جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 03:40 مـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

هل تضع الثورة العراقية حدا للمد الايراني بالمنطقة

الثورة العراقية
الثورة العراقية

تعيش العراق منذ مطلع أكتوبر على وقع هبة شعبية عارمة، إذ احتل الآلاف من العراقيين الغاضبين الشوارع والساحات احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد، في مشهد مشابه لثورة الياسمين بتونس .

عاصمة الرشيد كان لها نصيب الأسد من هذه التحركات الشعبية إذ تجمع العراقيون قرب مقر الحكومة، رافعين لافتات تندد بالطبقة السياسية الحاكمة و تطالب بمحاسبة الفاسدين و زمرة المتواطئين معهم .

محاولات الحكومة المتكررة لتهدئة الشارع و امتصاص غضبه بوعود إصلاحية مستقبلية، منيت اغلبها بالفشل إذ يرفض المتظاهرون أي محاولات للالتفاف على ثورتهم تحت أي مسمى كان ، فمنطق الترغيب و الترهيب لم يعد ينفع مع الشباب العربي التواق للحرية و العدالة

و لان كانت اغلب مطالب المحتجين اقتصادية و اجتماعية, الا ان الساحات لم تخلوا من دعوات لإنهاء التدخل الإيراني السافر في القرار السيادي العراقي , إذ يعلم العراقيون أن العلاقة التي تجمع حكومتهم بإيران ليست علاقة شراكة كما تدعي الجهات الرسمية بل هي تبعية عمياء و ولاء مطلق.

التغول الإيراني في العراق جعل العديد من المحللين يشبهون هذا البلد الغني بالحديقة الخلفية لطهران, لاسيما مع نجاح نظام الملالي غير مرة في تحويل العراق إلى ساحة حرب بالوكالة، لمعالجة ازماته مع الدول الغربية.

بالتزامن مع ارتفاع عدد الشهداء الى 319 شخصا، تتحدث الأوساط العراقية عن مخططات تحاك بليل لإخماد لهيب الثورة، بسبب تخوف طهران من انتقال عدوى الثورة إليها.

غضب العراقيين مشروع و مطالبهم مقبولة، فاحتلال دولة غنية مثل العراق المرتبة الـ12 في لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم لاكبر دليل عل فشل الطبقة السياسية الحاكمة في إدارة بلد عامر بالخيرات و الثورات، إلا ان الحذر واجب من استغلال اعداء الثورة للنزعة الطائفية التي تعاني منها بلاد من اجل تحويل مسار الثورة و افشالها بالتالي.