جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 04:09 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محمد خليفة يكتب: «جوشن» عاش فيها يوسف فى عصر «اخناتون»

محمد خليفة
محمد خليفة

خلاف كبير دار بين المؤرخين حول المكان الذى كان يعيش فيه نبى الله يوسف في مصر، البعض قال إنه كان يقيم في منطقة "كوم اوشيم" بالفيوم جنوب غرب مصر، والبعض أكد أنه كان يقطن في منطقة الأقصر التي كانت تسمى طيبة، وتواجد فيها مقر الحكم ومقر إقامة الملك اخناتون، فيما رأى البعض الآخر أنه كان يقيم في منطقة ادفو بأسوان، لكن الحقيقة أنه أقام وعاش في منطقة أرض "جوشن" المسماة بوادى الطميلات وفي المسافة الممتدة بين محافظتي الشرقية و الإسماعيلية.

وقال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء بالمجلس الأعلى للآثار ، إن دخول نبى الله يوسف مصر كان في عهد الأسرة السادسة عشرة أيام الملك "إبابي الأول" وهو المذكور في التوراة باسم "فوطيفار" عزيز مصر، وقد وجدت لوحة أثرية عبارة عن شاهد قبر ذكر فيه اسم "فوتي فارع"، كما استدل من بعض الآثار عن الأسرة السابعة عشرة على مجاعة في مصر قبل هذه الأسرة، وهو ما ذكر فى القرآن الكريم والتوراة عن سنوات القحط وبالتالي فدخول نبى الله يوسف وأخوته مصر يكون أقرب لسنة 1600 قبل الميلاد وفى عهد الهكسوس.

وقال" ريحان فى بحثه" إن كلمة إسرائيل تعني عبد الله وذكرت في القرآن الكريم في الآية التي تقول "أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل" سورة مريم 58، وذكروا في القرآن باسم بنى إسرائيل نسبة إلى جدهم الأول نبي الله يعقوب، وعاش بنو إسرائيل ومنهم نبى الله يوسف بمصر في أرض جوشن أو جاسان المعروفة الآن بوادى الطميلات، وهو الوادى الزراعي الذي يمتد من شرق الزقازيق بمحافظة الشرقية إلى غرب الإسماعيلية، وذلك حتى ولادة نبى الله موسى عليه السلام، وهو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث ابن لاوي بن يعقوب عليه السلام، وبالتالى فقد جاء نبي الله موسى من نسل لاوي أحد أخوة نبي الله يوسف عليه السلام.

ويوضح الدكتور ريحان أن لقب حاكم مصر في فترة الهكسوس كان "ملكا" وليس فرعونا، وكلمة فرعون كانت لقب كل حاكم مصرى وليس حاكما بعينه والتي تعني البيت الكبير، أو القصر الملكيّ في مصر القديمة.

ومن إعجاز القرآن الكريم أنه ذكر حاكم مصر عند الحديث عن قصة نبى الله موسى وفرعون الخروج بلقب فرعون وليس ملكا كما تقول الآية "نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" سورة القصص، إلا في سورة يوسف فقد ذكر حاكم مصر باسم "ملك" كما في الآية التي تقول " وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي" سورة يوسف 54.

"وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ" سورة يوسف آية 43، وهذا يؤكد دخول نبى الله يوسف وإخوته مصر في عهد الهكسوس.

ويتابع ريحان أن خروج بنى إسرائيل من مصر تم من منطقة "سكوت" كما جاء في التوراة وهي لفظ عبرى قديم تعني سوخيت بمعنى الخيام أو المظلات، ويراد بها الأماكن المعدة للمسافرين كاستراحات مؤقتة، وموقعها الآن ما بين صان الحجر والصالحية وفيثوم وهي المدينة التي اكتشفها العالم الفرنسي نافيل عام 1883 وموضعها تل الرطابية غرب بحيرة التمساح.