جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 04:50 صـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

شارع الصليبة بقلب القاهرة.. بين كل أثر وأثر أثر

الصليبة قديما
الصليبة قديما

القاهرة.. عاصمة الآثار والحضارة، ما أهلها لأن تصبح وبجدارة، محط أنظار البشر، خاصة عشاق التاريخ الإسلامي منهم.

ومن المناطق التي تشع نورا وحضارة، شارع الصليبية بقلب القاهرة، أحد الشهود على روائع العصر المملوكي في مصر.

يبدأ من ميدان القلعة حتى أول شارع عبد المجيد اللبان، بالقرب من السيدة زينب ويتقاطع مع شارع «الرُكابية»، وشارع «السيوفية» بما يُكون شكل الصليب، مما أكسبه أسمه "شارع الصليبية"

و يتميز الشارع بطبيعة جغرافية قاسية "منحدر مرهق للمشاة" ولكنه حظي بثراء أثري حيث يوجد بين كل أثر وأثر، أثر، ويحتوي على جميع أنماط الآثار الإسلامية تقريبًا: الجامع، والمدرسة، والكُتّاب، والسبيل، والخانقاه، والحمّام، والقصر، فضلا عن جامع أحمد بن طولون الأثري الوحيد الباقي من مدينة القطائع ثالث عاصمة إسلامية في مصر.

ويعود هذا الثراء الأثري لأهمية الشارع الإستراتيجية التي اكتسبها من موقعه المثالي حيث يقع على مشارف عواصم مصر الإسلامية القديمة فالحد الشمالي للشارع كانت مدينة الفسطاط والقطائع والعسكر، ومع انتقال مقر الحكم إلى القلعة في العصر الأيوبي، أقبل الأمراء على السكن فيه وحوله، وشيدوا منشآتهم العسكرية فيه، بالإضافة إلى مصانع الأسلحة المنتشرة حول الصليبية، ومنذ عصر الناصر محمد بن قلاوون وحتى نهاية العصر الشركسي كان الصليبية المقر الوظيفي والسكني لكبار رجال الدولة، واستمر هذا التوجه حتى عصر محمد علي، فنجد أن الأسرة العلوية أنشأت ورشة للأسلحة والبنادق في الحوض المرصود عام 1813م، وأُنشأت أيضًا المدرسة الحربية عام 1855م.

كما كان الشارع مسرحًا لكثير من الأحداث السياسية والاجتماعية في العصر المملوكي، من مواكب السلاطين وإقامة الاحتفالات وقد أقيمت فيه احتفالات زفاف ابنة الناصر قلاوون على ابن الأمير ارغون، والتي استمرت ثلاث ليال مُدت فيها الموائد ليأكل منها العامة بلا حساب، إلى مؤامرات المماليك ضد بعضهم البعض وتنفيذ عقوبة «التجريس» على من يرتكب مخالفة تستحق هذه العقوبة، سواء من الأمراء أو المماليك أو حتى العامة.

نظرًا لأهمية المنطقة أنشأ العديد من رجال الدولة في عصر محمد علي وأبنائه دورًا ومنازل، مثل دار الأمير عبد اللطيف باشا أمام مدرسة قاني باي المحمدي، كما اختصت الدولة العلوية الشارع بإنشاء ثلاث صيدليات في وقت كان إجمالي عدد صيدليات القاهرة بالكامل 44 صيدلية، وكانت الصيدليات في ذلك الوقت نقلة نوعية في صناعة الدواء، حيث كانت محلات العطارة هي المصدر الوحيد لتجهيز الدواء.

أما أهم معالم شارع الصليبية، فمنها: سبيل وكتاب الأشرف قانيباي، مدرسة قانيباي المحمدي، خانقاه الأمير شيخو، ويقابلها مسجده، ثم سبيل ام عباس الذي يعود للطراز العثماني، ومدرسة ابن تغر بردي وهو مؤرخ ومن مؤلفاته الهامة في التاريخ الإسلامي " النجوم الزاهرة في ممالك مصر والقاهرة، والملقب بتغردي بردي المؤذي نظراً لكثرة أذيته للناس، وبيت الكريتلية والمعروف حاليا بمتحف جاير اندرسون، ومدرسة المير صرغتمش.

تعرف على حكاية الفجالة.. ولماذا أهداها الخليفة لمطربته