اعلام من قنا يستعرض حياة العارف بالله الشيخ ابو الوفاء الشرقاوى
تعد محافظة قنا من محافظات صعيد مصر الزاخز بالعظماء من العلماء والقادة عبر التاريخ وكان لهم اثر عظيم في تغيير مجريات الحياة حيث التقت الجريدة بالاستاذ عبدالحكيم ابو جبل مدير عام شئون ونظم المعلومات بضرائب قنا حيث سرد لنا قصة عالم وزعيم وطني الا وهو الشيخ ابوالوفا الشرقاوي احد ابناء قنا العظماء وعلي صفحات الحياة المصرية نتعرف عليه
فمن هو الشيخ ابو الوفا الشرقاوى ؟؟
هو علم من اعلام قنا والصعيد واحد اهم رجالاتها وزعمائها فتح الله عليه فتوح العارفين -- فجمع بين الدعوه الى الله -- والجهاد فى سبيله - حفاظا على الدين والارض والمال والعرض -- وهو التقى الورع المجاهد واحد شيوخ الطريقه الخلوتيه الصوفية
تلقى علوم التصوف عن والده واستكمل رسالة والده - في نبذ البدع والضلال والخرافات والخزعبلات التى شابت التصوف -- مؤكدا على حتمية استقاء التصوف من كتاب الله والسنه النبويه
وكما ورث عن والده الطريقه ورث منه ايضا المال - والثراء - والجاه
مولده ونسبه ونشاته
اسمه / أحمد أبوالوفاء بن أحمد بن شرقاوي بن مساعد الصديقي الحسيني المالكي الخلوتى ولد في مايو 1879م في قريه - كانت تسمي "دير سواده" او اولاد حمزه من قري فرشوط بقنا
ونشا في بيئه علميه تقيه صالحة وأسرة عريقه - تنتسب لسيدنا محمد بن أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما بصعيد مصر بمحافظتى قنا وسوهاج
تلقى العلم الشرعى على أيدي كبار علماء عصره ممن كانوا يفدون على ساحة والده شيخ الطريقه الخلوتيه الصوفيه وحفظ القرآن صغيرًا وبعض المتون فى كُتّاب قريته "نجع شرقاوى" نسبة إلى والده
توطدت علاقاته مع رموز الدوله وكبار رجال السياسه في عصره وله مقالات أدبيه واجتماعيه ودينيه نشرتها الصحف المصريه
وله كتاب في آداب الطرق الصوفيه بعنوان : مصباح الأرواح في سلوك طريق الفَتّاح - و طبعت للشيخ مطولات في كتيبات
حتى أن الدكتور محمد فؤاد شاكر قام بجمع شعره (المطبوع والمخطوط) في كتاب بعنوان أبوالوفاء الشرقاوي - حياته وآثاره
دوره فى ثورة 1919م ومقاومة المحتل
لعب الشيخ دورًا فى إذكاء روح ثورة 1919م وحين زار سعد زغلول الصعيد وقنا فى اكتوبر 1921م لجمع التوكيلات من المصريين المطالبه بالاستقلال كان الشيخ على راس الوفد الذى كان فى استقباله
وحينها قال سعد زغلول - مقولته الشهيره
الحق فوق القوة والأمه فوق الحكومه
وقال فى حق الشيخ
ما رأيت رجلاً عالما فى تواضع شجاعًا فى سكينه حكيما فى ثبات مثلما رأيت هذا الإمام
وقد كانت للشيخ قصائد فى مكافحة الاحتلال منها قصيده افتتحها بقوله
إذا جاء نصر الله والفتح ---- يا مصر فما مثل هذا الفتح فتح ولا نصرُ
تلبثت فى ذل ثلاثــــين حجـــة --- وبعضــــا وإن الذل ساعته دهرُ
كما كان يستنهض همم الرجال ويرفع من عزيمتهم للتصدى ومقاومة المحتل الانجليزى الغازى لمصر
ومن ابياته التى قالها فى ذم ضعاف النفوس
أفمسلمــــون وأمـــــة شـــــلأّء --- لاميتــــون ولا هُمُ أحياءُ
يهنون والإسلام أشرف منزلا ----- ومحمد ممــــا لقوه براء
لقد كان الثائر سعد زغلول والشيخ الشرقاوي يسيران في ذات الطريق وينشدان نفس الهدف وهو طرد المستعمر الاجنبى
هذا يقود الأمه في الشمال والآخر يقودها في الجنوب
ولذلك السبب تم اللقاء بين القطبين
وفاته
انتقل الى جوار ربه يوم 2 يونيه سنة 1961م ودُفن بجوار والده بنجع شرقاوى عن عمر يناهز 84 عاما
قضاها فى خدمة دينه ووطنه والاسلام والمسلمين
