”لوحة الحلم” بين يدي أبو الهول.. تروي قصة الملك الذي مزج الدين بالسياسة
«أنظر إلى، وتمعنني يا بني تحتمس، أنا أباك، وسوف أعطيك عرش البلاد والعباد ولكن تذكر، فحالي هذا كحال من أصابه المرض، وقد تآكلت أطرافي، وأصبحت الرمال التي أنا واقف عليها الآن تهددني، من أجلي لابد أن تقوم بعمل ما يتمناه قلبي فأنا في انتظار طويل»
هذا ما نقش على لوحة الحلم، القائمة بين ذراعي أبو الهول في منطقة الأهرامات بالجيزة، لأعلي ارتفاع اللوحة 144 سم وعرضها 40 سم، وهي مصنوعة من الجرانيت الناري الصلب، ونقش عليها لإلي جانب نص الحلم، تحتمس الرابع يبتهل لأبو الهول ويقدم القرابين.
ولروعة تصميمها، وتفردها، فقد نُسخ منها نسخة أقرب إلي الحقيقية مصنوعة من الجبس وموجودة الآن في متحف لندن.
أما ملخص الحلم الذي راود الملك تحمس في منامه حين كان شابا، بعد رحلة صيد شاقة، جلس بعدها يستريح تحت ذقن أبو الهول، الذي كان عمره وقتها نحو 1300 عاما، فغلبه النعاس ليرى وجه الإله في السماء يحدثه ويتحرك فمه أثناء الحديث، وينبئه بعرش مصر، طالبا منه أن يزيل الرمال التي غطت كل أرجاء تمثال أبو الهول، لتختفي معالم أطرافه وقتها.
الباحثون فسروا حلم تحتمس، بأنه مجرد قصة خادعة غزلها الأمير الشاب ليوحي أنه تم تنصيبه ملكا من قبل الإله، خاصة وأنه كان له أربعة أخوة، بينهم من هو أحق بعرش البلاد.
وبعد اعتلاء تحتمس الرابع كرسي الحكم، أوفى بعهده، وٌقام بعملية إزاحة الرمال عن تمثال أبو الهول، وقام بعملية ترميم هي الأولى فى التاريخ.
وفاة تحتمس
إما إخوة تحتمس فقد قتلهم الملك الشاب، بمساعدة الكهنة، ولم يدوم حكمه طويلا حيث لقي حتفه وهو في الثلاثينيات من عمره، بعد حكم للبلاد دام عشر سنوات، عاش الشعب خلالها حالة من الرفاهية والرخاء، وودع تحتمس الرابع الدنيا بسجل من الإنجازات لمصر لا ينكرها أحد.
ويعتقد العلماء أن سبب وفاة تحتمس الرابع هو المرض، هو المرض، وأعزوا ذلك للنحافة الشديدة فى مومياؤه.
