جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 11:46 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
التنمية المحلية تتابع تحسين مستوي الخدمات للمواطنين بالمحافظات.. رصف طرق بالغربية ١٥١٣ مواطن تلقوا خدمات الكشف والعلاج بالمجان بقافلة السرو من صحة دمياط التنمية المحلية تتابع تنفيذ مبادرة حياة كريمة والجمهورية الجديدة مصر بتتبني بالمحافظات ..” أسوان” افتتاح استوديو المحتوى التعليمى الجديد بالتعاون مع اليونسكو وهواوى بالأكاديمية المهنية للمعلمين وزيرة التضامن: 60% من مرضى الإدمان يعيشون مع أسرهم دون اكتشاف الوالدين لتعاطي أبنائهم. وصول 8 شهداء لـ مستشفى «الأقصى» جراء قصف الاحتلال منزلًا بمخيم المغازي إصابة 9 أشخاص واحتراق منزل في مشاجرة بالفيوم ... بسبب خلافات الجيرة مصرع شاب في تصادم دراجة نارية بجرار زراعي في الوادي الجديد «القباج» تطلق مرحلة جديدة من حملة «أنت أقوى من المخدرات» للوعي بخطورة الإدمان 4 شهداء وعدد من المصابين جراء قصف الاحتلال لمنزل بمخيم المغازي سوريا.. انفجارات عنيفة تدوي في منطقة مطار حلب الدولي وزيرة التضامن: قضية المخدرات أصبحت خطرًا يُهدد السلم المجتمعي

انتحار بالجملة شباب يفضل الهروب عن المواجهة

انتحار الشباب
انتحار الشباب

يطرح تزايد حالات الانتحار بين الشباب في مناطق مختلفة بالقاهرة وبعض المحافظات بالفترة الاخيرة‘ عدة تساؤلات‘، نحاول الإجابة عنها في السطور التالية‘ لعل أهمها: لماذا يقبل الشباب علي الانتحار في المناطق العامة وعبر وسائل مؤثرة في الناس؟ وما هي علاقة تقارب أعمار المنتحرين بوسائل التواصل الاجتماعي.خاصة بعد ما اكدته والدة ان المنتخرين‘ بان وراء انتحار نجلها جمعية الكترونية للمنتحرين؟. لقاءات المتخصصين اكدت خطورة الظاهرة‘ وضرروة مكافحتها ‘ والبحث عن حلول لتحجيمها‘ وطالبوا بالمعالجة الإلكترونية لمحفزات الانتحار‘ وزيادة برامج التوعية.

في البداية أكد الدكتور "ابو الفضل الاسناوي" أحد الباحثين وخبير دراسات علم الاجتماع السياسي ، في حديث خاص لجريده الديار، ان السبب الرئيسي لحالات الانتحار المتكرره في الفتره الاخيره والتقارب الزمنى بين كل حاله و الأخرى، فقد لفت نظرنا الي امر هام وهو تصريح والده طالب كليه الهندسه الذي انتحر من فوق برج القاهره، حيث استغاثت الام برئيس الدوله، وقالت إن هناك نوع آخر من الجمعيات اسمه جمعيات المنتحرين على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تجمع الشباب الذين يفكرون في الانتحار، وأشار الدكتور الي ان التقارب بين حالات الانتحار يرجع إلى احتماليه وجود صفحات او جروبات على مواقع التواصل الاجتماعي تعرف بالتجمعات الالكترونيه، والتي تستغل الشباب الذين يريدون التخلص من الواقع والبحث عن الموت .

وأضاف لابد من ضروره التطرق الي الأسباب الرئيسيه التي تجمع هؤلاء على صفحات التواصل الاجتماعي، والتي قد تجمع بين محرضيين وتشجيعهم على الانتحار. فنحن أمام ظاهره خطيره والتي من الممكن أن تزيد من معدل حالات الانتحار، حيث انه في خلال اربعه ايام حدثت اربع حالات انتحار بطرق مختلفه ومتنوع لاعمار سنيه متقاربه ما بين ١٥ ل٢٩سنه، فهذا التقارب العمري بين حالات الشباب المنتحرين يوحي بضروره تدخل الاجهزه الامنيه لمكافحه جرائم الإنترنت ومحاربه تلك الصفحات، التي تجمع الشباب الذين يتعرضون لمشاكل نفسيه او ظروف اجتماعيه او اقتصاديه الي غير ذلك، فمن الضروري في الوقت الحالي سرعه التدخل والبحث عن هذه الصفحات ومقاوماتها ومقاومه القائمين عليها.

أصبح الانتحار ظاهره عالميه في جميع دول العالم، بين اعمار تتراوح من 15الي29عام . ويرجع السبب في ذلك الي لحظات يمر بها المنتحر من اضطرابات نفسيه، ونتيجه عدم القدره على التعامل مع ضغوط الحياه، مثل المشاكل الماديه او انهيار علاقه ما، بالاضافه إلى العنف الأسرى وسوء المعامله، مما يؤدي بدوره الي الميل للعزله، ويراوده شعور دائم بالتخلص من الحياه.

وقد اثارت قضيه الانتحار في مصر جدلآ كبيرا ، وذلك بعد انتحار طالب كليه الهندسة من أعلى من برج القاهره في مشهد آثار الفزع، فما السبب الذي جعله يتخلص من حياته بهذه الطريق المفزعه وعند سؤال طبيب نفسي عن سبب اختيار هذه الطريقه

وحكمة اختيار وسيلة الانتحار القاسية هذه

يقول أحد أطباء علم النفس ، إن الانتحار هو اندفاع لم يفكر فيه الشخص ولم يخطط للانتحار مسبقًا بل يتعرض لضغط نفسي شديد أو موقف طاريء لا يقوى على تحمله فيتملكه الغضب ولا يستطيع التحكم في انفعلانه فينتحر.

بينما هناك نوع اخر للانتحار وهو الأكثر شيوعًا وانتشارًا خاصة لدى فئة المراهقين والشباب هو الانتحار المخطط له وهو الذي يخطط فيه الشخص للانتحار، ويكون ناتج عن تعرضه للإكتئاب، يفكر الشخص أن الانتحار هو الحل الأمثل لإنهاء معاناته التي لا يشعر بها أحد، ويبحث عن وسيلة ثم يقدم على الفعل نفسه.

أسباب انتحار الشباب

أن المراهقين والشباب هم أكثر عرضة للإقدام على فعل الانتحار بسبب الطبيعة الاندفاعية الذي يتسم بها الشباب في هذه المرحلة العمرية، أن أبرز الأسباب التي تدفع الشباب للانتحار، هي:

- الاكتئاب، حيث يعد السبب الرئيس في الانتحار في مختلف دول العالم، ويعاني قطاع كبير من الشباب من الاكتئاب بدرجاته المتفاوته، والذي قد يصل إلى الرغبة في التخلص من الحياة.

- الإدمان، هو السبب الثاني الذي يقود صاحبه للانتحار، والذي يعرف بالانتحار دون عمد.

- الفصام من أكثر المشكلات النفسية المعقدة، والتي تحتاج لوقت وجهد كبير في العلاج، وقد تدفع صاحبها للانتحار.

- ضغوط المجتمع التي تلقى على عاتق بعض الشباب سواء كان في مرحلة الدراسة أو بداية طريق العمل.

- الضغوط التي يسببها الأهل على الشباب، سواء في الدراسة أو العمل، أو الزواج، وقد يكون الشاب غير مؤهل لتحمل ذلك، مما قد يدفعه لاكتئاب يقوده للانتحار.

الانتحار المخطط له يحتاج فيه الشخص لاختيار وسيلته للتخلص من الحياة، وتختلف تلك الوسيلة بين الذكور والإناث، فالإناث أكثر عددًا في محاولات الانتحار، بينما الرجال الأكثر نجاحًا في التنفيذ، فغالبًا ما تلجأ السيدات والفتيات لاختيار وسيلة أقل ألمًا مثل بلع الحبوب، وفي تلك الحالات يمكن إنقاذها.

إلى أن الرجال يفكرون في الوسائل الأكثر قسوة والتي لا تحتمل الفشل للتأكد أن معاناته تلك لا بد أن تنتهي، ولا يضع احتمال لعودته للحياة مرة أخرى وتكرار نفس المأساة التي يود الهروب منها.

و كلما اختار الشخص أيًا كان ذكر أو أنثى إلى وسيلة أكثر إندفاعًا وقسوة وإيلامًا، يعني ذلك أن قراره لا رجعة فيه، وهذا يعكس رسالة لمن حوله بحجم الألم النفسي الذي كان يمر به.

علامات تدل على أن الشخص يفكر في الانتحار

الشخص الذي يفكر في الانتحار لابد أن تظهر عليه بعض العلامات والمؤشرات التي تكشف عن أنه يمر بأزمة نفسية شديدة، ويفكر في الانتحار، وحدد تلك العلامات على النحو التالي:

- الحزن الشديد، المستمر لفترة طويلة تمتد لأشهر.

- العزلة الاجتماعية، وعدم المشاركة والانخراط في أي أنشطة اجتماعية.

- اضطرابات شديدة في الطعام، سواء بالإفراط أو فقدان ملحوظ في الشهية.

- كثرة البكاء.

- العصبية المفرطة، وعدم التحكم في الأعصاب.

- الحديث عن الموت والخلاص من الحياة.

- البحث عن وسائل الانتحار.

- محاولة إيذاء النفس.بينما النوع الآخر وهو الأكثر شيوعًا وانتشارًا خاصة لدى فئة المراهقين والشباب هو الانتحار المخطط له وهو الذي يخطط فيه الشخص للانتحار، ويكون ناتج عن تعرضه للإكتئاب، يفكر الشخص أن الانتحار هو الحل الأمثل لإنهاء معاناته التي لا يشعر بها أحد، ويبحث عن وسيلة ثم يقدم على الفعل نفسه.

" تقرير منظمة الصحة العالمية عن معدل الانتحار في الدول العربيه"

أظهر تقرير لمنظمة الصحة العالمية (WHO) احتلال مصر المركز الأول بين الدول العربية من حيث معدلات الانتحار خلال عام 2016.

وتفوقت مصر على دول عربية تشهد نزاعات مسلحة وحروب أهلية حيث شهدت 3799 حالة انتحار في عام 2016، تبعتها عربياً السودان (3205 حالة انتحار) واليمن (2335 حالة).

وجاءت الجزائر في المركز الرابع بعدد حالات انتحار بلغ 1299 حالة، ثم العراق (1128 حالة) والمملكة العربية السعودية في المرتبة الخامسة برصيد (1035 حالة).

وكانت المغرب (1014) البلد العربي الوحيد الذي زادت فيه حالات انتحار الإناث (613 حالة) عن الذكور (400).

وقال التقرير إن 79% من حالات الانتحار عالمياً وقعت في دول ذات دخول متوسطة أو منخفضة.

وطبقاً للتقرير، وصل معدل الانتحار عالمياً إلى 10.5 حالة لكل 100 ألف مواطن.

رأي الدين في الانتحار وما يترتب عليه من عقاب

إن الله عز وجل نهى المسلم عن قتل النفس، ويستوي في ذلك أن يقتل نفسه أو غيره من النفوس التي حرم الله قتلها إلا بالحق؛ فقال سبحانه: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً}، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردَّى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تحسَّى سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً" (متفق عليه).

وفي الحديث الآخر: "من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذباً فهو كما قال، ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة، وليس على رجل نذر في شيء لا يملكه"، وروى البخاري في صحيحه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعن نفسه يطعنها في النار، والذي يقتحم يقتحم في النار"، وروى الشيخان من حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان رجل به جراح فقتل نفسه، فقال الله: بدرني عبدي بنفسه، فحرمت عليه الجنة".

فالانتحار من الآثام العظام والذنوب الكبار التي توعد النبي صلى الله عليه وسلم فاعلها بالعذاب الأليم؛ لأنه دليل على ضعف الإيمان ورقة الدين، والمؤمن حقاً لا يقدم على الانتحار مهما أصابه من بلاء الدنيا ولأواها، بل يصبر ويحتسب مقتدياً في ذلك بالنبيين صلوات الله وسلامه عليهم، مدركاً حقيقة الحياة الدنيا وأنها دار امتحان وابتلاء: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً}.

ولذلك عد العلماء قتل النفس من كبائر الذنوب، قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله في كتابه (الزواجر عن اقتراف الكبائر): "الكبيرة الرابعة عشر بعد الثلاثمائة (قتل الإنسان لنفسه)"، وهاهنا جملة أمور لا بد من الإحاطة بها: يغفر ما دون ذلك لمن يشاء}، ومن أصول أهل السنة أنهم لا يشهدون على معين من أهل القبلة بأنه من أهل النار إلا من ورد فيه النص عن المعصوم صلى الله عليه وسلم بخصوصه. ..

ثالثها: أنا لا نجزم بخلوده في النار لو دخلها، بل يحمل الحديث كما قال بعض العلماء على من فعل ذلك مستحلاً مع علمه بالتحريم فيكون كافراً، أو أن المراد بالخلود طول المدة والإقامة المتطاولة لا حقيقة الدوام،

كما يقال: "خلَّد الله ملك السلطان"؛ وذلك لما تواتر في الأحاديث من أنه: "يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه".

رابعها: إذا عُلم هذا فإن المنتحر تُجرَى عليه أحكام موتى المسلمين، فيُغسَّل ويُكفَّن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين، ويورث ماله ويترحم عليه ويدعى له، وبعض العلماء كابن شهاب الزهري كما نقل عنه النووي في شرح صحيح مسلم كره الصلاة على المرجوم وقاتل نفسه، وبعضهم كره أن يصلي عليه أهل الفضل بل عليهم أن يعتزلوا الصلاة عليه ردعاً لغيره أن يقترف مثل هذا الذنب العظيم، والله تعالى أعلم.

"المعدل العالمي الموحّد حسب السنّ للانتحار" [1] في عام 2016[2] بلغ 10.5 لكل 100000. بيد أن المعدلات تباينت بين البلدان، من 5 وفيات بالانتحار لكل 100000، إلى أكثر من 30 لكل 100000. وفي حين أن نسبة 79% من حالات الانتحار في العالم وقعت في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، فقد سجّلت البلدان المرتفعة الدخل أعلى المعدلات، حيث بلغت 11.5 لكل 100000. ويبلغ عدد المتوفين من الرجال بالانتحار في البلدان المرتفعة الدخل نحو ثلاثة أمثال عدد النساء، عكس البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تميل كفّة المعدّل إلى التساوي بدرجة أكبر.

وكان الانتحار هو ثاني الأسباب الرئيسية للوفاة في أوساط الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً، بعد إصابات الطرق. وفي أوساط المراهقين ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً، كان الانتحار هو ثاني الأسباب الرئيسية للوفاة بين الفتيات (بعد اعتلالات الأمومة)، وثالث الأسباب الرئيسية للوفاة لدى الفتيان (بعد إصابات الطرق والعنف بين الأفراد).ويرى عدد من علماء الاجتماع أن حوادث الانتحار ارتفعت بسبب الضغوط الاجتماعية والاقتصادية في العالم العربي.

كما تؤيد التقارير الأخيرة تحليل العلماء، حيث تشير الأرقام والاحصائيات إلى ارتفاع حالات الانتحار في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل أكثر من غيرها.

ففي أحدث تقاريرها عن الانتحار، قالت "منظمة الصحة العالمية" إن حالات الانتحار في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تصل إلى 79 بالمئة من حالات الانتحار في العالم.

يذكر أن العالم يشهد وفاة 800 ألف شخص سنويا بسبب الانتحار.

ويعني هذا الرقم أن شخصا يقدم على الانتحار كل 40 ثانية حول العالم، كما يفوق عدد ضحايا الانتحار كل عام، قتلى الحروب.

وأفاد التقرير بأنه في مقابل كل حالة انتحار، هناك الكثير من الأشخاص الذين يحاولون الانتحار كل عام، ولا ينجحون.