏"سليمان على سليمان دوغة " المدعوم ماليا من دولة قطر ‏.

وبحسب الوثيقة الخاصة بجهاز الأمن الليبي السابق، "دوغة " هو ‏أحد ‏العناصر المطلوب القبض عليها لعلاقته بجماعة الجهاد وهى ‏احد ‏الجماعات الارهابية الموضوع على قائمة جهاز الامن الداخلي ‏فترة حكم ‏النظام الليبي السابق.‏

كما يظهر فى برامج المحطة عدد من الارهابيين السابقين مثل نعمان ‏بن عثمان هو احد افراد الجماعة الليبية المقاتلة (تنظيم القاعدة) ‏والذى ‏يظهر عبر تلك القنوات لتشويه ‏صورة الجيش الوطنى الليبى، لصالح ‏تركيا وقطر ومساندة الميليشيات ‏المسلحة التى تتمركز فى مدن المنطقة ‏الغربية وتحديدا فى طرابلس ‏ومصراتة.‏

وتُعرف تلك المحطات الفضائية نفسها على ‏انها شركات تبث من ‏تركيا ومجهولة التمويل، وانتهجت منذ اليوم الاول لبثها اسلوب تهييج ‏الناس فى ليبيا ‏ونشر الشائعات وتلفيق ‏الأخبار، وقد دأبت تلك القنوات التحريض على القتل ‏والعنف.‏

وقالت المؤسسة انها تضع تحت نظر المفوضة السامية والمقرر الخاص بحرية ‏الراى والتعبير والمقرر الخاص بالارهاب مجموعة من الفيديوهات ‏التى بثتها تلك القنوات على مدار الاعوام الماضية وبها ما يؤكد ‏دعوتها للقتل والعنف والتخريب ونشر خطاب الكراهية ضد الجيش الليبى ودعم الارهاب. ‏ ‏

‏ وتوضح المؤسسة ان غياب المساءلة للدولة التركية عن بث تلك ‏القنوات مكن العاملين فيها من انتهاك للقرار رقم ٥٩‏ للجمعية العامة للأمم المتحدة عام ١٩٤٦ والذى نص على ارتباط ‏حرية الإعلام بعدم إساءة استعمالها وضمان:

‏١‏ -احترام حقوق الآخرين أو سمعتهم.

‏٢‏ -حماية الأمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو الأخلاق ‏العامة وأيه دعوة إلى الكراهية القومية أو الدينية، والذين

يشكلان تحريضاً على العنف المخالف للقانون، أو أي ‏عمل غير قانوني آخر ومشابهة ضد أي شخص أو مجموعة ‏أشخاص، مهما كان سببه، بما في ذلك سبب العرق أو اللون أو ‏الدين أو اللغة أو الأصل القومي .‏

كما مثلت هذه المقاطع وغيرها من المواد المصروة التى تبثها هذه ‏القنوات انتهاكا لإعلان الأمم المتحدة للقضاء علي جميع ‏أشكال ‏التمييز ‏العنصري ‏الصادر في 20 ‏ نوفمبر 1963.