طوف وشوف

” مكتبة الاسكندرية” حصن العلوم والفنون في الشرق الأوسط

الثلاثاء، 7 يوليو 2020 06:09 مـ بتوقيت القاهرة

مصر رائدة العلوم والفنون على مر العصور، بها أُنشئت أول مكتبة حكومية عامة في التاريخ ،وهي المكتبة الملكية القديمة الذي أنشأها البطالمة في عهد الاسكندر الأكبر، وصُنفت في عصرها بأنها أعظم مكتبات التاريخ، لأحتوائها على كتب علوم الحضارتين الفرعونية والإغريقية وبها حدث المزج العلمي والالتقاء الثقافي الفكري بعلوم الشرق وعلوم الغرب حيث تزاوجت الحضارتين داخل أورقة هذا الصرح العظيم، كما ساعدت الإدارة السليمة في هذا النجاح، حيث فرض القائمين عليها بوضع كل عالم يدرس بها نسخة من مؤلفاته في المكتبة، كما احتوت على كل أوراق البردي وأدوات الكتابة الموجودة في مكتبات المعابد المصرية.

أنشئت مكتبه الاسكندريه القديمة فى سنة 330 قبل الميلاد ، وبلغ عدد مخطوطاتها انذاك700.000مجلدا بما فيهم إعمال هوميروس ومكتبة أرسطو.

حريق المكتبة

وفي عام 48ق. م قام يوليوس قيصر بحرق 101سفينه من الأسطول المصري الموجود على شاطئ البحر المتوسط أمام مكتبه الاسكندرية، وامتدت النيران لتلحق بالمكتبة وتترك بها أضرار بالغة، وهناك رواية أخرى تؤكد ان حريق المكتبة كان في عام 391م عندما أمر الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس الأول بتدميرها، وتعدد روايات أخري ولكنها ضعيفة وغير موثقة.

وفي عام 1972أطلقت جامعه الاسكندرية مشروع إحياء المكتبه، وفي عام1987أصدرت منظمة اليونيسكو أول نداء دولى لدعم المشروع ووضع حجر الأساس للمكتبة القديمة، وبصدور القرار الجمهورى رقم 1لسنه 2001جعل مكتبه الاسكندرية شخصية اعتبارية، ومقرها محافظه الاسكندريه.

مكتبة الاسكندرية الحديتة

وفي السادس عشر من أكتوبر عام 2002م تم افتتاح مكتبة الاسكندرية الجديدة بحضور عالمي، حيث تم بناء المكتبة الحديثة بمنطقة" الشاطبي" قرب موقعها القديم، وقد تم البناء بالتعاون بين الدولة المصرية والأمم المتحدة،

وتعتبر المكتبة احد الصروح العلمية والثقافية العملاقة ونافذة مصر على العالم، فهي تعد أول مكتبة رقمية في القرن الواحد والعشرين، وتضم التراث المصري الثقافي والإنساني، كما أنها تعد مركزا للدراسة والحوار، ويوجد بها مجموعة من كبيرة من الكتب النادرة بمختلف لغات العالم.

وتتكون المكتبة من 11دور منهم 4تحت سطح الأرض و7فوقها، ويبلغ ارتفاع المبني 44متر، كما يوجد بالمكتبة 10000كتاب أصلي ونادر و250كتاب نسخة طبق الأصل، ويوجد أيضا 2600خريطة نادرة منهم 70خريطة عن الاسكندرية، ويصل عدد الرسائل العلمية بالمكتبة الى 15000،وتضم المكتبة 200الف مجلد و1500دورية علمية

قدمت فرنسا في أكبر صفقة ثقافية في تاريخ المكتبات هدية تصل إلى نصف مليون كتاب باللغة الفرنسية في عدة موضوعات مختلفة "علوم- آداب- تاريخ- جغرافيا- انثربولوجيا" إلي مكتبة الإسكندرية. ونتيجة لهذه الهدية ستكون مكتبة الإسكندرية المكتبة الفرانكفونية الثانية في العالم بعد مكتبة نيويورك في ثراء مجموعاتها باللغة الفرنسية بعد المكتبة القومية الفرنسية ومكتبة جنيف ومكتبة ليون بفرنسا ومكتبة لافال بكندا. وتتفوق مكتبة الإسكندرية في مقتنياتها الفرنسية على جامعة مونتريال في كندا والتي تحتوى على 534 ألف كتاب ومكتبة الكونجرس التي تحتوى على 433 ألف كتاب ومكتبة هارفارد التي تحتوى على 509 ألف كتاب وجامعة اواتا بكندا، والتي تحتوى على 296 ألف كتاب والمكتبة القومية الكندية والتي تحتوى على 365 ألف كتاب والمكتبة الوطنية الفرنسية والتي تحتوى على 305 ألف كتاب. وأيضا تكون مكتبة الإسكندرية بهذا الإهداء المكتبة الرئيسية الأساسية للكتاب الفرنسي للشرق الأوسط والقارة الأفريقية

سبع مكتبات

وبداخل مكتبة الاسكندرية الجديدة يوجد سبع مكتبات متخصصة وهى مكتبة المواد السمعية ومكتبة المكفوفين (مكتبة طه حسين)ومكتبة الأطفال ومكتبة المواد و الكتب النادرة والمجموعات الخاصة، مكتبة الخرائط و مكتبة النشء ومكتبة المواد الميكروفيلمية.

ولعلك عزيزي القارئ قد تملكك الشغف لمعرفة المزيد عن هذا الصرح العملاق، ولكن تمهل، فلا تكتمل رحلتنا القادمة إلا بصحبتك، سوف نسرد المزيد عن كل مكتبة من مكتبات الأسكندرية، فتابعنا.