جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 09:24 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«الجارديان»تصويت مجلس العموم ضد البريكست”أذل “ماي ويعلمها اهمية الحصول على دعم المعارضين

الجارديان
الجارديان

تناولت صحيفة "الجارديان" في افتتاحيتها الهزيمة التاريخية التي تعرضت لها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ليل امس الثلاثاء في مجلس العموم، مشيرة إلى أن البرلمان رفض خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي بـ432 صوتا مقابل 202.

وتذكر الجارديان، أن التصويت بالغالبية رفضا لخطة ماي الخروج من الاتحاد الأوروبي هو ضربة محطمة لسلطة رئيسة الوزراء، التي قضت عامين وهي تتفاوض على خطة كانت في جوهرها عكس ما أرادت لترى رفض البرلمان لها.

وتلفت الصحيفة إلى أن "حكومة الأقلية التي تقودها هزمت في أكثر من 28 مناسبة، وستترك بريطانيا الاتحاد الأوروبي في مدى أسابيع، وتقود ماي حكومة منقسمة بشكل عاجز، وحزبا تستشري فيه الخلافات، وبلدا ممزقا، ورفض مجلس العموم المؤكد لخطتها يعني أنها انتهت.

وتشير الجارديان إلى أن ماي خسرت بـ230 صوتا، وهي هزيمة لم تسجل من قبل، بالإضافة إلى أن حجم الرفض لخطتها يعني أنها خطة لا يمكن الاعتماد عليها.

وتوضح الجارديان أن المشكلة تظل في حزب المحافظين بين الداعمين للخطة والرافضين لها، وبدلا من تخفيف الخلاف وحله فإن ماي قامت بمفاقمته، فاختارت التفاوض حول الخروج مع المتشددين في حزبها لا الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى أن الخطوط الحمراء التي وضعتها ماي جعلت من المستحيل بالنسبة لها الحصول على صفقة توحد حزبها وتجعله يقبل بخطتها بها، ناهيك عن المعارضين لها.

وتقول الجارديان أن ماي قدمت في النهاية خطة عبرت عن هوسها بالهجرة، ومحاولة استرضاء المتشددين في الحزب، وكانت النتيجة بريكسيت معصوب العينيين أجلت فيه معظم القضايا للتفاوض بعد الخروج، مثل مستقبل العلاقة مع أوروبا.

وتشير الصحيفة إلى أن بريطانيا ليست لديها في الوقت الحالي خطة بديلة، ما يعني أنها ستخرج دون صفقة، وهذا يعد كارثة، ولهذا فإنه يجب على رئيسة الوزراء منع هذا الخيار.

وتنوه الجارديان إلى إن الآلية المقترحة لمنع هذا هو السماح للغالبية في مجلس العموم بالسيطرة على الجهود، وهذا الخيار يستدعي الإبداع وتقوية اللجان وتفعيل القوانين، كما يتطلب هذا الخيار عدم وقوف ماي وجيرمي كوربين في طريق هذه الجهود، وتعطي المبادئ الدستورية، مثل مجالس المواطنين، التي تقدمت بها النائبة العمالية ليزا ناندي، واستفتاء جديد، القادة الفرصة لتوحيد الأحزاب، ومنح الشرعية للخيار الذي تتوصل إليه.

وتفيد الصحيفة بأن قرار ماي وضع الحزب وتقديمه على المصالح القومية يعني أن البلد ينجرف بلا هدف، في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة تعديل اتفاقية الخروج، وفي ظل غياب القيادة، فإن هذا الوضع سيقود إلى الفزاع، الذي تضخم من خلال محاولات الحكومة تخزين الطعام والدواء وكأنها تعد للحرب.

وتفيد الجارديان بأنه يجب علينا إنهاء الفوضى والانقسام، الذي أدى إلى تشويه بلدنا، والسؤال الواجب علينا طرحه هو إن كانت بريطانيا البريكسيت ستظل على علاقة دائمة مع أوروبا، بشكل يسمح للطرفين بالتعاون في المصالح والقيم المشتركة.

وتقول الصحيفة أن ماي تأخرت كثيرا في القبول بثمن الخروج، مفضلة التودد للنواب الذين رفضوا ربط الخروج بأي ثمن، ففكرة الحصول على الكعكة وأكلها عبرت عن هذا الموقف، والعجز عن التفكير في الكلفة والمنفعة.

وتضيف الجارديان بالقول ان بريطانيا تواجه اليوم معضلة دستورية كبيرة تتعلق بالمصالحة بين سيادة الشعب وسيادة البرلمان، وجاء التصويت ليذل رئيسة الوزراء، ويعلمها أهمية الحصول على دعم المعارضين.

وتختم الجارديان بالقول إن التصويت على البريكسيت كان مدفوعا بالرواتب الراكدة، والتباين بين المناطق، ومراكمة الثروة، ولم يؤد الاتحاد دورا في ظهور هذه المشكلات، ولن تحل بالخروج منه، بل من خلال حكومة تنفذ السياسات الصحيحة، ولم تقدم ماي أيا منها.