جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 06:38 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
كمامات بـ4 ملايين جنيه.. إحالة 3 مسؤولين بمستشفى الشيخ زايد المركزي للمحاكمة تعطل عمليات السحب والإيداع بماكينات البريد خلال ساعات مركز خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة دمنهور يعقد فعاليات اليوم الأول لدورة التحاليل الطبية خبير اقتصادي: مؤشرات البورصة المصرية حققت أداءا جيدا الفترة الحالية تكليف سمير البلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة مدبولي ..الاسعار ستأخذ مسارا نزوليا بدأ من الاحد القادم التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر خلال القافلة التنموية لجامعة دمنهور جامعة دمنهور تطلق مشروع لانتاج نواقل خلوية نانوية الحجم من النباتات العضوية (FarmEVs) جامعة دمنهور تحتفل بيــــــوم التراث العالمي استكمال رصف فرعيات شارع الجمهورية بحوش عيسى بتكلفة إجمالية 4 مليون و 500 ألف جنية وزارة الصحة بالشرقية يتابع الخدمات الطبية بمستشفى الزقازيق العام المخرجة السويسرية «عايدة شلبفر » مديرا للأفلام الروائية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي

خاص… «واشنطن بوست » ترصد دلالات عملية «منبج» الاخيرة في ضوء قرار «ترامب» الإنسحاب من سوريا

صورة الديار من واشنطن بوست
صورة الديار من واشنطن بوست

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للكاتبة جنفر روبين، تناولت فيه مقتل أربعة جنود أمريكيين، في مدينة منبج في سوريا، يوم الأربعاء.

وتذكر روبين أن ذلك يعد أعلى عدد من الوفيات بسبب نيران معادية في حادثة واحدة في الخارج منذ أن تولى دونالد ترامب الرئاسة.

وتضيف روبين إن العملية، التي أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عنها، جاءت بعد أقل من شهر من إعلان ترامب أنه تمت هزيمة داعش، وأمره بانسحاب ألفي جندي أمريكي موجودين في سوريا، ومنذ ذلك الحين دخلت استراتيجية الادارة في حالة من الفوضى مع استقالة وزير دفاع ترامب احتجاجا على ذلك.

وتذكر روبين في مقالها الذي طالعتة وترجمتة" الديار"أن الوجه الوحيد المفاجئ لهذا الحادث، فهو السرعة التي قرر فيها تنظيم الدولة توجيه ضربة، حيث أظهر بجرأة إمكانيات التنظيم العدوانية في منطقة ستخلو قريبا من القوات الأمريكية.

وتشير روبين إلى ما كتبه آدم جارفينكل، في مجلة "أميركان إنترست" قائلا بالطبع لم يهزم تنظيم الدولة على نحو مستدام، ويقدر عدد المقاتلين والمؤيدين الموجودين على الأرض في سوريا والعراق بما بين 12 إلى 14 ألفا، وخسارة التنظيم للأرض تؤثر عليه من حيث السمعة ومقدرته على التجنيد، بالإضافة إلى أنه خسر أعدادا من مقاتليه، لكنه قادر على استعادة الأرض عند وجود شبه فراغ، على الأقل مؤقتا، باستخدام أسلوب الهجوم الجماعي، وهو بالتأكيد قادر على نشر الدمار الإرهابي في الشرق الأوسط وأوروبا. الأطباء ينصحون بإكمال كورس المضادات الحيوية الموصوفة لك حتى لو بدأت تشعر بالتعافي، وهم محقون، والأمر ذاته يمكن تطبيقه على اقتلاع المنظمات الإرهابية: يجب عليك إنهاء العلاج، وفي هذه الحالة إعطاء العلاج بدلا من أخذه نفسك.

وتلفت روبين إلى ان يطمئن الحلفاء المحليون بأن يعلموا أن هناك قوة عظمى تقف خلفهم إن زادت مسؤولياتهم الأمنية أكثر من طاقتهم، وهذا يسمح لهم بالمخاطرة للمساهمة في الحرب بشكل يعود بالفائدة على القوة العظمى، وغياب ما يطمئن الحلفاء لا يقلل من بالضرورة من المخاطرة، حيث يمكن أن يؤدي الى المبالغة بالمخاطرة، أو المخاطرة بشكل أحمق؛ في محاولة لمساعدة النفس التي يغذيها الذعر انظر إلى أصول السياسة السعودية في اليمن، فهذه العناصر غير الحركية في علاقة التحالف مهمة في تعريف كيفية عملها، لكن هذه العناصر دقيقة، وهذا الرئيس الأمريكي لا يدرك الفروق البسيطة، فهو لا يفهم فكرة العلاقات ذات المجموع غير الصفري، التي تعد التحالفات أمثلة جيدة عليها.

وتفيد روبين بأنه عدا عن التراجع عن الضمانات للأكراد، والمثال المؤذي للخيانة، فإن قرار الانسحاب أصلا محاط بالمخاطر، هذا مع عدم ذكر الشبه المخيف بين هذا القرار وقرار إدارة أوباما الانسحاب المبكر من العراق، والتردد في التدخل في سوريا، يبدو أننا نسينا بأن خلق فراغ في المنطقة يؤدي إلى نتائج كارثية، إن سحب القوات الأمريكية من سوريا، خاصة إن تم إلغاء الغطاء الجوي، سيشجع النظامين السوري والإيراني في طرقهما الإجرامية، وسيخبر الحكومة الروسية بكل ما تحتاج أن تعرفه عن حيوية أمريكا بشكل عام.

وتقوا روبين أنه بدلا من عكس موقف أوباما تجاه سوريا، فإن ترامب قام بمضاعفة ذلك الموقف، وجاءت معارضة الانسحاب التام دون شروط من القيادات العسكرية، ومن الخبراء في الشأن السوري والإيراني الخارجيين الذين لا يحملون مياه ترامب الملوثة ذاتها ومن إسرائيل، التي في الواقع تفاعلت بقلق عندما سمعت بأوامر ترامب المفاجئة بالانسحاب.

وتلفت روبين إلى أن ديفيد أديسنك، مثلا، حذر من الانسحاب قائلا إن اتباع سياسة أوباما 2.0 تجاه سوريا ستكون هدية قيمة لإيران، التي بالكاد تستطيع دعم نظام الأسد، في وقت يتململ فيه مواطنوها بسبب حالة الفقر التي أوصلتهم إليها، ودون قوات أمريكية تقطع الطريق عليها، فإن إيران تستطيع بناء جسرها إلى ساحل المتوسط، وإيصال أسلحة أكثر تطورا لحزب الله، شريكها في السعي لمسح إسرائيل عن الخارطة"، كما حذر رانج علاء الدين من معهد "بروكنجز" قائلا "إن انسحاب أمريكا من سوريا قد يسمح لتنظيم الدولة بأن يعود في كل من سوريا والعراق، ويخلق فراغا سيملأه حتما نظام الأسد وإيران، والتخلي عن الحلفاء الأكراد والعرب على الأرض.

وتذكر روبين انه لو تحركنا بسرعة هذا الأسبوع، إعلان تنظيم الدولة مسؤوليته عن العملية الانتحارية سخر من ادعاء ترامب بأن تنظيم الدولة مات وجعله أضحوكة، ففي صدى لما حصل في العراق، حيث تم التخلي عن المناطق التي أخذها الجيش من المتشددين مثل الفلوجة بصعوبة لكن كان يجب العودة لاستردادها مرة أخرى، لقد تم دخول منبج قبل عامين ونصف، عندما دخلت قوات مسلحة ومدربة أمريكيا، مؤلفة بشكل كبير من الأكراد السوريين طردت تنظيم الدولة بمساعدة الغارات الجوية الأمريكية، بحسب ما قال روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سوريا.

وتخلص روبين في نهاية مقالها بالقول سنكتشف قريبا ما إذا كان انسحاب القوات الأمريكية أطلق العنان لقوات تنظيم الدولة، الذي سيكسب أتباعا وثقة وشجاعة عندما تغادر أمريكا، ونحن نعلم أن موسكو ودمشق وطهران تحتفل، فكل ما قد تكون روسيا استثمرته في انتخاب ترامب تم استرداه بالتأكيد في الشرق الأوسط.