جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 07:33 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أحمد سلام يكتب: عشر سنوات علي إغتيال معمر القذافي

أحمد سلام
أحمد سلام

قراءة التاريخ تمنح البصر والبصيرة "زخماً" لاينقطع لما فيه من عِبر ومن لم يتعلم ويتأسي فلايلومن إلا نفسه ويصدق دوما القول الأثير "من لم يشرب من بئر التجربة مات عطشاً في صحراء الجهل" .

حديثي علي هامش الذكري العاشرة لمقتل أغرب شخصية"سياسية" في العصر الحديث كانت ولامازالت لغزا مُحيرا لصعوبة تصنيفه وقد جمع بين كل النقائض والمحصلة كيان محير إسمه العقيد الليبي مُعمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر وزعيم الجماهيرية العربية الليبية الذي قتل في 20 أكتوبر سنة 2011 في مشهد تناقلته وسائل الإعلام عنوانه بئس المصير.

يوم ان قتل القذافي كانت الثورة ضده في أوجها وقد سقط نظامه فعلياً حيث إنفصلت بني غازي عنه ليحكمها الثوار في بواكير تحرير ليبيا من نظام حكم القذافي الذي طاردته قوات من حلف الناتو ليتم قصف المكان الذي إختبأ فيه في مشهد مروع ليتم قتله من الثوار قرب مسقط رأسه بمدينة سرت الليبية.

وقد تكشف لاحقا أن الأمر أكبر من تحرير وطن إنها الفوضي المقترنة بنهب الثروة الهائلة لدولة نفطية ذات موقع إستراتيجي.

بعد قتل القذافي تم ركله والتشهير بجثته ليُحمل في سيارة مضرجاً في دمائه ولم يصدق "الليبيين "أنه قد قتل ليسجي جثمانه ليشاهده شعبه الذي ذاق الأمرين من ظلمة وجبروته وقد بدد مقدرات ليبيا وإستولي وأولاده علي كل شيئ ومؤخرا تكشف أنه كان عربيدا ينتهك الأعراض.

كانت الخاتمة إذا من جنس العمل والمثير أنه "دُفن" في قبر مجهول في الصحراء ليتم محو أثره حيا وميتا !.

ويبقي مشهدقتل القذافي وجثته المضرجة بالدماء أليماً حيث لم تراع حُرمة الأموات .

عشر سنوات علي إغتيال معمر القذافي كشفت عن مؤامرة إسمها ثورات الربيع العربي وقد كان التخلص من نظم الحكم في تونس وليبيا ومصر قرين مشاهد دغدغت المشاعر عنوانها إنتصار إرادة الشعب ولكن ظفر الثعالب بالوليمة ليصعد من صعدوا لبؤرة المشهد وهنا الفوضى الخلاقة التي نجت منها مصر وظلت توابعها في ليبيا بل وتونس حتي الآن. 

في ذكراه العاشرة في خاطري تساؤل عن أربعين عاماً في السلطة قضاها معمر القذافي يبدد ثروات بلاده قرين محاولات تعددت للزعامة علي هامش افكار سطرها في كتاب مثير عنوانه الكتاب الأخضر!.

تأثر القذافي بالرئيس جمال عبد الناصر وإصطدم بالرئيس السادات الذي أطلق عليه مجنون ليبيا وقد روضه الرئيس مبارك في قراءة فرضتها شخصيته المثيرة للجدل !.

عقب مقتل القذافي إنتهي المطاف بأرض المختار إلي أن تكون مرتعا للأشرار دولة في بني غازي في قبضة الجيش الوطني الليبي ودولة في طرابلس تعج بالمرتزقة والأتراك وحتي الآن ليبيا لم تزل فوق بركان تنشد الأمن والأمان والاستقرار .وهنا كل الرجاء صلاح الأحوال .

عشر سنوات علي مقتل معمر القذافي طويت صفحته واليقين أن حسابه لدن خالقه .

تشقي الشعوب دوما من سوء أفعال الحكام..لأجل هذا كل نهايات الطغاة واحدة.