جدعنه ضابط .. سدد ديون عجوز وعالجه على نفقته
لا يكاد يمر يوم إلا ويثبت فيه رجال الداخلية معدنهم الأصيل وحرصهم التعامل مع الناس بوجههم الإنساني، فلم يمر سوى بضعة ايام على واقعة النقيب أحمد شاكر، الضابط بقسم شرطة البساتين، الذي سدد دين إحدى الغارمات، حتى برز النقيب أحمد صبري، معاون مباحث قسم شرطة الزيتون، إلى لوحة شرف الشهامة، بعد أن قام بمساعدة رجل مسن كان فى شدة العوز والحاجة للمال، في تسديد أجرة مسكنه الذي يعيش فيه بمفرده، بعد ان أصبح مهددا بالطرد إلى الشارع لتأخره عن سداد الإيجار.
وبدأت خيوط اللوحة الإنسانية التي رسمها النقيب أحمد صبري أثناء تواجده بديوان القسم، وتلقيه بلاغا بحدوث مشاجرة بين صاحب عقار وساكن لديه، وتبين أن الساكن مسن ويقيم بمفرده، وليس له عائلة أو أولاد، ويعاني من أمراض عديدة، فانتقل مسرعا إلى مكان البلاغ، وعندما وصل إلى مكان البلاغ، فوجئ بشقة متواضعة بسيطة، يسكن بها رجل مسن، لا يقوى على الحركة، ويبكي من شدة القهر، وعندما استمع الضابط وعلم أن صاحب العقار يريد طرده لعدم سداد الإيجار المتأخر عليه لمدة عام، وبسؤاله اعترف الساكن أنه لم يستطع دفع الأيجار لتزايد الأمراض عليه، وارتفاع ثمن الأدوية، فرق قلب الضابط لحاله، كما يرق للضعف الإنساني، وصعد إلى شقة صاحب العقار وسدد عن الرجل الإيجار المتأخر.
ولم يكتفِ النقيب أحمد صبري بذلك، وطلب سيارة اسعاف لنقل المسن إلى المستشفى لعلاجه والأطمئنان على حالته وتوفير ما يحتاجه من أدوية، وأصر على حمله إلى سيارة الإسعاف هو والقوة المرافقة له، وذهب معه غلى المستشفى، وبعد توقيع الكشف الطبي عليه، قام بأخذ الروشتة وصرفها، وأعاد المسن إلى مسكنه، ودفع له عدة أشهر مقدما من إيجار الشقة، ليضرب بذلك المثل على النخوة والأصل الطيب النقي الذي لم تغره سلطة ونضح قلبه بحب الناس والإشفاق عليهم.
