جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 10:00 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
محافظ دمياط تتلقى تقريرًا حول نتائج القافلة الطبية التى أطلقتها الصحة بقرية أبو سعادة الكبرى ضمن خطة شهر إبريل الجارى «المدینة العربیة والتحول نحو المجتمع الذكي: الآفاق والتحدیات».. ندوة بمكتبة الإسكندرية الثلاثاء عناوين إخبارية سريعة وخفيفة ومتنوعة صباح اليوم الجمعة كمامات بـ4 ملايين جنيه.. إحالة 3 مسؤولين بمستشفى الشيخ زايد المركزي للمحاكمة تعطل عمليات السحب والإيداع بماكينات البريد خلال ساعات مركز خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة دمنهور يعقد فعاليات اليوم الأول لدورة التحاليل الطبية خبير اقتصادي: مؤشرات البورصة المصرية حققت أداءا جيدا الفترة الحالية تكليف سمير البلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة مدبولي ..الاسعار ستأخذ مسارا نزوليا بدأ من الاحد القادم التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر خلال القافلة التنموية لجامعة دمنهور جامعة دمنهور تطلق مشروع لانتاج نواقل خلوية نانوية الحجم من النباتات العضوية (FarmEVs) جامعة دمنهور تحتفل بيــــــوم التراث العالمي

محمد خليفة يكتب : الملك «كورش» هو «ذو القرنين»!

محمد خليفة
محمد خليفة

خطر في بالي أنّ ذو القرنين الملك النبى لا يمكن أن يكون هو الأسكندر الأكبر، كما قال عنه عمالقة المؤرخين القدامى وهذا التفسير "لذى القرنين" عمل عليه اليهود فى العصور القديمة لغرض فى أنفسهم، ولم يذكر القرآن الكريم أسمه، لذا كان لابد من البحث عما كتبه البعض حول حقيقة هذا الملك النبى، إذ لم يوجد في كلام مؤرخى اليونان ما يلقى الضوء علي هذا اللقب ونعود إلى ما قاله "أبو الكلام أزاد" فى هذا الشأن..

يقول : "ثم بعد سنوات لما تمكَّنت من مشاهدة آثار إيران القديمة ومن مطالعة مؤلفات علماء الآثار فيها زال الظلام الذى كان يحيط بشخصية "ذو القرنين"، إَذ ظهر كشف أثرى قضى علي سائر الشكوك، فتقرر لدىَّ بلا ريب أن المقصود بذى القرنين ليس إلا "الملك كورش" نفسه فلا حاجة بعد ذلك أن نبحث عن شخص آخر غيره "إنه تمثال علي القامة الإنسانية، ظهر فيه كورش، وعلي جانبيه جناحان، كجناحى العقاب، وعلي رأسه قرنان كقرنى الكبش...

فهذا التمثال يثبت بلا شك أن تصور "ذى القرنين" كان قد تولد عند كورش، و لذلك نجد الملك في التمثال و علي رأسه قرنان" أي أن التصور الذي خلقه أو أوجده اليهود للملك المنقذ لهم "كورش" كان قد شاع وعرف حتى لدى كورش نفسه علي أنه الملك ذو القرنين .. أي ذو التاج المثبت علي ما يشبه القرنين ..

كما يتبين من صورة التمثال سواء قلنا أنه صنع في عهده نفسه ، أو في عهد خلفائه .. وفى القرآن الكريم والتاريخ نجد أنّ ما وصل إليه أزاد قد يعتبر لدي الباحثين كافياً، إلا أنّه مفسر للقرآن وعليه أن يعقد المقارنة بين ما وصل إليه وبين ما جاء به القرآن عن ذي القرنين أو عن الملك كورش .. إذ أن هذا يعتبر الفيصل في الموضوع لدي المفسر المؤمن بالقرآن ..

ويقول أزاد : أنه لم توجد مصادر فارسية يمكن الاعتماد عليها في هذا الشأن، ولكن الذى أسعفنا هو الكتب التاريخية اليونانية، ولعل شهادتها ، تكون أوثق وأدعى للتصديق، إذ أن المؤرخين اليونان من أمَّة كان بينها وبين الفرس عداء مستحكم ومستمر فإذا شهدوا لكورش فإن شهادتهم تكون شهادة حق لا رائحة فيها للتحيَّز، ويستشهد أزاد في هذا المقام بقول الشاعر العربي: "ومليحة شـــهدت لها ضراتها ... والفضل ما شهدت به الأعداء"...

فقد أجمعوا علي أنّه كان ملكاً عادلاً، كريماً، سمحاً، نبيلاً مع أعدائه...

وقد حدد أزاد الصفات التي ذكرها القرآن لذى القرنين، ورجع لهذه المصادر اليونانية فوجدها متلاقية تماما مع القرآن الكريم، وكان هذا دليلاً قويا آخر على صحة ما وصل إليه من تحديد لشخصية ذي القرنين، تحديدا لا يرقي إليه شك ...

فمن هو "كورش أو قورش" الكبير؟

هو أول ملوك فارس "560 - 529 ق م" واسمه كورش بن كمبوجية بن كورش ابن جيشبيش بن هخامنش، أحد أعظم ملوك الفرس الأخمينية.

استولى على آسيا الصغرى وبابل وميديا، وحكم من "550-529 ق.م"، وقـُتل في" ماساجت" ودُفن في باساركاد...

في البداية احتل الكثير من الممالك المجاورة. مثل ليديا في غرب تركيا الآن وميديا وبابل التي أطاح بها في عام 539 ق.م. وهو من أسرة فارسية ظهر في منتصف القرن السادس قبل الميلاد في وقت كانت فيه بلاده منقسمة إلي دويلتين تقعان تحت ضغط حكومتي بابل وآشور القويتين، فاستطاع توحيد الدولتين الفارسيتين تحت حكمه، ثم استطاع أن يضم إليها البلاد شرقا وغربا بفتوحاته التي أشار إليها القرآن الكريم، وأسس أول إمبراطورية فارسية، وحين هزم ملك بابل سنة 538 ق.م. أتاح للأسرى اليهود فيها الرجوع لبلادهم، مزودين بعطفه ومساعدته وتكريمه...

ويرى البعض بأنه كان موحدا لله وبغض النظر بأنه شخصية دينية، فاليهود لا يعدونه رجلا مشركا أو وثنياً، كما أن النقوش والكتابات المخطوطة بالخط المسمارى المأثور عن داريوش الكبير وبينهما من الفصل الزمانى ثمانى سنين تؤكد بكونه موحدا غير مشرك، فمن الصعب أن يتغير ما كان عليه "كورش في هذا الزمن القصير" .

وللحديث بقية ...

المراجع:

1- ذو القرنين شخصية حيرت المفكرين أربعة عشر قرنا وكشف عنها - أبو الكلام أزاد دكتور عبد المنعم النمر بمجلة العربي العدد 184
2- أبي جعفر، بن جرير، محمد الطبرى "تاريخ الأمم والملوك" ، مؤسسة عزالدين، طبعة عام 1985 للميلاد.
3- الحموى، "ياقوت، أبوعبد الله" مُعجَم اَلبُلدان ، دار الكتب العلمية، بيروت، عام 1990
4- المسعودى "على بن حسين، الشافعى" مروج الذهب ومعادن الجوهر- دار الأندلس للطباعة والنشر بيروت، طبعة 1985
5- صانعو التاريخ - سمير شيخانى
6- 1000 شخصية عظيمة - ترجمة د.مازن طليمات.